رأى كتاب وخبراء في الشأن الصهيوني، أن نشر "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مقطعي فيديو في ذكرى ميلاد الجندي الصهيوني الأسير "شاؤول أرون" الثالثة والعشرين، ومع نهاية عام 2016، رسالة قوية وجزءًا من صراع الأدمغة لفرض خيار التفاوض وصولا لصفقة تبادل جديدة.
ووصف الخبير في الشأن "الإسرائيلي" علاء الريماوي، رسالة القسام، بأنها الأقوى في إشارتها، وأنها أبعد من الحرب النفسية بتناولها عدد الأسرى الصهاينة، وصحة آرون.
وتوقع في تغريدة له عبر "فيسبوك" أن القسام سيرفع في العام 2017 من وتيرة تحريك الملف وكذلك الاحتلال.
ونشرت كتائب القسام، مساء السبت، مقطعي فيديو في ذكرى ميلاد أرون، واختتمت مقطع الفيديو الأول بعبارة: "عام جديد والجندي شاؤول بعيد عن أهله" باللغتين العربية والعبرية، وأظهرت فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كالمهرج بينما كان شاؤول في مشهد تمثيلي مكبلاً من يديه، ويحتفل بيوم ميلاده وهو حزين في الأسر.
واختتمت الفيديو الثاني بعبارة "القرار بيد الحكومة"؛ في إشارة إلى حكومة الاحتلال، وذلك بعد عرضها احتفالًا تمثيليًّا لجنود "إسرائيليين" مع شاؤول في الأسر، وهم يهتفون بكلمات الاحتفال باللغة العبرية.
ويرى الكاتب والمحلل الساسي إبراهيم المدهون، أنه بعد الإصدارين "أضحى من المؤكد أن شاؤول آرون حي يرزق، ويبدو أنه مقعد كما أُلمح في أحد الإصدارات وهو يحتفل بيوم ميلاده، ولكنه بكامل قواه العقلية والجسدية".
ويشدد المدهون في تغريدة له على أن كتائب القسام ألقت الكرة في ملعب بنيامين نتنياهو وحكومته، فالطريق لتحرير شاؤول لن يتم إلا كما حرر جلعاد شاليط من قبله، في إشارة إلى صفقة وفاء الأحرار التي حرر بموجبها أكثر من ألف أسير فلسطيني.
يذكر أن كتائب القسام قد أعلنت عن قتل 14 جنديًّا وأسر الجندي شاؤول أورون في عملية نوعية دمرت فيها ناقلة جند شرق حي التفاح في 20 يوليو 2014 خلال معركة العصف المأكول.
وأقر الاحتلال بالعملية في حينه، لكنه أعلن أن آرون قتل ولم يعثر على جثته، دون أن يقدم أدلة على ذلك، فيما بدأ الحديث يتنامى في الآونة الأخيرة في دوائر الاحتلال بعدم دقة المعلومات الأولى التي تحدثت عن مقتل الجندي الأسير.
وتوقف المحلل السياسي حسام الدجني عند ثلاثة مشاهد مهمة بالفيديو الذي نشره القسام، مبينًا أن الأول يتعلق بجندي على كرسي متحرك بمعنى أنه شاؤول أو غيره قد يكون مصابا وليس قتيلا.
وأضاف أن المشهد الثاني هو ظهور مجندين يحملان رقم 107 - 102، عادًّا ذلك "دلالة حول أعداد الجنود والجثث لا يفك طلامسها سوى الكابنيت الصهيوني والقسام"، أما المشهد الأخير فهو "حرب نفسية تدلل على إبداع المقاومة باستخدام الصورة واللغة".
أما الأسيرة المحررة في صفقة وفاء الأحرار، أحلام التميمي فرأت أن القسام أبدعت بعرض الفيديو في ذكرى ميلاد الجندي الصهيوني شاؤول آرون، وقالت: "يحمل المقطع دلالات عديدة ستؤثر في المجتمع الصهيوني، وأعتقد أن تحركه هذا العام سيكون أقوى".
من جهته، اكتفى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف بالقول "10 على 10.. كتائب القسام فن وذوق مدروس، أيها الأسرى إنما النصر صبر ساعة".