صلاح الآخرة بإصلاح الدنيا، خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ ياسين الأسطل


تم النشر 18 أكتوبر 2016


عدد المشاهدات: 3083

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


إن الحمد لله ، نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَديداً (70)  يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) }الأحزاب.أما بعد،فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار،وبعد، عباد الله ، أيها المسلمون :      
     
{ صلاح الآخرة بإصلاح الدنيا }
 
العاقل من علم أن الدنيا دار ممر وعبور لا دار قرار وخلود وهي دار الامتحان والابتلاء ودار الآخرة هي دار الجزاء ، وهذا ما يقوم السلوك ، ويصلح العمل ، ويرغب في الباقية وما يقرب إليها ، ويزهد في الفانية وما هو من زهرتها ، فكل الذي فوق التراب فإلى تراب ، وكل من عليها فان ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ،  سبحانه كل شيء هالك إلا وجهه ، روى الترمذي وقال حديثٌ حسنٌ صحيحٌ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: 
" اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده فجعلت أمسحه عنه وأقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه تنام عليه، فقال: مالي وللدنيا، فإنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها ".     
ولا يمكن يا عباد الله صلاح الآخرة بفساد الدنيا ولا الإفساد فيها، ولكن من أراد صلاح آخرته فليصلح دنياه ولا يَفْسَدُ ولا يُفْسِدُ فيها، وإصلاح الدنيا إنما هو بالقيام فيها بما أمر الله تعالى به بعبادته لا شريك له ، والقيام بما أباحه من أعمال ووسائل الكسب المشروعة ، وأنواع الإنفاق في الوجوه المفروضة أو المندوبة والمستحبة من الزكوات والصدقات والبر والصلة ، وكذلك في المآكل والمشارب الطيبة والمساكن والزينة المباحة ، والمعاملات التي بها قوام المجتمعات وصلاح الأمم وعزتها وقوتها ، قال الله تعالى : {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }القصص77 . وذم الله قوماً يدعون الصلاح والإصلاح ، بقولٍ منهم بليغٍ ، ولسان ٍذلقٍ يعجب من يسمعه وبينما هم أهل فسادٍ وإفساد ، يهلكون الحرث والنسل ، ولا يقبلون نصيحة ناصحٍ ، ولا إرشاد حكيمٍ ، يا ويل من تسلطوا عليه ، ويا ويح من توجهوا إليه ، قال سبحانه : {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ{204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ{205} وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ{206} } البقرة .
عباد الله ، أيها المسلمون ، صلاح العبادة مرتبط بصلاح المطعم ، وفسادها بفساده : 
والمقصود بالصلاح كونه حلالاً ، والفساد كونه حراماً ،قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }المؤمنون51.وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }البقرة172.
فقد ربط الله عز وجل بين الأكل من الطيبات والعمل الصالح ، وبين الأكل من الطيبات والشكر له سبحانه ، مما يدل على الصلة القوية في هذا الأمر ، لأن الجسم بما فيه من آلات السمع والبصر والنطق والفقه والفهم والعقل ، إذا تغذت بالحلال الطيب كان عملها طيباً على أكمل الوجوه وإذا تغذت بالحرام الخبيث كان عملها على أخبث الوجوه ، لذلك قال الله تعالى : {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ }الأعراف58.
 وفي الدر المنثور للحافظ السيوطي رحمه الله قال : ( وأخرج ابن سعد عن عمر بن عبد العزيز أنه قال يوما : إني أكلت حمصا وعدسا فنفخني فقال له بعض القوم : يا أمير المؤمنين إن الله يقول في كتابه كلوا من طيبات ما رزقناكم فقال عمر : هيهات ذهبت به إلى غير مذهبه إنما يريد به طيب الكسب ولا يريد به طيب الطعام .
 وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله يا أيها الذين آمنوا يقول : صَدِّقوا كلوا من طيبات ما رزقناكم يعني اطعموا من حلال الرزق الذي أحللناه لكم ) اهـ .
* ففي الدعاء والصدقة :
الأكل والشرب واللباس والمأوى والغذاء الحرام يمنع الاستجابة لدعاء صاحبه ، كما يمنع من قبول صدقته ،وقد روى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أيها الناس إن الله عز و جل طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله عز و جل أمر المؤمنين بما به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات } ، و قال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب ! يا رب ! و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب له " .
قال الإمام ابن كثير : (.. والأكل من الحلال سبب لتقبل الدعاء والعبادة، كما أن الأكل من الحرام يمنع قبولَ الدعاء والعبادة ..) اهـ .
*وفي الصلاة والتعبد قال تعالى : {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأعراف31.
قال الإمام السعدي : ( ..قوله تعالى - بعد ما أنزل على بني آدم لباسا يواري سوءاتهم وريشا: { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ } أي: استروا عوراتكم عند الصلاة كلها، فرضها ونفلها، فإن سترها زينة للبدن، كما أن كشفها يدع البدن قبيحا مشوها.ويحتمل أن المراد بالزينة هنا ما فوق ذلك من اللباس النظيف الحسن، ففي هذا الأمر بستر العورة في الصلاة، وباستعمال التجميل فيها ونظافة السترة من الأدناس والأنجاس..) اهـ. 
أيها المؤمنون يا إخوة الإسلام :
* صلاح الدنيا من صلاح الدين : ومن ذلك أنواع الأعمال والحرف والصناعات التي يقوى بها المجتمع وينتفع في السلم والحرب :
