أظهرت معطيات صهيونية رسمية، تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، للمرة الأولى منذ العام 2012.
وبحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" العبرية، نشر على صفحتها الإلكترونية، فإن المعطيات التي نشرتها وزارة الاستيعاب الصهيونية، تشير إلى أن 27 ألف مهاجر وصلوا إلى "إسرائيل" في العام 2016، وذلك بفارق 4 آلاف مهاجر عن العام الماضي (2015)، والذي وصل فيه 31 ألف مهاجر.
وتشير المعطيات، أنه طرأ تراجع بارز في عدد المهاجرين اليهود من فرنسا، حيث وصل حوالي 5 آلاف مهاجر في 2016، مقابل نحو 8 آلاف مهاجر في 2015.
واستعرضت الصحيفة، أعداد المهاجرين، في السنوات السابقة، حيث بلغت في العام 2013 نحو 190 ألف مهاجر، في حين ارتفع العدد خلال 2014 إلى نحو 27 ألف مهاجر، ثم 31 ألف في 2015 ، بينما طرأ التراجع هذا العام فقط.
وخلال 2015، فقد تصدر المهاجرون الروس القائمة بـ 7 آلاف مهاجر، وأوكرانيا في المرتبة الثانية بـ 5 آلاف و500 مهاجر، أما المرتبة الثالثة فكانت لفرنسا مسجلة 5 آلاف مهاجر، أما الولايات المتحدة فتحتل المرتبة الرابعة مع ألفين و900 مهاجر.
ويؤكد الباحث صالح لطفي من "مركز الدراسات المعاصرة" في فلسطين المحتلة عام 1948، على أن الانتفاضة أحد أهم العوامل التي أدت إلى عزوف اليهود عن الهجرة إلى "إسرائيل".
وأضاف لطفي لـ "قدس برس" أن هناك عوامل أخرى، من بينها عدم قدرة هؤلاء على الاندماج داخل المجتمع الإسرائيلي، ورضاهم عن الحياة في الدول التي يعيشون فيها.
ورأى أن العامل الديمغرافي ونسبة السكان اليهود في الدولة العبرية، مقابل نسبة الفلسطينيين، هو أحد أهم القضايا التي تقض مضاجع المؤسسة الصهيونية، وخصوصا مع استمرار ارتفاع نسبة الفلسطينيين إلى درجة باتت تهدد الميزان الديمغرافي العام للدولة العبرية التي تخشى من فقدان أغلبيتها اليهودية.
وتعتمد سلطات الاحتلال على المهاجرين اليهود في تغيير الطبيعة الديمغرافية لفلسطين المحتلة، وتلجأ كثيرًا عبر منظمات صهيونية تنشط في الخارج بتنظيم حملات دعائية كبيرة في أوساط الجاليات اليهودية في دول العالم، لحثهم على الهجرة والاستيطان في فلسطين؛ عبر تقديم حوافز مالية ومادية ضخمة لهم، من أجل المحافظة على الميزان الديمغرافي لصالحها.
وتوقعت معطيات فلسطينية نشرها مركز الإحصاء الفلسطيني (حكومي) الخميس الماضي، أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين والإسرائيليين في نهاية عام 2017، وستصبح نسبة الصهاينة حوالي 49.3 في المائة، وذلك بحلول نهاية عام 2020، حيث سيصل عددهم إلى نحو 6.96 مليون إسرائيلي مقابل 7.12 مليون فلسطيني في الأراضي الفلسطينية.
وبحسب المركز؛ فإن عـدد الفلسطينيين المقدر فـي العالم حوالي 12 مليونًا و70 ألفًا، مع نهاية عام 2016.
وأشار إلى أن نحو 4 ملايين و88 ألف فلسطيني يسكنون الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، ونحو مليون و53 ألف فلسطيني في أراضي 48، وما يقارب 5 ملايين و59 ألفًا في الدول العربية، ونحو 696 ألفًا في الدول الأجنبية.