لنبدأ باسم الله العمل ينقطع الخلاف ويرتفع الجدل /خطــبة الجمــعة لفضيـلة الشــيخ ياســين الأســطل


تم النشر 19 فبراير 2011


عدد المشاهدات: 1395


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً{70} يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً{71}} الأحزاب .

أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد :

{ لنبدأ باسم الله العمل ينقطع الخلاف ويرتفع الجدل }

أيها المسلمون ، يا عباد الله : ضَرَبَ المراءُ والجدالُ المذموم بين ظَهرانَيْنَا بأطنابه ، وتزوج الشحناء فأولدها البغضاء والغِلّ ، و مسنا لذلك الضراء والذُّل ، وصرنا للتعساء في البؤس مَثَلَا ، وأصبحنا وأمسينا لا نبتغي عنه حِوَلَا ، مما أطمع فينا العدو المُصَاقِب ، وأزهد فينا الصديقَ المُصَاحِب ، فإلامَ على القيل والقال نحن مقيمون ؟!..وعَلَامَ لا نتوبُ إلى الله مما نحن فيه مُسِيْمُون ؟!..فالبدارَ البدار ..قبل انتهاء الآمال ، وانقطاع الأعمال ، وانقضاء الآجال ، وحلول المحتوم ، ونزول القضاءِ المبروم ، وما عن ذا ولا من ذا مهرب يُدْرَك ، ولا مفازة تسلك ، ولكن من يُسلَّم بالحق لأهله يَسْلَم ، ومن يلوى لسانه بالباطل يأثم ، ولا شك أنه سيشار إليه : ويَلَهُ غَرِم.. وَيْلَهُ غَرِم !!  .

فالاشتغال بالمراء والجدال الصارف عن جليل الأعمال هو بضاعة المفلسين ،وهو يا عباد الله تجارة الخاسرين ، روى الترمذي في جامعه وابن ماجة في السنن والإمام أحمد في المسند كلهم من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الإمام أحمد : حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ الْوَاسِطِيُّ عَنْ أَبِي غَالِبٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ " ثُمَّ قَرَأَ :{ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ }، وروى أبوداود في سننه قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ يَعْنِي ابْنَ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمِرَاءُ فِي الْقُرْآنِ كُفْرٌ " .  

عباد الله ، يا أيها الناس :

وهذا النوع من المراء والجدال مذمومٌ في الشرع ، ومقبوحٌ في الطبع ، وقد ابتلينا به بعد أن كنا في هداية ٍ وتوفيق ، فبأنفسنا عن أنفسنا اشتغلنا .. ولكن بغير شاغل ، وصرفنا وقتنا وجهدنا.. ولكن في غير طائل ، لا بل صرنا ألهى الناسِ أملا ، وأسوأَ الخلق عملا ، وأكثرَ شيءٍ جدلا ، أولا يعلم أولئك أننا على موائدَ من المحسنين نعتاش ، ألا يعلم أولئك أننا نبني .. ولكن ما وصل البنيان إلى تمامه ، نزرع.. ولكن لا كالزارعين ، ونصنع.. ولكن لا كالصانعين ، فهلا  أقبلنا على أنفسنا بعد الإدبار فأصلحنا شأننا ، وعرفنا حقنا بعد الإنكار فجمعنا شتاتنا ، أولا يعلم أولئك أنه لا يزكو بعضنا إلا بزكاة كُلُّنا ، ولا يحيا أحدنا كريماً دون أن نحيا جميعاً ، ليس من العمل المحمود من لا يرى أبعد من أرنبة أنفه ، ولا من الجهد المشكور من يظن أنه وحده الفتى المُلْهَم ، ولا العبقريُّ الفذُّ المُكْرَم ، كلُّ واحدٍ منا يحسب أن رأيه دوماً يصيب ، ولكنه نسي أنه غير معصوم وهو من الخطأ قريب ، وكما جاء في الحديث في الموطأ للإمام مالك ، وعند الترمذي وأحمد ، واللفظ للموطأ قال : حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ وَالثَّلَاثَةُ رَكْبٌ " .

