تعليم الأبناء بين المدرسة والأسرة / بقلم أ. أحمد رشاد الأسطل


تم النشر 14 فبراير 2011


عدد المشاهدات: 1408


تعليم الأبناء بين المدرسة والأسرة

المدرسة والبيت مؤسستان متكاملتان، لا يمكن أن تعمل كل منهما بمعزل عن الأخر.ٍحيث أن التعاون والتنسيق بينهما ضرورة ملحة لتيسير المهام والمسؤوليات التربوية والتعليمية التي يضطلع بها التلاميذ داخل المدرسة وخارجها، و لا يمكن أن تتم دون مد الجسور بينهما وتقوية العلاقات الاجتماعية والتربوية وتعميق ثقة كل مؤسسة بالمؤسسة الأخرى

فالأسرة في مهامها التربوية و التنشيئية لا تقل أهمية عن المدرسة ، تضطلع بمهام ومسؤوليات جسيمة إزاء تعليم وتربية الأبناء ،لاسيما عندما يكون الوالدان حريصين على تربية وتعليم الأبناء وتحديد الأعمال والوظائف والمهن التي يريد الوالدان من أبنائهم وبناتهم ريادتها والتخصص بها . و المدرسة كمؤسسة تربوية تكون مكملة لوظائف العائلة  إلي درجة أننا نستطيع اعتبار كل من المدرسة و الأسرة مؤسستين متكاملتين لا تستطيع أية مؤسسة منهما الاستغناء عن دور المؤسسة الأخر . فالمدرسة تعدُّ امتداداً الأسرة والأخيرة تعدُّ امتداداً للمدرسة إذ لا يمكن الفصل بين هاتين المؤسستين الاجتماعيتين المتكاملتين. وحتى لا تتعرض هذه العلاقة  بين المؤسستين إلي الضعف والقطيعة، فتتسبب في بعثرة جهودها وتضعيف مردودها، فلا تستطيع أداء المهام والمسؤوليات الملقاة علي عاتقهما . ويتعرض كلٌ من التلميذ وأسرته ومدرسته إلي الضياع الذي لا يمكن أن تخدم التربية والتعليم في أي مجتمع وصدق الشاعر حين قال:

ليس اليتيم من انتهى أبــــــــواه  ........  من الحياة وخلفاه ذليــــــــــلا

إن اليتيم هو الذي تلقى لــــــــه  ........  أما تخلت وأبا مشغــــــــــولا

 

وفي هذا الصدد يمكن تحديد وإجمال المهام والمسؤوليات التي يجب أن تضطلع بها الأسرة إزاء الأبناء ليتمكّنوا من النجاح في الامتحانات وإحراز التميز الثقافي والعلمي في النقاط الآتية :
- حث الأبناء علي الدراسة والاجتهاد والمواظبة علي الدوام مع  توفير الأجواء الدراسية الهادئة والمريحة في البيت التي تمكّن الأبناء من الدراسة وأداء الواجبات البيتية التي تطلبها المدرسة من الطلبة.
- متابعة دراسة الأبناء عن طريق التعرف علي مستوياتهم الدراسية في المدرسة والاطلاع علي مشكلاتهم التربوية والعلمية والمشاركة الجدية في حلها وتذليلها ووضع نهاية سريعة لها .
- وضع جدول زمني للأبناء يوازن بين أوقات الدراسة والسعي والاجتهاد وأوقات الفراغ والترويح والتسلية حيث أن الموازنة بين أوقات الدراسة وأوقات الترويح هو شيء أساس لنجاح الطلبة في الدراسة والاستمرار بمستوياتها ودرجاتها العليا .
- ضرورة قيام الأسرة بحل المشكلات الصحية والطبية التي قد يتعرض لها الأبناء أثناء الدراسة . وهذا لا يمكن أن يتم إلا بمرافقة الوالدين لأبنائهم وبناتهم أثناء فترة الدراسة والتحصيل العلمي .
- ضرورة قيام الآباء بزيارة مدارس أبنائهم للاطلاع عن كثب علي المستوي العلمي للأبناء والصعوبات الدراسية والعلمية والتربوية التي تواجههم داخل المدرسة وخارجها ، والعمل علي حلها بأسرع وقت ممكن .
-  التعرف علي الموضوعات التي يتفوق فيها الطلبة والموضوعات التي يجدون فيها صعوبة لكي يستطيع الوالدان رسم المسار الدراسي الصحيح الذي يحدد ماهية العمل والحرفة التي يريد الأبناء التخصص بها، بعد إنهاء مدة الدراسة.
-  تشجيع الآباء للأبناء علي مواصلة الدراسة والاستمرار فيها حتي بلوغ أعلي المستويات العلمية والأكاديمية  . ذلك أن هذه المهمة تصب في مصلحة الأسرة والمجتمع علي حدٍ سواء ..

 

والله الموفق إلى سواء السبيل 




- انشر الخبر -