الذكرى الثالثة لعدوان 2014م على قطاع غزة بقلم أ.مهند محمد الأسطل


تم النشر 07 يوليو 2017


عدد المشاهدات: 1684

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


تسارعت الأحداث قبل العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014م بشكل كبير، حيث تم تشديد الحصار على قطاع غزة من خلال إغلاق معبر رفح إلا في حالات استثنائية، وتدمير الأنفاق مع قطاع غزة التي كانت شريان الحياة للقطاع حيث كان يتم إدخال المواد الغذائية ومواد البناء والمحروقات عبرها، أما بالنسبة للأوضاع الداخلية فبدأت الأحداث تتصاعد وتتفاقم بشكل واضح وكبير وملحوظ على النحو التالي:
- اختطاف المستوطنين الثلاثة في مدينة الخليل بتاريخ 12 حزيران (يونيو) 2014، واتهام (إسرائيل) حركة المقاومة الإسلامية حماس بخطفهم، وقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بحملة عسكرية شرسة تجاه المواطنين الآمنين في أرجاء الضفة الغربية، شملت اعتقالات واسعة ضد قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وإغلاق عدد من المؤسسات الخيرية، ومصادرة حوالي (2.9) مليون دولار، وإعدام الفتى محمد أبو خضير من سكان حي شعفاط بمدينة القدس المحتلة بعد أن خطفه المستوطنون، وقاموا بحرقه وهو حي بتاريخ 2 تموز (يوليو) 2014م، وعُثر على جثته وهي محروقة في أحراش دير ياسين بمدينة القدس. 
- قيام حركات المقاومة الفلسطينية على رأسها حركة حماس متمثلة بكتائب القسام بقصف المستوطنات والبلدات (الإسرائيلية) المقامة على الأراضي المحتلة عام 1948م المجاورة لقطاع غزة كرد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني ضد أهالي القدس المحتلة والضفة الغربية، وخرقه للتهدئة الموقعة معه بعد العدوان على قطاع غزة 2012م بوساطة مصرية، حيث بلغت عدد القذائف الصاروخية ما بين 2 -7 يوليو نحو 230 قذيفة صاروخية.
- قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف منازل المواطنين بتاريخ 8 يوليو 2014م، وكان رد كتائب القسام في بيان في اليوم ذاته جاء فيه "بأن استهداف منازل المواطنين يمثل تجاوزاً لجميع الخطوط الحمراء، وأنه إن لم يتوقف الجيش الصهيوني وبشكل فوري عن مهاجمة منازل المواطنين، سيوسع القسام من مدى القذائف الصاروخية، وأنه سيتصرف بما لا يمكن توقعه". 
وبعد تلك الأحداث المتصاعدة والمتسارعة بدأ العدو الصهيوني عدواناً شرساً ضد قطاع غزة بدأ في 7 تموز (يوليو) 2014م، واستمر 51 يوماً.
الأهداف المعلنة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة
كان من أهم الأهداف التي كان يرددها القادة السياسيون والعسكريون الإسرائيليون العمل على تحقيق الأمن للمستوطنات الإسرائيلية المجاورة للقطاع، وإضعاف القدرة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية بشكل كبير، وتدمير الأنفاق التي تصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948م، وأخيراً نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في القطاع، لكن خلال العدوان نشأت أهداف جديدة مثل: استعادة جثث الجنود، ومنع المقاومة من تحقيق إنجاز، والسعي لتعاون دولي مع دول الجوار، لكن بفضل عمليات المقاومة الفلسطينية الناجحة، والتفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، لم تحقق (إسرائيل) أياً من أهدافها المعلنة للعدوان. 
بداية العدوان على القطاع ومجرياته: 
بدأ العدوان بعد إعلان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية في 7 تموز (يوليو) 2014م عن بدء حملة (الجرف الصامد) حيث تم في ليلة 7 -8 تموز (يوليو) 2014م الإغارة على نحو 50 هدفاً في قطاع غزة، وكان من أبرز الأهداف قصف مطار غزة الدولي المدمر أكثر من مرة، والعديد من مواقع المقاومة الفلسطينية؛ مما أدى إلى استشهاد 9 من الفلسطينيين بينهم 6 من كتائب القسام.
وبعد مرور أسبوع على العدوان على القطاع، أطلقت مصر مبادرة لوقف فوري لإطلاق النار بغزة، وقد وصفها أسامة حمدان مسؤول العلاقات الخارجية لحركة حماس بأنها صيغت بعقلية انهزامية، ولن نوقف المعركة إلا بشروطنا، كما رفضت كتائب القسام المبادرة، في المقابل أعلنت (إسرائيل) قبولها للمبادرة دون شروط مسبقة. 
وبعد فشل تنفيذ المبادرة المصرية صادق المجلس الوزاري المصغر على شن الاجتياح البري للقطاع بتاريخ 17 تموز (يوليو) 2014م، فبدأ دخول قوات الاحتلال عدة محاور في القطاع، ذلك حتى 26 آب (أغسطس) 2014م. 
وفي ضربة صادمة ومذهلة لقوات الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت كتائب القسام في بداية الهجوم البري للقطاع من قتل 30 ضابطاً وجندياً صهيونياً، في أكثر من عملية، كما أعلنت عن أسر جندي إسرائيلي بكمين على حدود غزة وهو شاؤول أرون وذلك بتاريخ 20 تموز (يوليو) 2014م.
وخلال العدوان على القطاع، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم بشعة؛ أدت إلى استشهاد العشرات من العائلات الفلسطينية، من خلال القصف العشوائي للأحياء السكنية، واستهداف مناطق سكنية بأكملها، وتدمير المنازل وقتل الآمنين بداخلها، ومن العائلات التي أبيدت بأكملها: عائلة البطش، وعائلة أبو نجم، والقيام بالعديد من الهجمات العشوائية مثل مجزرة الشجاعية، وخزاعة، ورفح، وكذلك ارتكاب عمليات قتل جماعي وقتل متعمد للمواطنين.
قرار وقف العدوان: 
بعد جولات مستمرة للحوار في القاهرة بين الوفد الفلسطيني الموحد، والوفد الإسرائيلي بشكل غير مباشر، أُعلن عن التوصل لاتفاق تم بموجبه وقف إطلاق النار بين الطرفين 26 آب (أغسطس) 2014م.
بذلك انتهى العدوان الإسرائيلي الذي استمر 51 يوماً، بانتصار المقاومة الفلسطينية، بفضل صمودها وتطور أسلحتها، والتفاف الجماهير حولها.
وأعلنت المقاومة الفلسطينية انتصارها في خطاب النصر، وقالت؛ إن موعدنا مع خطاب النصر الكامل قريباً إن شاء الله في ساحات المسجد الأقصى، وأهدت انتصارها للشعب الفلسطيني، ولدماء الشهداء الأبرار والجرحى والأسرى في سجون الاحتلال وقالت لهم أنكم على موعد قريب من فجر الحرية.
كان للمقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام، دور كبير في التصدي للعدوان، حيث استطاعت ضرب المدن (الإسرائيلية) الكبرى بالصواريخ مثل تل أبيب وحيفا والقدس ومطار بن غوريون، حيث بلغ عدد الصواريخ حوالي 4500 صاروخ، لذلك فإن إطلاق الصواريخ بعيدة المدى كان انتصاراً رمزياً كبيراً للمقاومة الفلسطينية.




- انشر الخبر -