استثمر اليمين الإسرائيلي الأسوأ في تاريخ فلسطين، انهيار الأمن القومي العربي وضياع العراق وسوريا، وبعدهما ليبيا ومصر، في غياهب الاندثار، لتمرير خطوة منع الأذان في مساجد القدس والضفة الغربية وحتى الأراضي المحتلة منذ عام «1948».
وفي بيان وقح أصدره مكتب نتانياهو وأقر فيه ضرورة عدم «إزعاج» المستوطنين وغيرهم بالأذان، قال إنه لا يستطيع أن يحصي عدد المرات التي اشتكى فيها مواطنو الدولة غير الشرعية من الضجيج والمعاناة التي يعيشونها، مؤكداً التزام حكومته بحماية من يعانون من "الجلبة" التي تتشكل بسبب مكبرات الصوت الناقلة للأذان.
وفيما أقرت لجنة تشريعية وزارية ما سمي «قانون رفع الأذان عبر المكبرات»، تمهيداً لعرض القرار على الكنيست للمصادقة شبه المضمونة عليه، أوضحت مصادر أمنية أن مشروع القانون سيمنح الشرطة سلطة استدعاء المؤذنين واتخاذ إجراءات جنائية بحقهم تتضمن فرض غرامات مالية.
وفضلاً عن أن هذا التوجه يتعارض مع تعهد العدو باحترام حرية الأديان، فها هو يستهدف الآن المساجد بشكل خاص في خطوة مثيرة للفتن والانقسامات، بعد سنوات من محاولات إلغاء الأذان الفاشلة، أيام التوافق العربي النسبي.
معهد «ديمقراطية إسرائيل» غير الحزبي اتهم التيار اليميني المتشدد باستخدام هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية تحت غطاء تحسين جودة الحياة لمواطني "إسرائيل". أما «نسرين حداد الحاج يحيى»، التي سمح لها بالتعليق على مشروع القانون في «معاريف»، فقد قالت إن الهدف من المشروع ليس منع الضجيج؛ بل خلق ضجيج سيؤذي المجتمع كله، ويخرب مساعي خلق واقع عاقل بين العرب واليهود.
المريض النفسي الوزير نفتالي بنيت وصف قرار منع الأذان المرتقب بأنه خطوة تاريخية، فيما يرى ليبرمان أنه يجب أولاً تنسيق مواقف "إسرائيل" مع الإدارة الأميركية، لكن تسيبي ليفني رأت أن القرار سيضرّ بـ"إسرائيل" دولياً.
ومن جانبه وصف النائب أيمن عودة ما يجرى من اعتداءات على الإسلام والمسلمين بأنه خلق موجة من التحريض ضد الجمهور العربي، فيما كان رد الفعل الأقوى هو ذلك الصادر عن النائب حنين الزعبي التي وصفت الأذان بأنه جزء من الثقافة العربية والإسلامية.
ومن أهم ما قالته الزعبي في كلامها الجريء هو توجيهها النصح إلى الذين يزعجهم الأذان بالعودة إلى أوروبا ليأخذوا راحتهم من حيث أتوا، باعتبار أن المتذمرين من صوت الأذان هم الذين اختاروا السكن بجانب المساجد التي من أولى واجباتها رفع الأذان والدعوة إلى الصلاة خمس مرات في اليوم كما يأمر القرآن الذي يجله ويقدره «1.6» مليار مسلم.
وأخيراً تقول إنه ليس من حق أحد محتلاً كان أم أي شيء آخر أن يفرض تغييراً على أداء المسلمين طقوس دينهم المرعية منذ نشأة هذا الدين العظيم الذي يعتبر الصلاة أهم أركانه على الإطلاق.
المصدر: الوطن القطرية
إقرأ المزيد
https://palinfo.com/190898
جميع الحقوق محفوظة - المركز الفلسطيني للإعلام