الخليل - خاص "فلسطين"
يضطر المواطن محمد أبو عرام لسلوك سهل فاصل بين مدينة يطّا والشارع الالتفافي القريب سيرا على قدميه، في محاولة للخروج باتجاه مدينة الخليل، بعد إغلاقات غير مسبوقة وحصار تعيشه مدينة يطّا جنوب محافظة الخليل بالضفة الغربية.
وأحال الإغلاق الكبير الحياة إلى مزيد من القساوة والألم في مدينة يطّا، عقب اتّهام اثنين من شبّانها بتنفيذ عملية (تل أبيب) الأخيرة، الأربعاء الماضي، التي قتل فيها أربعة مستوطنين، وأصيب آخرون.
ويقول أبو عرام لصحيفة "فلسطين" إنّه يضطر للخروج من مدينة يطّا لحاجته الماسة، لقضاء الكثير من الحاجيات والمستلزمات الهامة له ولعائلته، وهو أمر يدفعه للتغاضي عن حرّ الصيف ومشقّة الصيام والسير عدّة كيلو مترات طويلة، ويعبر من الأراضي والسهول المجاورة، للشارع الرئيس على أمل أن يتمكن من الوصول إلى مدينة الخليل.
ويشير إلى أنّ هذا الحصار لم تعشه مدينة يطا حتى في جذوة أحداث "انتفاضة الأقصى"، معتقدا بأنّ المواطن الفلسطيني بات الضحية التي لا حول لها ولا قوة، ولا ذنب لها بما يجري، لكنّ الاحتلال يمارس أنواع انتهاكاته بحقّ السّكان، في صورة لا تتكرر إلا على أيدي الاحتلال.
ويشير إلى أنّ هذه المعاناة كبيرة، وتعبّر عن نهج إسرائيلي انتقامي من المواطنين الفلسطينيين، وفي محاولة من أجل إيصال رسالة إلى الشارع الإسرائيلي أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعاقب البلدة التي خرج منها منفذو عملية (تل أبيب).
أما رئيس بلدية يطّا موسى مخامرة، فيقول لصحيفة "فلسطين" إنّ ما يجري من انتهاكات إسرائيلية بحقّ سكّان مدينة يطّا، يشير إلى نهج إسرائيلي يستهدف كامل أبناء الشّعب الفلسطيني، ليستنكر ما ينفذه أبناؤه من عمليات مقاومة للاحتلال.
ويلفت إلى أنّ مدينة يطّا تلتف حول أبنائها، ورغم ما تعيشه من إغلاق وحصار محكم، إلّا أنّها تعيش حالة تكاتف وتعاضد منقطع النظير، خاصّة في البيع والشراء والحفاظ على الأسعار المعقولة، وعدم الاستغلال، في هذا الوقت من الشهر الفضيل، وفي ظلّ الحصار الجائر على المدينة.
ويبين مخامرة، بأنّ الاحتلال يحاول الضغط بإجراءاته على السكان لاستنكار مثل هذه العمليات، وفي محاولة من جانبه للتصدي لها أو استنكارها، لكنّه يقابل في الوقت ذاته بإصرار فلسطيني على الصمود والتحدي ومجابهة هذه الإجراءات، بمحاولة ممارسة الحياة الاعتيادية، وتخطّي هذه الإجراءات العسكرية.
ويبين مخامرة بأنّ تعاقب أيام الحصار، تركت الكثير من المعاناة والخسائر المادية الفادحة في اقتصاد مدينة يطّا، خاصّة وأنّها تضمّ الكثير من المعامل والمصانع والمتاجر، ويعرقل الإغلاق من دخول وخروج البضائع، ناهيك عن الحيلولة دون خروج الحالات الإنسانية من هذه المنطقة.
وينقل مخامرة رسالة المواطنين بضرورة رفع الحصار والإغلاق عاجلا، والخلاص من سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال عبر أجهزته الأمنية، دون أدنى رحمة بالمواطن الفلسطيني، وهو أمر مرفوض في كلّ عرف أو دين أو قانون، وهذا يحتم على الجميع أخذ دوره في رفع الحصار دون تأخير، خوفا من تداعيات كبيرة قد يكون لها مردود سلبي ومباشر على حياة المواطنين.