منذ أربع سنوات ونيف، أبصرت محطة التنقية الغربية في نابلس النور على مساحة بلغت 110 دونمات، وساهمت في التقليل من ظاهرة المياه العادمة بشكل كبير.
وتعمل محطة التنقية -التي كلفت حتى اليوم نحو 40 مليون يورو، دفعتها الحكومة الألمانية عبر بنك التنمية الألماني- بكافة طاقتها وفق المعايير والمقاييس الدولية والمحلية، وتبلغ كمية المياه المعالجة الناتجة عنها حوالي عشرة آلاف متر مكعب يوميا، وتسمح بري أكثر من الفي دونم، لكن المشكلة تتمثل بعدم وجود سدود أو خزانات لاستيعاب كل هذه الكمية الضخمة من المياه، وبالتالي تترك بغالبيتها لتضيع في السهول والأودية.
يقول مدير محطات التنقية في بلدية نابلس المهندس سليمان أبو غوش إن "إقامة المحطة هدف بالدرجة الأولى لتخليص نابلس من مكرهة صحية عمرها مئات السنين، وتطوير الواقع البيئي في منطقة وادي الزوما، الممتدة من شارع تونس في نابلس حتى بيت ليد قرب طولكرم. إذ جرى ضمن الاتفاقية الموقعة مع الجانب الألماني ربط مجاري مدينة نابلس بمحطة التنقية ويستفيد منها 100 ألف نسمة تقريبا".
وأوضح لـ"فلسطين الآن" أن مياه الصرف الصحي في المحطة تمر بعدة مراحل من الفلترة وفصل الميكروبات والشوائب والعوالق منها، عبر مرورها في أحواض ضخمة، حتى تصبح صالحة لري بعض الزراعات المقيدة.
وعن آلية العمل بالتفصيل، أشار إلى أن ذلك يشتمل على عدة مراحل أساسية تبدأ بدخول مياه الصرف الصحي إلى محطة المصافي لإزالة العوالق الكبيرة ومنها إلى محطة الحصى والرمال للتخلص من هذه المواد التي تجرفها المياه، ثم إلى خزان الترسيب الأولي للتخلص من العوالق الصغيرة وصولا إلى وحدة ترسيب المياه العادمة أو وحدة التنقية البيولوجية أو التهوية المكونة من خزانين يتسع كل منهما لتسعة آلاف متر مكعب.
تلك الخزانات تحتوي على بكتيريا هوائية تحتاج لدخول الاكسجين لتباشر العمل وتقوم بتحليل المواد الذائبة، وأخيرا خزانات الترسيب النهائية لتخرج المياه منها معالجة طبقا لأفضل المعايير العالمية".
مشروع تجريبي
من جهته، اوضح المهندس الزراعي المشرف على المحطة يزن عودة أن "محطة التنقية باتت تؤتي أكلها، من خلال استخدام المياه المعالجة في ري أنواع إضافية، مثل الزيتون والحمضيات، والاعلاف والشعير، بعد أن جرى استكمال مراحل معالجة وتنقية المياه وفقا لمتطلبات وزارة الزراعة، إذ تشمل: الفلترة، والتعقيم المبدئي، والتعقيم بالأشعة فوق البنفسجية".
وللاستفادة من هذه المياه المعالجة بشكل نهائي، نفذ القائمون على المحطة مشروعين زراعيين تجريبيين، الأول داخل حدود المحطة بمساحة 40 دونما، والثاني في الأراضي المحيطة فيها بمساحة تصل إلى مئة وعشرين دونما.
وعن ذلك، يشير عودة في حديثه لـ"فلسطين الآن" إلى أن اللجنة الفنية تسلمت قبل نحو عشرة أيام فقط بشكل رسمي مشروع إعادة استخدام المياه المعالجة في المحطة، الذي تبلغ مساحته 40 دونما، جرى زراعتها بأنواع متعددة من المحاصيل مثل البرسيم وأشجار الأفوكادو والفستق الحلبي والحمضيات واللوزيات والتفاح.
وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 426,000 يورو، ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID.
ولفت عودة بقوله إن "هذا المشروع مقدمة لعدة مشاريع مشابهة تقدر مساحتها 3000 دونم ستنفذها بلدية نابلس من خلال برنامج التعاون الألماني الفلسطيني، الأمر الذي سيعمل على تحسين الإنتاج النباتي وتحريك عجلة الاقتصاد في منطقة المشروع".
تطبيق الاتفاقية
وكان رئيس لجنة إدارة بلدية نابلس المهندس سميح طبيلة، وقع في تموز 2016 الاتفاقية الأولى من نوعها لمشروع إعادة الاستخدام التجريبي للمياه المعالجة الناتجة عن محطة التنقية الغربية، في ري ما مساحته 200 دونم زراعي، مع جمعية دير شرف التعاونية الزراعية.
وبموجب بنود هذه الاتفاقية ستعمل بلدية نابلس على تزويد الجمعية المذكورة بكميات من المياه المعالجة حسب مواصفات ومتطلبات وزارة الزراعة الفلسطينية مقابل نصف شيكل للمتر المكعب الواحد، علما أن هذا تكاليف المشروع الممول من الـ USAID، سيتم استخدامها في توفير البنية التحتية له، ومنها تركيب خزانات وتمديد خطوط للري، بالإضافة إلى توفير الآليات والأشتال الزراعية اللازمة.