غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
يتربع إلى الشرق من مدينة غزة، ويعد أحد أكبر الأحياء فيها، هو مفتاح المدينة الشرقي، له دور كبير في الحروب التي خاضها القطاع المحاصر بدءا من الحروب الصليبية ومرورًا بالحرب العالمية وانتهاءً بالعدوان الصهيوني على غزة عام 2014.
وشكل الحي الصامد مركزا لانطلاق عدد كبير من الأحزاب والمنظمات الفلسطينية.
الموقع والتأسيس
يقع حي الشجاعية شرق قطاع غزة، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عهد الأيوبيين وسمي نسبة إلى "شجاع الكردي" الذي استشهد في إحدى المعارك بين الأيوبيين والصليبيين عام 1239 ميلادي.
وينقسم إلى قسمين: حي التركمان بالجنوب نسبة للعشائر التركمانية الذين استقروا هناك في عهد السلطان الأيوبي الصالح أيوب بالقرن الـ13 ميلادي، وحي الأكراد بالشمال والذين استقروا بالمنطقة قادمين بالخصوص من الموصل.
ويوجد به أكبر سوق للملابس والسلع المنزلية في غزة ويعرف "بساحة الشجاعية" ويقام به أسبوعيا سوق "الجمعة" الذي يرتاده غالبا مربو الأغنام.
تلة المنطار
وفي حي الشجاعية تقع تلة المنطار إلي الشرق من مدينة غـزة، وترتفع بنحو (85) متراً فوق مستوى سطح البحر، من هنا جاءت أهميتها كموقع استراتيجي عسكري، وكمفتاح لمدينة غـزة عسكرت عليه جنود نابليون بونابرت حيث قتل فيها آلاف من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أمام تصدي القوات العثمانية، دفنوا جميعاً في "مقبرة الحرب العالمية الأولى" في غـزة .
واللافت للنظر هنا أن "تل المنطار" حظي بهذه المكانة في المدينة، وأصبح موضعاً ومركزاً "لموسم"؛ فقد أصبحت له ذاتيته المستقلة عن مدينة غزة الفوقية التي هدم الصليبيون سورها إبان الحروب الصليبية.
وأصبح "تل المنطار" علماً تلتف حوله جميع القبائل العربية، التي عززها القائد صلاح الدين بجنده من قبائل التركمان والأكراد والخوارزميين، وأقطعها الأراضي الواقعة إلى الشرق من غزة، وبخاصة تلك الواقعة بينها وبين "تل المنطار" لتصبح النواة لتأسيس "حي الشجاعية" بقسيمه "التركمان" و"جْدَيدة الأكراد" (الجديدة)؛ التي سميت بهذه الأسماء نسبة لتلك القبائل الداعمة لصلاح الدين، ولما أصبح لها من مكانة ديمغرافية وهيبة لا يستهان بها. وكانت هذه القبائل تحتشد جميعاً بفرسانها يوم "موسم المنطار" في يوم الخميس السابق ليوم عيد الفصح من كل عام.
السكان
ويقطن الشجاعية أكثر من مئة ألف نسمة، وفق إحصائيات بلدية غزة لعام 2013، وينقسم إلى؛ حي "اجديدة" وحي "التركمان".
معالم
يعتبر جامع أحمد بن عثمان أو "الجامع الكبير" -الذي يقع عند مدخل المدينة القديمة- أكبر جوامع الحي، وهو يضم قبر أحد مماليك السلطان برقوق ويدعى "يلخجا".
ويوجد بالحي عدة مساجد تاريخية أخرى منها مسجد "الهواشي" ومسجد "السيدة رقية" ومسجد "علي بن مروان".
وتبعد مقبرة الحرب العالمية الأولى مسافة ألفي متر شمال الشجاعية، وإلى الشرق تقع مقبرة "التونسي". ويوجد بالشجاعية قبر يقال إنه لشخص "شمشون" الجبار الشهير.
الدور العسكري للحي
وكان لحي الشجاعية دور كبير أثناء معارك عام 1967، وشهد انطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987. ففي أكتوبر/تشرين الأول 1987، تحول الحي لساحة مواجهات مسلحة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، وأسفرت الاشتباكات آنذاك عن مقتل ضابط إسرائيلي واستشهاد أربعة من أعضاء المقاومة. ويطلق على هذا اليوم اسم "معركة الشجاعية".
مجازر
كان الشجاعية عرضة لسلسلة مجازر ارتكبتها "إسرائيل"، حيث قام جيش الاحتلال بمجزرة ضد الحي يوم 18 فبراير/شباط 2003، استخدم فيها الدبابات والمروحيات، ما أدى لاستشهاد 13 مواطنا وإصابة العشرات.
ونفذت إسرائيل مجزرة أخرى بالشجاعية فجر يوم 11 فبراير/شباط 2004، خلفت 15 شهيدا و44 مصابا من بينهم عشرون طفلا وفتى دون سن الـ18.
وكان الحي هدفًا للغارات الجوية المتكررة في عدوان "إسرائيل" على القطاع خلال 2008 و2009.
وخلال العدوان على القطاع عام 2014، كان الحي مسرحا لمجزرة أخرى راح ضحيتها أكثر من 75 شهيدًا، ومئات المصابين معظمهم من النساء والأطفال، وذلك بعد قصف عشوائي استهدف منازل بالحي، وتسبب في انتشار جثث وأشلاء الشهداء بالشوارع وتحت الركام.
قوة بشرية
تعد نسب الإنجاب في حي الشجاعية من بين الأعلى في العالم، حيث يبلغ معدل الأسرة الواحدة ما بين ثمانية و16 فردًا، ويستقبل الحي نحو عشرة آلاف مولود جديد كل عام.
مكانة مهمة في التاريخ الفلسطيني
يكتسب الشجاعية مكانة هامة في التاريخ الفلسطيني لأنه كان مقرًا تاريخيًا لانطلاقة أغلب الفصائل، إذ شهد البدايات الأولى لـمنظمة التحرير الفلسطينية، والجبهتين (الشعبية والديمقراطية) وهو المقر الرئيسي للحركات الإسلامية، وفي مقدمتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.
ومن أبنائه العديد من قادة "كتائب القسام" الجناح المسلح لحماس، ومن أبرزهم أحمد الجعبري نائب القائد العام للكتائب الذي اغتيل بقصف إسرائيلي يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
كما ضم الشجاعية أشخاصا بارزين على الساحة الفلسطينية مثل مريم فرحات "خنساء فلسطين" لأنها قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء، وشاعر الثورة الفلسطينية معين بسيسو الذي ولد هناك.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام، الجزيرة نت، مواقع إلكترونية