اختتام فعاليات معرض "حروف " للخط العربي بغزة


تم النشر 20 ديسمبر 2016


عدد المشاهدات: 2680

أضيف بواسطة : أ.محمد سالم


غزة-أحمد الكومي

لأن من القلم تثمر الألفاظ، تستقبلك أثناء دخولك قرية الفنون والحرف غرب مدينة غزة لوحة مخطوط عليها الآية القرآنية "ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ".

بعد ذلك، تطوف على 66 مخطوطة فنية، مُعلّقة على نتوءات جدارية أشبه بالمحاريب، تبعث بدلالة على قدسية الخط العربي. وأمام كل لوحة يقف صاحبها الخطاط مستقبلا أسئلة الفضول من جمهور يرقّ قلبه لجماليات الخط العربي.

بين ديواني وفارسي وثُلث، تنقلت أنظار الزائرين في معرض "حروف" للخط العربي، الذي أقامته بلدية غزة في قرية الفنون؛ بمناسبة يوم اللغة العربية، الذي صادف أمس الأحد الموافق الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.

البناء التقليدي للقرية وفق الفن الإسلامي العريق، على يد مهندس معمار فلسطيني، جعل منها معرضا لأصالة التراث الفلسطيني، وإحدى أهم المراكز الثقافية في المدينة منذ افتتاحها عام 1998.

تشابكت في القرية حروف اللغة في لوحات جمالية لخطوط عربية، كانت أشبه بهندسة روحية لآيات قرآنية، وأبيات شعر.

في ركن منه، انشغل الخطاط الخمسيني ناصر المجايدة في شرح وافٍ لتكوين مخطوطة فنية للآية القرآنية "تحيتهم فيها سلام"، كتبها بالخط الديواني، مستعينا بالقصبة والحبر الصيني الأسود، وورق "مُقهّر".

استغرق إعداد المخطوطة نحو 6 ساعات، تخللتها دراسة للتكوين، ثم كتابتها بقلم الرصاص، قبل تخطيطها بالبوصة والحبر الأسود، في مهمة استحقت شرف إمعان الزوّار في جمالها.

في حديثه لمراسل "الرسالة"، يعتبر المجايدة مشاركته في معرض "حروف" مناسبة مهمة لمعرفة دور الخط في إحياء اللغة العربية، باعتباره أحد مهاراتها.

بجواره، يعرض الخطاط وائل غبن مخطوطة فنية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الناس أنفعهم للناس"، كتبها بالخط الفارسي، الذي يمتاز بالدقة والامتداد، ورشاقة حروفه.

ويشرح غبن لـ "الرسالة" أن الخط الفارسي يلقى إعجاب الكثير من الخطاطين العرب، وأنه لا يخلو أي معرض ثقافي أو أدبي من لوحة مكتوبة به.

ويؤكد أن مشاركته في المعرض تهدف إلى توصل رسالة بضرورة العودة للاهتمام بالخط العربي، قبل أن يندثر، في ظل الاعتماد على الطباعة.

أعمال 22 خطاطا فلسطينيا في المعرض قابلها اهتمام جيد من الزائرين المحبين لمشاهدة التراث الإسلامي، ومنهم الخطاط الكبير د.هيثم عبدالحيم محمد "مرتجى" الأسطل .

الشاب محمد حمّاد الذي قال لمراسل "الرسالة": "إنني أحب مشاهدة المخطوطات، مع أنني لست خطاطا، لكن أشعر بعمقها".

ويضيف: "أجد في المخطوطات رونقا خاصا يختلف عن باقي الفنون، لأنها تحمل جذور الثقافة الإسلامية"، مؤكدا جمالية الأعمال الفنية في معرض "حروف".

من ناحيته، يؤكد المهندس عماد صيام المدير العام للشؤون الثقافية في بلدية غزة أن إقامة معرض "حروف" يهدف بالأساس إلى إحياء اليوم العالمي للغة العربية، والتأكيد على تمسكنا بموروثنا الثقافي.

وذكر صيام لـ "الرسالة" أن فكرة المعرض تقوم على إعلان العودة للتراث الإسلامي واللغة العربية، "التي هي لغة أهل الجنة"، مشيرا إلى أن النقوش المخطوطة في المسجد الأقصى تؤكد على هذا المعنى الأساسي.

يشار إلى أن تخليد اليوم العالمي للغة العربية بدأ عام 2012، ويُوافق 18 ديسمبر/كانون الأول من كل سنة، وهو نفس التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية سادس لغة رسمية لها قبل ذلك بنحو أربعة عقود، أي عام 1973.

IMG_4908.JPG

IMG_4902.JPG

IMG_4890.JPG

IMG_4842.JPG

IMG_4923.JPG

 



- انشر الخبر -