عباد الله ، يا أيها المؤمنون :

وقد ذمَ الله الجدال المعارض للحق في سورة الكهف ، في قوله تعالى : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) } .

قال الإمام ابن كثير في تفسيره ( تفسير القرآن العظيم ) : ( ..يقول تعالى: ولقد بينا للناس في هذا القرآن ووضحنا لهم الأمور، وفصلناها، كيلا يضلوا عن الحق، ويخرجوا عن طريق الهدى. ومع هذا البيان وهذا الفرقان، الإنسان كثير المجادلة والمخاصمة والمعارضة للحق بالباطل، إلا من هدى الله وبصره لطريق النجاة.

قال الإمام أحمد: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني علي بن الحسين، أن حسين بن علي أخبره، أن علي بن أبي طالب أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: "ألا تصليان؟" فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بَعَثنا. فانصرف حين قلت ذلك، ولم يَرْجع إلي شيئًا، ثم سمعته وهو مولّ يضرب فخذه [ويقول] { وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا } أخرجاه في الصحيحين  ) .

ومنه أي الجدالُ المعارض للحق بالباطل ما ذكره الله في سورة الزخرف ، قولُه تعالى:

{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)}.

أيها المسلمون ، يا عباد الله :

من الجدال المحمود في العقل و الواجبِ المشكورِ في الشرع  ؛ الجدال بالتي هي أحسن في الدعوة إلى الله عز وجل ، وهذا كما في قوله جل وعلا في سورة النحل : {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)  }.

قال الإمام أبوالحسن علي بن محمد الماوردي في تفسيره ( النكت والعيون ) :

(..{ وجادلْهُم بالتي هي أحسنُ } فيه أربعة أوجه :  أحدها : يعني بالعفو . الثاني : بأن توقظ القلوب ولا تسفه العقول . الثالث : بأن ترشد الخلف ولا تذم السلف . الرابع : على قدر ما يحتملون ) .

 إخوة الإيمان يا أيها الناس :

الجدال ولو كان صاحبه محقاً في بعض الأحيان غير محبوب ، فقد روي الإمام أبو داود في سننه قال : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ أَبُو الْجَمَاهِرِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ " .

ولقد وجد النبي صلى الله عليه وسلم يوماً بعض أصحابه يتمارون في آيةٍ من كتاب الله فنهاهم وزجرهم .

روى البخاري في صحيحه ومسلم والنسائي وأحمد واللفظ للبخاري قال : حَدَّثَنَا عَمْرُو ابْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ جُنْدَبٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ " .

فإذا كنا نهينا عن المماراة في القرآن والدين ، وأمرنا بقراءة القرآن ما ائتلفت عليه قلوبنا فمن باب أولى أن لا نتمارى في الدنيا ، ولا نتخالف فيها ، ولا نتقاتل عليها ، بل نجتمع ونأتلف ، ونتعاضد ونتساعد ، فالمؤمن قويٌ بأخيه ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، ومن لم يصغ إلى الدليل فهو الذليل ، يسعى إلى حتفه بظلفه ، ولات حين مندم .

اللهم يا ربنا نسألك وأنت أكرم مسئول ، أجب دعاءنا ، يامولانا بتوفيقك للخير وفقنا ، فاجمع بفضلك صفنا ، وأصلح بالعمل بكتابك والاستنان بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم عملنا ، واسلك بنا سبيل السلف الصالحين ،واجعل خير أيامنا يوم لقائك يوم الدين ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه سبحانه الغفور الرحيم .

الخطبة الثانية

الحمد لله سبحانه المنعم بما لا يحصى عداً ولا شكرا ، وهو جل وعلا أحق بأن يعبد وحده  عرفاناً وذكرا ،  أوجدنا امتناناً علينا بلا حقٍ لنا عليه واجب فهو القوي ، وهدانا بلا جزاءٍ منا له فهو الغني  ، والصلاة والسلام على نبيه المصطفى من سائر الناس على الخلائق أجمعين ، وعلى آله الأطهار ، وصحابته الأخيار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، أما بعد :

أيها الناس يا عباد الله :

الإسلام دين الجماعة ، فالجماعة رحمة والفرقة عذاب ، والجماعة تأبى الاختلاف والتنازع ، وإذا وقع الاختلاف فالعمل يقطع التنازع بإذن الله ، فما على الإمام إلا أن يأمر فيطاع بإذن الله .

