دكتاتورية «فيسبوك» عبدالله المجالي


تم النشر 16 أكتوبر 2016


عدد المشاهدات: 1419

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


مساكينُ نحن العربَ والمسلمين، وساذجون حين اعتقدنا أننا وجدنا حريتنا المفقودة في عالم إلكتروني؛ بحيث نُعبِّر فيه عما يدور في خلدنا، دون حسيب أو رقيب!

اعتقدنا أن مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها «فيسبوك»، متنفس، وأننا وصلنا إلى نفس الدرجة من سلم الحريات التي وصلها المواطن الغربي!

كثير من مستخدمي «فيسبوك» يعتقدون أنه شيء معلق في السماء، لا يديره أحد، ولا يراقبه أحد، ولا أحد من سكان الأرض مسؤول عنه!

وفي الحقيقة فإن «فيسبوك» وأشقاءه من مواقع التواصل الاجتماعي هو شركات لها أصحاب، وإنما نحن نستأجر مساحات عندهم وفق عقد هم يكتبونه ويحددون الشروط فيه، وليس عليك أنت أيها المستخدم سوى الرضوخ لتلك الشروط، وإلا لن تتاح لك تلك المساحة لتعبر عن نفسك.

أصحاب تلك المواقع أشخاص غربيون، يُعبرون عن قيمهم الغربية، ويزجون تلك القيم في العقد، وعليك أن ترضخ لتلك القيم حين تستأجر مساحة عندهم.

فوق ذلك فهم يتحكمون بتحديد معايير الصواب والخطأ؛ فما يرونه صائبا فهو الصواب! وما يرونه خطأً فهو الخطأ! من يرونه إرهابيًا فهو الإرهابي حتى لو كان ضحية! ومن يرونه بريئًا فهو البريء حتى لو كان مجرمًا سفاحًا! وما علينا نحن المستأجرين إلا أن نقول «آمين»، أو يتم إخلاؤنا بالقوة من المساحة المستأجرة!

في الآونة الأخيرة، بدأنا خصوصا نحن النشطاء الذين يهتمون بالقضية الفلسطينية، بفضح إرهاب الصهاينة، نشعر بدكتاتورية «فيسبوك»، وبدأنا نراه كالمالك الشَّره الذي بدأ بإخلاء المستأجرين على هواه! ودون سابق إنذار، وبلغة متعجرفة لا تنم على عدم احترام.. فقبل يومين، وبشكل مفاجئ، ودون سابق إنذار عطَّل «فيسبوك» حساب «أدمن السبيل» بشكل دائم؛ بحجة أن حسابه لا يتبع «بيان الحقوق والمسؤوليات»، وأتبعوا الرسالة بفقرة تقول: «من أهم أولوياتنا الرئيسية راحة وسلامة الأشخاص الذين يستخدمون فيسبوك، وبالتالي لا نسمح بتوجيه تهديدات بصورة جدية لإيذاء الآخرين، أو تقديم الدعم لمنظمات تتبنى العنف، أو محتوى عدواني بشكل مفرط».

وبعد مراجعة الأدمن لـ"فيسبوك"، وطلبه منهم تقديم تفاصيل المواد والصور التي نشرها، واعتبرها «فيسبوك» خرقًا لبيان الحقوق، جاءته رسالة تحمل في طياتها لغة متعجرفة، جاء فيها: «تم تعطيل حسابك بشكل دائم؛ نتيجة لعدم اتباع معايير مجتمع فيبسوك، ولن نتمكن من إعادة تنشيطه لأي سبب كان، وتعتبر هذه الرسالة آخر رسالة إلكترونية ستتلقاها منا بخصوص حسابك»!!!

في الدول الدكتاتورية يوجد مراحل للتقاضي: بداية فاستئناف فنقض، أما «فيسبوك» فإنه أكثر دكتاتورية منهم حين يخلي مستأجرًا عنده دون إنذار، ودون أن يطلعه على المخالفات التي ارتكبها، ودون أن يسمح له بالشكوى!

* صحيفة السبيل الأردنية

 




- انشر الخبر -