الوهم "الإسرائيلي" الذي كشفته مقابله ليبرمان


تم النشر 26 أكتوبر 2016


عدد المشاهدات: 1574

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


فلسطين اليوم - وكالات

أطلس للدراسات

تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لصحيفة "القدس" الفلسطينية، بما في ذلك الرسائل لحماس، لن تفاجئ أحدًا؛ ولكن الحملة ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشير إلى وجود مشكلة. في إسرائيل مشغولون بأن يكون من سيخلفه أكثر اعتدالًا ومحبًا للسلام.

 

من الصعب القول بأن مقابلة ليبرمان، التي نشرت أمس، قد فاجأت أي مسئول في السلطة الفلسطينية. وقد اكتُشف مؤخرًا أنه مع دخول ليبرمان وزارة الجيش قرر التعامل مع حماس بقفازات حريرية، استبدال الوعود القديمة حول اغتيال إسماعيل هنية. وعلاوة على ذلك، الرسائل التي صرح بها مثل "إذا قامت حماس بوقف حفر الأنفاق لإعادة التسلح؛ سنعطيكم ميناء" مع عدم تجاوز الخط التقليدي للحكومة الإسرائيلية.

 

ربما ما تم الوقوف عليه، بشكل خاص، في تصريحات ليبرمان للصحيفة، التي تصدر في القدس الشرقية، هي محاولته فرض على الشعب الفلسطيني قيادته، وقد هاجم ليبرمان مجددًا عباس، وقال انه غير شريك، وأوضح أنه لن يكون من الممكن التوقيع معه على اتفاق دائم.

 

صحيحٌ أن عباس لا يحارب التحريض الفلسطيني، ولا يعتزم القيام بذلك، ولكن هذا هو نفسه عباس؛ رجاله مسؤولون في جميع الأوقات على منع الهجمات وإحباط العمليات واخراج الجنود والمدنيين الاسرائيليين من مناطق السلطة الفلسطينية بسلام واعتقال أعضاء من حماس والجهاد الإسلامي. حتى لو كان ليبرمان صادقًا؛ وليس هناك من يتحدث معه في الجانب الفلسطيني، والشيء الوحيد هو ان ليبرمان بهذه التصريحات عمل على تعزيز أبو مازن في الشارع الفلسطيني.

 

المشكلة التي طرحتها تصريحات ليبرمان أكثر صعوبة لسبب ما، وزير الجيش - وربما عدد قليل من الحكومة الإسرائيلية - يميل إلى التفكير في خليفة أبي مازن بعد مغادرته، وأن يكون أكثر اعتدالًا وأكثر ملاءمة للتفاوض، ربما ليبرمان لا يزال يأمل - ولا يتخيل - بأن يقود محمد دحلان السلطة الفلسطينية.

 

ولكن أي شخص يعرف قليلًا ويرصد التطورات في الجانب الفلسطيني يفهم ويعرف جيدًا أن هذه ليست صورة الأمور. فرصة دحلان للعودة من المنفى وتولي قيادة فتح والسلطة الفلسطينية تكاد تكون معدومة؛ نظرًا للعدد الهائل من الأعداء له في القيادة الفلسطينية، وفي النهاية إذا لم تكن هناك مفاجآت سيقوم أعضاء في اللجنة المركزية لفتح باختيار خلف له في الوقت المناسب.

 

المرشحون الآخرون لخلافة عباس؟ حسنًا، لا داعي لكثرة الكلام. مروان البرغوثي يقبع في السجن في إسرائيل بتهمة خمس جرائم قتل، جبريل الرجوب يقود في السنوات الأخيرة خطًا متشددًا ضد إسرائيل، وناصر القدوة لا يزال يتهم اسرائيل بقتل خاله الرئيس السابق ياسر عرفات بالسم. البديل عنهم سيكون مجرد فوضى، ارباك، وهجمات من صنع حماس.

 

ربما على أية حال لا يمكن أن يخلط ليبرمان بين الحقائق، هو بذلك يميل للخروج من المناقشات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بالرغم من أنها هي من مجال مسؤوليته. ولكن لماذا يكون المرء متشائمًا؟ ربما ليبرمان محقاً، وبدلًا من محمود عباس تقوم حماس بالسيطرة على السلطة في الضفة الغربية، وبعد المقابلة الأخيرة فإن حماس ستكون من نوع جديد: لا أنفاق ولا صواريخ وبدون هجمات ودون إرهاب وتبدو كمن يطارد السلام مع إسرائيل، وتسعى جاهدة للتوصل الى اتفاق معنا على حل الدولتين ... ربما.




- انشر الخبر -