الحاجان مجد وجاسر / القدوة الحسنة...خطبة الجمعة للشيخ سامي طراف الأسطل


تم النشر 22 يناير 2011


عدد المشاهدات: 1414


بسم الله الرحمن الرحيم

 

خطبة الشيخ سامي طراف الأسطل يوم الجمعة 31-12-2010

في مسجد الهداية / المواصي

بعنوان القدوة الحسنة

 

لقد شهد الأسبوع المنصرم رحيل علمين من أعلام مدينة خان يونس وهما :-

1- عبد المجيد محمد سليمان الأسطل " مجد " (أبو محمد) .

2- الحاج جاسر سليم الأغا "مختار عائلة الأغا". 

 

لم يكونا هذان الرجلان من ذوي العلم الغزير الذين لهم المؤلفات والمصنفات الكثيرة ، ولم يكونا من الكتاب الذين لهم الذين لهم المقالات في الصحف المحلية والخارجية ، ولم يكونا من رموز العمل الوطني والسياسي .

رغم ذلك وجدنا الناس قد نفروا خفافا وثقالا للصلاة على جنازتيهما وتشيعهما إلى مثواهما الأخير وسط أجواء مشوبة بالأسى والحزن لفقدانهما ، فما شان هذين الرجلين – رحمها الله رحمة واسعة

لقد تخطيا هذان الرجلان الجانب النظري للدين إلى الجانب العملي ، وعبرا ميادين العمل لا القول فلقد كان الحاج عبد المجيد محمد الأسطل( مجد) مقاولا للبناء ، ولقد ضرب المثل الرائع في معاملته للناس من خلال هذه المهنة ، حتى شهد له القاصي والداني بذلك ، وشهدت له البيوت التي بناها – بما فيها بيوت المعوزين والمحتاجين – وشهدت له بيوت الله في خان يونس ومؤسساتها  بالأعمار ، وشهدت له القبور الموتى أيضا حيث كان يسارع في تجهيزها ،

ولقد كان يأتيه المعوزين من أجل بناء بيوت لهم ويعطونه جزء من المال ويتعهد هو بالباقي حتى إكمال البناء ليبقى دينا عليهم دون إلية معينة  لسداد هذا الدين  ودون موعد محدد لسداده بل يرجئهم إلى أن يفتح الله عليهم ، وقد يبقى هذا الدين إلى سنين وقد تصل إلى عشرين عاما أو أكثر دون أن يطالب احد بسداد هذا الدين .

كان يولي مساجد الله عناية خاصة يقوم بأعباء البناء دون انتظار المدد من وزارة الأوقاف المخولة باعمار المساجد  .

كان حسن السيرة ونحسبه حسن السريرة . لم يتشاكل مع  أحد يوما ولم يدر ظهر المجن يوما لأحد ، سلس المعاملة ،قليل العتاب والمحاسبة .

 

أما الرجل الثاني فهو جاسر الأغا قد فتح الله عليه فكان صاحب أموال وممتلكات وعقارات كثيرة ، وكان لا يتوانى في فعل الخيرات والإنفاق سرا وعلانية بالليل والنهار يشهد له بذلك القاصي والداني ،  وتشهد له بذلك الكثير من الأماكن المؤسسات والمساجد والمستشفيات والمدارس وغير  ذلك .

فلقد كان بحق أحد الرجلين الذين يحسدا على أفعالهما الحسنة فلقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : لا حسد إلا في اثنتين ..... فلقد كان الرجلان مثالا للسلوك العملي والتطبيق على أرض الواقع ، وهذا هو الدين وهكذا كانت دعوة الأنبياء عليهم السلام سلوك عملي وتطبيق على أرض الواقع يقول تعالى على لسان شعيب وهو يدعو قومه : وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله "

وهذا هو الدين تطبيق وسلوك عملي . وهكذا كانت دعوة الأنبياء عليهم السلام سلوك وتطبيق عملي مباشر على ارض الواقع , فهذا المسيح داعية التسامح والعفو يقول إذا لطمك احد على خدك الأيمن فادر له خدك الأيسر .

وهذا هو النبي صلى الله عليه وسلم  - كان قرأنا يمشي على الأرض فحينما سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه , قالت كان خلقه القران .

وهكذا نرى إن أي فكرة أو أي دعوة وان أم يطبقها دعاتها تطبيقا عمليا يصعب نجاحها وتكون أقوال دعاتها صرخة في واد أو نفخة في رماد والعكس هو الصحيح فأي فكرة أو دعوة لذا أريد لها النجاح يجب أن يتمثل الدعاة مضمونها .

فهذا غاندي الذي أعلن الحرب الاقتصادية على انجلترا كان يستخدم النول التقليدي في  النسيج ولا يستخدم النول الآلي الذي هو من صنع بريطانيا ، ونجح في دعوته وتم جلاء انجلترا بعد استعمار دام قرون .

وها نحن نقول رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد نبيا ورسولا" من دون أن نتمثل الدين سلوكا و تطبيقا عمليا على ارض الواقع حتى يكتب الله لنا العزة في الدنيا والنجاة في الآخرة .

ولقد كان" الحاج مجد "  " والحاج جاسر" مثالا للتطبيق والسلوك العملي , وقدوة حسنة  يقتدي بها , فرحمة الله عليهما واسكنهما فسيح جناته , وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

 


 




- انشر الخبر -