كنا نتجادل حول المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني والآن برزت المشاكل الداخلية لحركة فتح وطغت على الحديث حول المصالحة، ولا شك أن عدم استقرار الوضع داخل فتح سيعرقل المصالحة الداخلية، ولا يمكن أن يسلم النسيج الوطني إذا تعرض بنيان أي فصيل من الفصائل المعتبرة إلى هزات داخلية كبيرة ومفاجئة.
الفصائل الفلسطينية تقوم على مبادئ مختلفة ومتناقضة إلا في شيء واحد وهو حالة العداء مع العدو الإسرائيلي، قد تكون بعض الفصائل انحرفت عن هذا النهج ولكن لا بد من العمل على إعادتها للمسار الطبيعي، وقوة الفصيل لا أقصد بها حضوره الشعبي ولا حجم إنجازاته وإنما ترابطه الداخلي وقدرته على التعاون في تحقيق الأهداف الوطنية، وإن كنت ضد تعرض أي فصيل لهزات داخلية مفاجئة حتى لا ترتد تلك الهزات وتتحول إلى مشاكل تطال الشعب الفلسطيني، ولكن على كل فصيل أن يسعى إلى كسب الناس والجماهير إلى صفّه بأفكاره وإنجازاته على الأرض دون اللجوء إلى ألاعيب الطعن والدسائس وكل ما من شأنه أن يحرف البوصلة عن هدف تحرير الأرض ومقارعة العدو الإسرائيلي، وبذلك يكون قد ساهم في إذابة فصائل لم تستطع إثبات نفسها وقدرتها في معركة الصراع مع العدو الأوحد للشعب الفلسطيني.
إن مساعدة فتح لاستعادة وحدتها ومن ثم الاقتراب أكثر من المصالحة الداخلية لا يكون بالاصطفاف إلى طرف ضد طرف، فنحن لا نريد أن تتسع رقعة التحشيد لتتعدى صفوف فتح ذاتها، ومن الغريب أن نرى بعض المحسوبين على حركة حماس، يشاركون إعلاميًا لدعم طرف ضد آخر مما أتاح الفرصة للمتصيدين باتهام حماس بالتحالف مع النائب محمد دحلان على سبيل المثال، وأنا أعتقد أن تلك التدخلات لا بد وأن تتوقف من أجل حصر المشكلة لا توسيعها، ولا بد من إدراك أن معركة حماس هي فقط مع المحتل الإسرائيلي، وأنها تتعاون _ولا تتحالف_ مع دول في إطار خدمة القضية الفلسطينية فقط، وأنها قد تتحالف مع فصائل فلسطينية من أجل الصالح العام وخدمة الشعب الفلسطيني.