أقفاص مرصوصة جنباً إلى جنب اكتست لونها الفضي؛ زينت صالة أبو يوسف النجار بمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وضمت في أحشائها العشرات من أنواع حمام الزينة النادر والأغلى ثمناً.
ووسط إقبال جماهيري لافت وكبير من جميع محافظات قطاع غزة، شهدت محافظة خانيونس، الخميس، افتتاح المعرض الثالث للحمام في فلسطين، وضم حوالى 280 من مربي وهواة الحمام، وما يقارب الـ 200 نوع من حمام الزينة النادر حول العالم.
أنواع نادرة
المعرض عرض أنواعاً نادرة من الحمام مثل: الكينج الأميركي، والكارير الإنكليزي، والهومر الألماني، والاسكندرون المصريّ، والزاجل، والبلُّون والملطيسي، والسنتانيت، والفريش، والأسد، والحمام السوري.
نبيل عمر، أحد القائمين على المعرض، أوضح في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن فكرة تأسيس المعرض بدأت بجهود ذاتية قبل ثلاث سنوات في قاعة البارون بغزة، ومن ثم في قاعة سعد صايل، واليوم في قاعة أبو يوسف النجار بخانيونس.
وأبدى عمر سعادته البالغة بنجاح المعرض، ووصوله إلى مرحلة لم تكن متوقعة، موضحاً أن هذا العام شهد إقبالا أوسع من مربي الحمام عن الذي سبقه؛ حيث بلغ نسبة الأقفاص في هذا العام 280 قفصاً، في حين بلغ في السنة الماضية 170 قفصا، وفق قوله.
وقال: "قُدمت مساعدات من بعض الأخوة الأردنيين والمصريين الذين نتواصل معهم بشكل دائم من أجل تزويدنا بأنواع من الحمام النادر والفريد من نوعه، وكذلك الحاصل على شهادات دولية".
وأشار عمر إلى أن الهدف من إقامة المعرض هو إيصال رسالة للعالم أن شعب فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة يعشق السلام.
ولفت إلى أن الحمام السوري كان حاضراً بين أصناف الطيور؛ حيث اشتروه من تجار في الضفة الغربية بعد بيعه من السوريين بعد الحرب.
وأوضح أن أسعار بعض الطيور يصل إلى حوالي 15 ألف شيكل، لافتاً أنه بيع ذكر حمام من نوع الكارير في العام السابق بـ1100 دولار.
ويضيف: "تدخَل الطيور إلى قطاع غزة من الضفة الغربية عبر معبر كرم أبو سالم بشكل رسمي"، موضحاً أن الخطوة التالية بعد المعرض هي تشكيل جمعية خاصة واتحاد خاص بمربي الحمام في قطاع غزة.
هواة ومربّون
وبلهجته المصرية قال المهندس محمد حجازي، أحد المشاركين في المعرض، أن حضوره إلى هذا المعرض هو إثبات وجود للهواة ومربي الحمام، إلى جانب غرض التجارة.
وأشار حجازي خلال حديثه لمراسلنا إلى أنه مشارك في المعرض بحمام من نوع مراسلات، وأيضاً حمام زاجل فائز بمسابقات، وحاصل على شهادات من الاتحاد المصري للحمام، لافتاً إلى أن أسعارها تتراوح ما بين 1000 و1500 شيكل للزوج الواحد.
وأشار إلى وجود تجمع شبابي في محافظة رفح خاص بالهواة والمربين، لافتاً إلى أن هذه الهواية مكلفة وغير رخيصة، حيث تكلفهم الوقت والجهد والمال.
وقال: "نأمل من وزارة الزراعة والجهات المعنية توفير المساعدة اللازمة لهذه الشريحة".
من أجل المتعة
أما الشاب حاتم الغلبان (27 عاماً)، أحد زوار المعرض، أوضح خلال حديثه لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" أن حضوره لهذا المعرض من أجل التمتع بمعرفة الأنواع الجديدة من الطيور والتعرف على صفاتها ومواصفاتها القياسية العالمية.
وأضاف: "معرض حمام فلسطين من المعارض التي أحب زيارتها؛ لأنه يشتمل على العديد من أنواع الحمام المميزة، والتي عادة ما نفتقدها في الأسواق، ولا نراها إلا لدى المربّين الهواة، والمعروفين في قطاع غزة".