قائد قسم التخطيط بجيش الاحتلال : في حرب لبنان الثالثة سيكون اجتياحًا إسرائيليًا قاسيًا للجنوب
القدس – شاشة نيوز- قال رئيس قسم التخطيط في الجيش الإسرائيليّ، الجنرال عميكام نوركين، في حديثٍ خاصٍّ أدلى به لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّ الهدف الرئيسيّ هو المُحافظة على الهدوء في الجبهة الشماليّة، أيْ سوريّة ولبنان، لافتًا إلى أنّ الجيش، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بات أكثر جاهزًا، وأنّه يُواصل تحضير نفسه لحرب لبنان الثالثة.
ولكن هذا لا يعني، شدّدّ الجنرال الإسرائيليّ، على أنّ الصواريخ والقذائف لن تسقط في عمق الدولة العبريّة، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ خطّة الجيش تعتمد على أساسين اثنين: تقليل حجم الأضرار في العمق، ومُحاولة حسم المعركة مع حزب الله في أقصر وقتٍ ممكنٍ، على حدّ تعبيره.
وفي معرض ردّه على سؤال الصحيفة رفض الجنرال نوركين الإجابة فيما إذا كانت إسرائيل تقوم بتزويد التحالف الدوليّ ضدّ تنظيم “الدولة الإسلاميّة” بمعلومات مُخابراتيّة، وقال إنّ هذا الأمر يتعلّق فقط بشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش (أمان)، ولكنّ الصحيفة لفتت إلى أنّه بحسب مصادر أجنبيّة، فإنّ إسرائيل تفعل ذلك منذ فترةٍ لم تُفصح عنها المصادر عينها.
وساق الجنرال نوركين قائلاً إنّ المصلحة الإسرائيليّة في سوريّة تتمثل في عدم التدّخل في الحرب الأهليّة الدائرة هناك، ولا يوجد أيّ سبب لغوص الدولة العبريّة في الوحل السوريّ، على حدّ وصفه.
وبناءً على ما تقدّم، أوضح، فإنّ الجيش الإسرائيليّ ينتهج منذ عدّة سنوات سياسة عدم التدّخل، ولكنّه استدرك قائلاً إنّه لإسرائيل توجد خطوط حمراء، والتي وُضعت من قبل المُستوى السياسيّ، رافضًا الكشف عنها.
ولكنّ، يُشار في هذا السياق، إلى أنّ أركان تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، كانوا قد أعلنوا مرارًا وتكرارًا، جهارًا ونهارًا، أنّهم لن يسمحوا لسوريّة بنقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله في لبنان، ولن يسمحوا أيضًا بتحويل مرتفعات الجولان إلى جبهةٍ ضدّ إسرائيل، كما كان الحال على الحدود الإسرائيليّة-اللبنانيّة، قبل تحرير الجنوب في أيّار (مايو) من العام 2000.
وأقّر الجنرال نوركين عندما سُئل عن تأثير نصب صواريخ إس 300 الروسيّة على الأراضي السوريّة، أقّر بأنّ هذه المنظومة تؤثر سلبًا على حريّة الطيران الحربيّ الإسرائيليّ في المنطقة، وهذه الحريّة التي حافظنا عليها على مدار سنواتٍ عديدةٍ، وسنُواصل العمل بجميع الطرق من أجل المُحافظة عليها، على حدّ تعبيره.
وفي نفس الإطار قال الجنرال إنّ ما وصفها بإستراتيجيّة الاندفاع، تعني بكلّ حالٍ من الأحوال الحفاظ على المصالح الإستراتيجيّة والتكتيكيّة الإسرائيليّة في مُواجهة التحدّيات.
علاوة على ذلك، لفت إلى أنّ إسرائيل تتواجد اليوم في منافسةٍ جديّةٍ للغاية من الناحية العسكريّة-التكنولوجيّة مع الأعداء، مُضيفًا أنّ الجيش الإسرائيليّ، يعمل بدون كللٍ أوْ مللٍ على إيجاد أوراق المفاجأة، التي تكون بمثابة السلاح الكاسر للتوازن، بحسب قوله.
وأشار إلى أنّه في الماضي غير البعيد كانت هذه الأسلحة عبارة عن منظومة الدفاع “القبّة الحديديّة” الطائرات بدون طيّار، والدفاعات ضدّ الحرب الالكترونيّة التي يشُنّها الأعداء.
وعن احتمالات اندلاع حرب لبنان الثالثة، قال الجنرال نوركين للصحيفة العبريّة إننّا عملنا الكثير من أجل منع اندلاعها، وسنُواصل العمل من أجل هذا الهدف، ولكنّه أضاف، أنّه في حال اندلاع المُواجهة مع حزب الله، حضّرنا الجيش الإسرائيليّ ليكون جاهزًا للحرب، لافتًا إلى أنّ حزب الله يُواصل التسّلح وتعظيم ترسانته العسكريّة، ولكنّه بموازاة ذلك، مشغول جدًا في الحرب بسوريّة.
وأوضح في تهديدٍ مبطنٍ لحزب الله أنّه، أيْ الحزب، يعرف القوّة العسكريّة التي تتمتّع بها إسرائيل، كما يعلم أنّه سيتلقّى ضربةً كاسحةً إذا تجرأ على مُهاجمتنا، على حدّ تعبيره.
أمّا فيما يتعلّق بعمليةٍ بريّةٍ إسرائيليّةٍ في حال اندلاع الحرب اللبنانيّة الثالثة، فردّ الجنرال نوركين بالقول باقتضابٍ شديدٍ: نعم سيكون اجتياحًا بريًّا للجنوب اللبنانيّ، وسيكون هذا الاجتياح هجوميًا وقاسيًا للغاية، بحسب أقواله.
علاوة على ذلك، لفت إلى أنّه خلافًا للماضي، فإنّ حرب لبنان الثالثة قد تندلع لسبب بسيط، دون أنْ يقصد الجانبين خوضها، ومن هنا تكمن خطورتها.
كما تطرّق الجنرال نوركين إلى عملية “الجرف الصامد”، أيْ العدوان الإسرائيليّ الهمجيّ على قطاع غزّة في صيف العام 2014، وقال في هذا السياق إنّ الجيش الإسرائيليّ حقق إنجازات، ولكن استدرك قائلاً إنّه كان يجب تحقيق إنجازات أكثر في الحرب.
كما أقّر بأنّ الجيش بدأ المعركة ضدّ غزّة دون أنْ يكون حاضرًا وجاهزًا لتهديد الأنفاق الهجوميّة التي حفرتها حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس)، وبالتالي، شدّدّ على أنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بتخصيص الموارد الكبيرة من أجل أنْ يُواجه هذا التهديد الإستراتيجيّ في المعركة القادمة، قال الجنرال نوركين.
وخلُص إلى القول إنّ الأنفاق بالنسبة لحماس هي ورقة رابحة، ولكن في الوقت عينه فإنّها بمثابة فخّ موتٍ بالنسبة لها، على حدّ تعبيره.