ففي يوم الحديبية قال البخاري  حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ قَالَ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ يُصَدِّقُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حَدِيثَ صَاحِبِهِ قَالَا – وفيه -  ( قَالَ الزُّهْرِيُّ قَالَ عُمَرُ فَعَمِلْتُ لِذَلِكَ أَعْمَالًا قَالَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا قَالَ فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنْ النَّاسِ فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتُحِبُّ ذَلِكَ اخْرُجْ ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ) .

و في قصة إتمام الصلاة خلف عثمان رضي الله عنه روى أبو داود في سننه قال:

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَنَّ أَبَا مُعَاوِيَةَ وَحَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ حَدَّثَاهُ وَحَدِيثُ أَبِي مُعَاوِيَةَ أَتَمُّ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : صَلَّى عُثْمَانُ بِمِنًى أَرْبَعًا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ رَكْعَتَيْنِ وَمَعَ عُمَرَ رَكْعَتَيْنِ زَادَ عَنْ حَفْصٍ وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ ثُمَّ أَتَمَّهَا زَادَ مِنْ هَا هُنَا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ ثُمَّ تَفَرَّقَتْ بِكُمْ الطُّرُقُ فَلَوَدِدْتُ أَنْ لِي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ مُتَقَبَّلَتَيْنِ قَالَ الْأَعْمَشُ فَحَدَّثَنِي مُعَاوِيَةَ بْنُ قُرَّةَ عَنْ أَشْيَاخِهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ صَلَّى أَرْبَعًا قَالَ فَقِيلَ لَهُ عِبْتَ عَلَى عُثْمَانَ ثُمَّ صَلَّيْتُ أَرْبَعًا قَالَ الْخِلَافُ شَرٌّ  " قال الشيخ عطية محمد سالم قاضي المدينة النبوية رحمه الله في شرح بلوغ المرام : " المخالفة للجمهور ليست جيدة، وكما قال ابن مسعود للذي اشتكى عثمان بأنه أتم في منى، وقد قصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقصرنا مع أبي بكر ، وقصرنا مع عمر ، انظر ما فعل الرجل! قال: يا ابن أخي! الخلاف شر، فإن صليت في رحالك فاقصر، وإن صليت معه فوافقه " .

إخوة الإسلام والإيمان يا أهل فلسطين :

لنبدأ جميعاً باسم الله العملَ لانتهاء الانقسام وانتهاء الاحتلال ينقطع الخلافُ ويرتفع الجدل  ولنقبل بالجِدِّ على الاجتهاد ، ولنهجر القيل ولندع القال ، ولنصغ إلى داعي وحدة الوطن بصدق المواطنين ، ولننته عن سفساف الانقسام والانشقاق ، وليكن الشعارُ ( التلاقي يا أُخَيَّ التلاقي ) ، فلسطين وحدتنا ، والقدس وجهتنا ، امض بنا لما شئت في صالح أمتك يا رئيسنا المحمود ، وتوكل على الله فهو حسبك ثم المؤمنون ، لا يُثْنِيَنَّكَ شَقْشَقَةُ زيدٍ ولا طَنِيْنُ عَمْرو ، أنت والحق اثنان ، فكيف والأمةُ من بين يديك ومن خلفك ، لن يتخلف عن الركب إلا من هو لاحق ، قد انكشف مستورُ الجهلِ فها هو ذا زاهق ، قد لان الجاهلُ بحلم الحليم ، وبانت حجة العمل بعلم العليم ، والطوفان بالحق قادم ،ومن تلكأ لاشك إنه نادم .

ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،   ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .




- انشر الخبر -