القدس المحتلة- ترجمة المركز الفلسطيني للإعلام +-
رحلة الفساد الإسرائيلي لم تنته بعد؛ فما زالت تتكشف يوما بعد يوم أوراق جديدة يشارك فيها شخصيات "منتهية الصلاحية" بالنسبة لجهاز الموساد، ليفسح المجال لأسماء جديدة تشارك في عملياته.
ناثان جاكوبسون كان محور لقاء برنامج "عفداه" أو الحقيقة والتي تقدمه إيلانا دايان المذيعة في القناة 12 العبرية، ونشرته الصحيفة الكندية "ناشنال اوبزيرفر".
قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع المقابلة مع العميل الفاسد ناثان جاكوبسون، وكان التالي أبرز ما جاء في المقابلة.
إمبراطورية ناثان
كشف التقرير أن ناثان ساعد الموساد في عمليات خارجية وربما كان بعضها قد انتهك القانون الدولي، جاكوبسون ليس جديدا على الفضائح؛ ففي عام 2012 اعتقلته شرطة تورنتو بعد إدانته بتهمة غسيل أموال للولايات المتحدة.
وقال التقرير أن جاكوبسون الرجل الثري جدا بسط نفوذه عبر إمبراطورية تجارية تمتد من كندا إلى روسيا و"إسرائيل" وآسيا وأمريكا الوسطى، ومكنه ذلك من الحصول على مقابلات مع نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقادة كوستاريكا وكازاخستان.
ولد جاكوبسون في وينيبيغ أكبر مدن كندا، في العام 1973، وعندما كان في سن الـ18، انضم للجيش الإسرائيلي. وفي عام 1981 عاد إلى كندا وحصل على وظيفة وكيل مبيعات في شركة أبل.
وأوضح التقرير أن جاكوبسون سرعان ما برز كعنصر رئيسي في إقامة علاقات بين قبيلة هاربر (رئيس وزراء كندا ستيفين هاربر) والطائفة اليهودية في تورونتو، التي كانت تنجرف إلى اليمين والنخبة السياسية الإسرائيلية، ومتّن صداقته بوزير الهجرة والمواطنة السابق "جيسون كيني" الذي كان مكلفا بزراعة الأصوات اليهودية، ويقول جاكوبسون: "أخذت جيسون كيني لمقابلة (نتنياهو)".
بدأ جاكوبسون بالسيطرة على شبكة واسعة من الجمعيات الخيرية المؤيدة للاحتلال، وجماعات الضغط السياسية، وقد مول بسخاء حزب المحافظين بكندا.
وخلال إحدى الانتخابات وضعت إعلانات في الصحف اليهودية في كندا وذكرت الأسباب التي تجعل الشعب اليهودي يصوت لصالح هاربر، ولم يكن مفاجئا حينها أن التقطت صورة لجاكوبسون مع هاربر ونتنياهو في حفل استقبال في أوتاوا في عام 2012.
حياة جاكوبسون المزدوجة
ويضيف التقرير: "لم يكن أحد من بين شبكة جاكوبسون المتنامية من الاتصالات التجارية والاجتماعية يعرف أنه يقود حياة مزدوجة - كان يساعد الموساد، وكالة التجسس الإسرائيلية".
وأصبح جاكوبسون المقرب من مئير داغان رئيس الموساد منذ عام 2002 حتى عام 2011، وكثيرا ما كان جاكوبسون يتناول العشاء مع داجان أو يلتقيه في مكتبه الخاص.
يقول جاكوبسون "أتذكر أنني كنت أوقف السيارة في الحديقة بالقرب من مكتب (داجان) وليس في موقف السيارات" (إشارة إلى قوة العلاقة التي تربطهما) وكثيرا ما سافرا معا لليونان والنمسا وأرمينيا.
واصطحب ناثان مرة وزير الهجرة الكندي "جيسون كيني" لمقابلة مئير داغان ليقدم له جوازات سفر كندية لعمليات الموساد في الخارج، ومن المعروف أن الموساد يستخدم جوازات سفر كندية بهذه الطريقة كما قال جاكوبسون.
وأظهر التقرير أنه في عام 1996، ساعد ناثان جاكوبسون مئير داغان "رئيس الموساد السابق" في إنشاء قوة عمل هدفها وقف تدفق الأموال إلى "أعداء إسرائيل" تًعرف باسم "تسيل تسال " أو Harpoon "حربون" وهي شعبة داخل الموساد، حيث كان جاكوبسون مهتما بالموساد بسبب اتصالاته التجارية الدولية.
