أسرى أم معتقلون؟ المحامي/ أحمد جبريل


تم النشر 27 سبتمبر 2016


عدد المشاهدات: 2846

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


ذهلت من إجابة متحدثين بشؤون الأسرى عندما سئلوا ماذا يسمى المحتجزون في سجون الاحتلال؛ هل هم أسرى أم معتقلون؟

فمنهم من قال أنهم أسرى، ومنهم من قال أنهم معتقلون، ومنهم من تلعثم واجتهد بمصطلحات جديدة، حينها قررت أن أكتب هذا المقال لأبين موقف القانون الدولي تجاه الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والتمييز بينهم.

منذ بداية الصراع وقع العديد من أبناء الشعب الفلسطيني في قبضة الاحتلال الإسرائيلي الذي تعامل معهم على أنهم سجناء أمنيّون ولم يلتفت إلى اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة الضامنة لحقوق الأسير والمعتقل والتي وقع عليها، بل ينكر أنه محتل بالرغم من صدور القرار 242 الذي وصف الأراضي الفلسطينية بأنها محتلة من الاحتلال الاسرائيلي.

عرفت المادة الرابعة من اتفاقية جنيف الثالثة أسرى الحرب بأنهم أفراد القوات المسلحة لأحد أطراف النزاع والمليشيات أو الوحدات المتطوعة بمن فيهم أعضاء حركات المقاومة المنظمة ويشترط أن يقودها شخص مسئول عن مرؤوسيه، ولهم شارة مميزة، وأن يحملوا الأسلحة جهراً، وأن تلتزم بقوانين الحرب.

وإذا ما وقع الجندي أو المقاتل في قبضة العدو ينقل من ساحة المعركة إلى أراضي الدولة الآسرة، ولا يخضع للتحقيق، ولا يدلي سوى باسمه وتاريخ ميلاده ورقمه العسكري ورتبته، ولا يحاكم، ولا يسمح لأهله بزيارته، ويمكن الاتصال به بواسطة الصليب الأحمر، ويفرج عنه فور انتهاء النزاع ويحتفظ بزيه العسكري.

أما المعتقل بحسب اتفاقية جنيف الرابعة فهو المدني غير المقاتل الذي يعتقل من أرضه لأن تدابير المراقبة غير كافية بحقه أو أن يقتضي أمن الدولة ذلك أو من يطلبون الاعتقال بمحض إرادتهم أو الأشخاص الذين يقترفون مخالفات يقصد بها الإضرار بدولة الاحتلال.

يخضع المعتقل للتحقيق وتطلب منه كافة بياناته والمحاكمة، ويصدر بحقه حكم قضائي، ويفرج عنه بعد انتهاء مدة محكوميته، ويمكن لأهله زيارته داخل المعتقل.

لكن الاحتلال لا يعترف بمصطلح أسرى أو معتقلين كي لا يدين نفسه بأنه محتل؛ كون أن اتفاقيات جنيف تنطبق حال وقوع حرب أو احتلال دولة لأخرى، ويطلق على الأسرى مصطلح سجناء أمنيين، ويعرفهم بأنهم من أدينوا بتهمة أمنية ساطعة أو كان دافع ارتكابها هو دافع قومي.

ويثور خلاف بين المختصين هل هم أسرى أم معتقلون؟!

بحسب رأي اللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ فإنها تنصح بأن يتم اعتبارهم معتقلين، وذلك لمصلحة المعتقلين كي يسمح لهم بزيارتهم ويتم الإفراج عنهم بعد انتهاء محكوميتهم.

بعد استعراض اتفاقيات جنيف لم أجد ما يمنع أن يجتمع المصطلحان؛ فمن يقع في يد الاحتلال من المدنيين يجب أن يعتبر معتقلا، ومن يُؤسر من المقاتلين وأفراد المقاومة فهو أسير حرب خاصة أن معظمهم حكم عليهم بمؤبدات عديدة ولا يرجى الإفراج عنهم كما يقول الصليب الأحمر، واستخدام مصطلح أسير يدلل على وجود صراع ووقوع احتلال وفي مصلحة القضية الفلسطينية، مع ملاحظة أن معظم من هم في سجون الاحتلال مدنيّون.. لذلك جمع المصطلحين يجمع بين المصلحة العامة للقضية الفلسطينية ومصلحة خاصة للمعتقلين أيضاً، بالتالي فإن الأفضل أن يتم تسميتهم الأسرى والمعتقلون.

 جميع الحقوق محفوظة - المركز الفلسطيني للإعلام




- انشر الخبر -