لقد دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلي بين الحين والآخر على القيام بعمليات اغتيال لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية في إطار سياسة أصبحت نمطاً (إسرائيلياً) تقليدياً، كان أبرزها خلال عام 2012م، اغتيال القائد أحمد سعيد الجعبري 52 عاماً، ومرافقه محمد الهمص 28 عاماً، وذلك يوم الأربعاء الموافق 14 تشرين ثان (نوفمبر) 2012م، حيث شكّل اغتياله بداية عدوان 2012م، على قطاع غزة الذي استمر ثمانية أيام ما بين 14 تشرين ثان (نوفمبر) إلى 21 تشرين ثان (نوفمبر) 2012م.
عاش أكثر من 1.7 مليون فلسطيني خلال الأيام الثمانية من العدوان على غزة مشاهد من الرعب والدمار، ولم يكن هناك مكان آمن في القطاع، وبات الخطر يتهدد الجميع بدون استثناء على امتداد القطاع؛ ومما زاد الأمر سوءاً إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي المئات من العائلات الفلسطينية على ترك منازلها، حيث لجأ الآلاف إلى مدارس الوكالة للاحتماء بها.
وخلال العدوان لم تلتزم قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، حيث تم ضرب أهداف مدنية، كما أن قوات الاحتلال لم تُحذّر المواطنين عند ضرب الأهداف المدنية، خاصة قصف المنازل، حيث 2174 منزلاً، منها 124 منزلاً دُمرت بشكل كامل، و2050 منزلاً بشكل جزئي.
انتهى العدوان في 21 تشرين ثان (نوفمبر) 2012م، بعد ثمانية أيام من القتل والقصف والتدمير، باتفاق بين (إسرائيل) والمقاومة الفلسطينية برعاية مصرية، ورأت المقاومة أنها حققت انتصاراً؛ لأنه حقق لها أمرين يتعلقان بأمن القطاع وحاجات المواطنين، فقد وعدت (إسرائيل) بتخفيف الأعباء الناشئة عن الحصار، وعدم التعرض لأمن قيادتها، وفي المقابل رأت (إسرائيل) انها حققت هدفها بوقف إطلاق الصواريخ انطلاقاً من القطاع.
لكن قوات الاحتلال الإسرائيلي كعادتها لم تلتزم باتفاق التهدئة عام 2012م، وتمثل ذلك بعدم رفع الحصار عن القطاع، وعدم دخول كميات كبيرة من البضائع، وعدم السماح للصيادين الوصول إلى مسافة 12 ميل بحري وتم تقليصها إلى ثلاثة أميال، وكما استمر إطلاق النار على المناطق الزراعية الحدودية، وعدم السماح لأصحابها بزراعتها، مع توالي عمليات التوغل بالدبابات والجرافات، ووصل قطاع غزة لمرحلة جديدة من العدوان تمثل بعدوان 2014م.