فهذا نبي الله داود عليه السلام كان صانع الدروع الحربية ، قال تعالى  :{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ }الأنبياء80 . وهذا نبي الله نوح عليه السلام كان نجاراً وقد صنع الفلك العظيم بوحي الله قال تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ }هود37. وهذا إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام كانا يتقنان البناء :قال تعالى :{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }البقرة127.
وقد كان إسماعيل عليه السلام رامياً مجيداً في الحرب: ففي صحيح الجامع للألباني رحمه الله عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا " أخرجه البخاري وأحمد.
*وفي فضل الغرس والزرع : حديث أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ "أخرجه البخاري ومسلم .
عباد الله ، فلنهتد بما هدانا ربنا سبحانه وتعالى ، وسن لنا نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولنتوجه إليه جل وعلا بالدعاء الخالص ، اللهم وفقنا للعمل بدينك القويم ، وثبتنا على صراطك المستقيم ، وألزمنا ما تحب وترضى ،وجنبنا ما تسخط من الأقوال والاعتقادات والأعمال فهي سبيل الهلاك والضلال ، اللهم آمين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدا يوازي نعمه ، ويكافي مزيده ، والصلاة والسلام على نبيه محمد ، وعلى آله السعداء ، وأصحابه الأوفياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم القيامة ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، عباد الله ، أيها المسلمون : 
ومن إصلاح الدنيا ، وهو عون على صلاح الدين ، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة :[ عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها . ] رواه الإمام أحمد ..وقال: ( الفسيلة : هي النخلة الصغيرة وهي الودية ) . ثم روى عن الحارث بن لقيط قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول : أنا أعيش حتى أركب هذه ؟ فجاءنا كتاب عمر : أن أصلحوا ما رزقكم الله ؛ فإن في الأمر تنفسا . وسنده صحيح . وروى أيضا بسند صحيح قال : قال لي عبد الله بن سلام : إن سمعت بالدجال قد خرج وأنت على ودية تغرسها ؛ فلا تعجل أن تصلحه ؛ فإن للناس بعد ذلك عيشا . وروى ابن جرير عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبي : ما يمنعك أن تغرس أرضك ؟ فقال له أبي : أنا شيخ كبير أموت غدا . فقال له عمر : أعزم عليك ؛ لتغرسنها . فلقد رأيت عمر ابن الخطاب يغرسها بيده مع أبي كذا في الجامع الكبير للسيوطي . لذلك عد بعض الصحابة الرجل يعمل في إصلاح أرضه عاملا من عمال الله عز و جل . فروى البخاري في الأدب المفرد عن نافع بن عاصم أنه سمع عبدالله بن عمرو قال لابن أخ له خرج من الوهط : أيعمل عمالك ؟ . قال لا أدري . قال : أما لو كنت ثقفيا ؛ لعلمت ما يعمل عمالك . ثم التفت إلينا فقال : [ إن الرجل إذا عمل مع عماله في داره ( وقال الراوي مرة : في ماله ) ؛ كان عاملا من عمال الله عز و جل ] . وسنده حسن إن شاء الله تعالى . ( الوهط : البستان وهي أرض عظيمة كانت لعمرو بن العاص بالطائف على ثلاثة أميال من ( وج ) يبدو أنه خلفها لأولاده . وقد روى ابن عساكر في تاريخه بسند صحيح عن عمرو بن دينار قال : [ دخل عمرو بن العاص في حائط له بالطائف يقال له : ( الوهط ) ( فيه ) ألف ألف خشبة اشترى كل خشبة بدرهم ] . يعني يقيم بها الأعناب ) اهـ ،  
وفي فضل إعانة الصانع والصناعة للأخرق :
روى الشيخان البخاري ومسلم واللفظ للبخاري عن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ قَالَ: إِيمانٌ بِاللهِ وَجِهادٌ في سَبيلِهِ قُلْتُ: فَأَيُّ الرِّقابِ أَفْضَلُ قَالَ: أَغْلاها ثَمَنًا وَأَنْفَسُها عِنْدَ أَهْلِهَا قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ قَالَ: تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لأخْرَقَ قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ قَالَ: تَدَعُ النَّاسَ مِنَ الشَّرِّ فَإِنَّها صَدَقَةٌ تَصَدَّقُ بِها عَلى نَفْسِكَ" .
*وفي فضل السعي على العيال : 
وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - : أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ العِبَادُ فِيهِ إلاَّ مَلَكانِ يَنْزلاَنِ ، فَيقُولُ أحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفقاً خَلَفاً ، وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكاً تلَفاً )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وعنه - رضي الله عنه- عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى ، وَابْدَأ بِمَنْ تَعُولُ ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنىً ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ )) رواه البخاري .
وعن علي بن الحسين بن شقيق يقول سمعت عبد الله بن المبارك يقول : لا يقع من الفضل شيء و لا الجهاد في سبيل مثل السعي على العيال . 
عباد الله ، أيها المؤمنون :
طوبى لمن كان الخير على يديه والويل لمن كان الشر على يديه ، فلنتب التوبة النصوح ، فلنتق الله ولنراجع أنفسنا في لم شملنا ، واجتماع كلمتنا ورص صفوفنا ، والتحابب والتعاون على الخير والأخلاق الفضيلة ، والبعد عن الشر والأخلاق الرذيلة ،  ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال :  {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – وعن آله المرضيين ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك ياأرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين .اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا وجميع ولاة أمور المسلمين لتحكيم شرعك واتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - بما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى ، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ،  ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .



- انشر الخبر -