اليد الخفية
وقد اعترف جاكوبسون خلال المقابلة أنه شارك باختطاف الأسير الفلسطيني ضرار أبو سيسي بقوله: "قمت بربط داغان مع الأقلية الأوكرانية بمعرفة فاديم رابينوفيتش الذي كان له صلات في عالم الإجرام، حيث أن الموساد كان بحاجه للمساعدة على الأرض بقضية عمليات الاختطاف بشكل عام وقضية ضرار أبو سيسي بشكل خاص".
وفاديم رابينوفيتش ملياردير ورجل أعمال إسرائيلي-أوكراني يهودي ورئيس المؤتمر اليهودي الأوكراني، ومالك قناة جويش نيوز 1 التلفزيونية.
ويضيف التقرير: "في عام 2011 تم اختطاف ضرار أبو سيسي وهو مهندس كهرباء فلسطيني كان قد خطفه الموساد أثناء سفره بقطار في أوكرانيا، ونقله لمراكز تحقيق الشاباك في "إسرائيل" ومُنع من لقاء أي مُحام وعُذب في التحقيق بشكل قاس، بعد أن اتهمته "إسرائيل" بأنه ينتمي لنخبة الذراع العسكري لحماس ويساعدها في تصميم الصواريخ والقذائف المضادة للدبابات المستخدمة في قطاع غزة والتي تستهدف إسرائيل".
ونفى ضرار ومحاموه هذه الادعاءات قائلين إنه ليس عضوا في حماس، والأدلة الوحيدة التي قدمت إليهم؛ تم الحصول عليها بشكل غير قانوني وتحت التعذيب، وفي عام 2015 حُكم على أبو سيسي بالسجن لمدة 21 عاما.
وأثار التقرير جملة من التساؤلات حول ما إذا كان جاكوبسون قد لعب دورا في اغتيال محمود المبحوح أحد كبار مسئولي حماس بفندق في دبي عام 2010؛ حيث قتلت المبحوح فرقة قتل تابعه للموساد، وتم التقاط عناصر الفرقة على شريط فيديو، ومع ذلك ينفي جاكوبسون أنه لعب دور بخلاف قوله "أعرف أشياء عن القضية يعرفها أي رجل في الشارع".
وعندما قامت إيلانا دايان مقدمة البرنامج الاستقصائي الإسرائيلي المعروف بـ"عوفداه" بالضغط على مئير داغان بالمقابلة عن قضية اغتيال المبحوح، اعترف بأنه كان هناك خطأ قائلا " الخطأ في قضية الكاميرات...".
وأضاف جاكوبسون على سؤال وأنت تعرف ذلك فقط كشخص من الشارع؟": "أعيش في الشارع ... أعرف كل شيء عن دبي من الألف إلى الياء، لدي اتصالات جيدة جدا هناك".
مساهمات جاكوبسون
فيما ذكر التقرير أن جاكوبسون قام بتقديم المال للسياسيين الإسرائيليين البارزين؛ وعندما اتهم تساحي هانيغبي بالاحتيال وخرق الأمانة والثقة عام 2006 والذي أشرف على وكالات التجسس الإسرائيلية في حكومة نتنياهو؛ دفع جاكوبسون (100) ألف دولار للمساعدة في تغطية فواتير هانيغبي القانونية، واستأجر له لاحقا سيارة، كما تبرع جاكوبسون بالمال لحملة آفي ديختر الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك".
وعلاوة على ذلك، اعترف بإعطاء المال للحاخام شموئيل رابينويفتش (أحد أقوى حاخامات إسرائيل وهو موظف مدني يشرف على موقع الجدار الغربي) وقال جاكوبسون "قدمت مساعده للحاخام بقيمة 20 ألف دولار لدفع تكاليف تجديد منزل رابينويفتش، وتغطية تكاليف حفل زفاف ابنته".
ويتابع التقرير: "في عام 2009 ادعى جاكوبسون أنه دفع مبلغا من المال لمستشارين كنديين في الانتخابات الإسرائيلية والذهاب إلى إسرائيل لمساعدة حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية في ذلك العام، وكان أحد هؤلاء المستشارين صديق جاكوبسون وهو (مارك سبيرو من جماعة الضغط وشريك جاكوبسون في شركة تسمى استراتيجية كريستفيو في أوتاوا وتورنتو).
كذلك برز اسم جاكوبسون في الصيف الماضي بالتحقيق في ملفات الفساد ضد نتنياهو مع آري هارو، ودفع جاكوبسون لهارو 140 ألف دولار.