فلسطين اليوم - وكالات
من الطبيعي أن تحتل العصائر الطبيعية الطازجة المرتبة الأولى على مائدة الإفطار في رمضان، خاصة بعد يوم من الصيام والامتناع عن تناول المأكولات والمشروبات، حيث يصبح الجسم بحاجة كبيرة إلى السوائل ليعوض ما فقده خلال ساعات الصيام. هذا بالإضافة إلى فوائد العصير الطبيعي الغني بالفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية التي تزود الجسم بكل العناصر التي يحتاجها، وتزيد من طاقته وإحساسه بالانتعاش، بل يمكن القول أن العصائر كثيراً ما تكون دواءً شافياً للعديد من الأمراض، إلى جانب كونها مصدراً رئيسيا لسد الظمأ. وكذلك فإن من مزايا العصير الطبيعي أنه يشجع الجسم على التخلص من الخلايا الضعيفة ويساعده على بناء خلايا جديدة نشيطة.
يحتاج الصائم في شهر رمضان الكريم تعويض كمية السوائل التي يفقدها وخصوصاً في الأيام ذات درجات الحرارة المرتفعة. لذلك يجب علينا الانتباه لهذه النقطة، فالسوائل مهمة جداً وخصوصاً بعد صوم يوم كامل، وفي آخر يوم الصيام تزيد نسبة الامتصاص مما يجعل الجسم يمتص العديد من العناصر الغذائية بشكل كبير، لذلك لابد من التركيز على العصائر الطبيعية الغنية بقيمتها الغذائية مع البعد التام عن الإضافات الكيميائية الصناعية.
العصائر الطبيعية الخيار الأفضل
عندما نقوم بإعداد العصير الطازج فإننا نكون متيقنين من حصولنا على أعلى نسبة من العناصر الغذائية المتواجدة في الفاكهة والخضراوات، هذا بخلاف العصائر المحفوظة والتي يتم تسخينها في درجة حرارة مرتفعة كجزء من عملية البسترة، لزيادة مدة صلاحيتها، وهذه العملية تدمر الإنزيمات وهي محفزات الحياة، كما يضاف إليها غالبا بنزوات الصوديوم وحمض البنزويك ونترات الصوديوم وغيرها من المواد الحافظة على ما بها من مضار صحية تراكمية، ثم توضع هذه العصائر في المخازن، وقد تبقى بها لمدة أسابيع أو أشهر عديدة قبل الوصول إلى المستهلك، وحينما تصل إليه تكون قد فقدت تقريبا كل ما بها من منافع غذائية.
كما أن المواد الغذائية الموجودة في الخضراوات والفاكهة الطازجة تعد أكثر قوة وتأثيرا من الموجودة في العصائر المجمدة والمحفوظة، فالمواد الغذائية تؤثر على بعضها البعض عن طريق العمل في تناغم وتظافر؛ مما يعني أنها تخلق ردود أفعال في الجسم، وعندما تكون من مكونات الطعام فإنها تعمل بقوة وتأثير أكبر من كونها منفردة، أيضا مركبات المواد الغذائية التي تتمتع بها العصائر الطازجة لها فوائد طبية وصحية ممتازة، على سبيل المثال: مركبات " ألفا كاروتين " و " حمض الكربوليك " و " مركبات الكبريت العضوية " التي أظهرت مؤخرا تأثيرا جيدا ضد أنواع عديدة من السرطانات خاصة سرطان المبيض، وكل هذه المركبات توجد في الخضراوات والفواكه الطازجة، ولا توجد في المحفوظة والمجمدة، ولا حتى في حبوب الفيتامينات التي يعتقد البعض أنه يمكن أن تمده بما تحتوي عليه الخضراوات والفواكه.
ويتعرض مصنعي العصائر التجارية لانتقادات حادة عالميا، واتهامات بأنهم يضللون المشترين بما تحويه العصائر من نسبة قليلة جدا من الفاكهة الطبيعية (5%) وكمية مفرطة من السكر والمُحليات الصناعية، التي تعتبر العامل الرئيسي للبدانة ( تناول أكثر من نصف لتر يومياً من هذه المشروبات يمكن أن يساهم بإحداث البدانة ) كما أن المبالغة بتناول هذه المشروبات قد ينقص أيضاً استهلاك المواد الغذائية الأخرى، واستعمال الاسبارتام مثلا (وهو حمض أميني ذو طعم حلو) بدل السكر ينقص كمية الطاقة الواردة للجسم من المشروبات.
ومن المعروف أيضا أن نسبة السكر العالية تؤدي إلى تدمير فيتامين «ب» والذي يسبب نقصه سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات، والخطر الكبير من هذه المشروبات الصناعية أنها تحتوي على العديد من المواد المضافة أثناء التصنيع والتي تكسبها اللون والثبات والطعم الحلو والتي بدورها يكون لها تأثيرا على خلايا المخ وقد تؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف والضعف، ويكفي عند شرائك للعصائر الصناعية أن تنظر إلي مكوناتها بالملصق لتجد أنك تشرب كمية كبيرة من الألوان والنكهات الاصطناعية والسكر المضاف … ودون أي فوائد صحية تذكر.
قمر الدين سيد العصائر في رمضان
سمي بذلك نسبة إلى صانعه «قمر الدين» الذي كان يشبه القمر في جماله وكان يملك بستانا من المشمش في دمشق وهو الذي صنع العصير في رمضان، وعصير «قمر الدين» عبارة عن رقائق مصنوعة من المشمش كان يصنعها أهل الشام لحفظ المشمش من الفساد والعفن فهو معروف بقصر موسمه، ولعصير قمر الدين فوائد صحية جمة فهو يزيل ألم الصداع، ويساعد على عملية الهضم، وينظم عمل الأمعاء، ويعالج الإسهال، ويعالج حموضة الدم والأنيميا ويزيد من مناعة الجسم، ويزيل الأرق ويقوي الأعصاب ويحمي الجسم من الإصابة بالأمراض القلبية ويعمل على تخفيض مستويات الكولسترول في الدم ويمنع ترسب جزيئاته على جدران الشرايين».
أكّد خبراء التغذية أنّ شراب "قمرالدين" مفيد للصائمين؛ حيث يمنع الإحساس بالعطش ويهدئ الأعصاب ويفتح الشهية ويزيل الأرق، ويعدّ قمرالدين من أغنى المصادر بفيتامينات (A. B. C)، كما أنّه غني بالمادة السكرية والأملاح المعدنية القلوية، وهو غني بالحديد؛ وكذلك فإنّه يساعد على تقوية الدم، ويزيد من عدد كرات الدم الحمراء. يحتوي المشمش المجفف على مجموعة من الفيتامينات مقوية للأعصاب، وتقي الأوعية الدموية من التصلب وترطب الأمعاء وتحفظها من الالتهاب والضعف، ويعتبر المشمش من أقوى العوامل في تقوية العظام؛ لأنّه يهب خلايا الجسم الحياة ويزيد من نشاطها ونموها، فهو يفيد في حالات فقر الدم والضعف العام، كما أنّه يمد الجسم بسعرات كثيرة من الحرارة، فكل 100 جرام من المشمس المجفف تعطي 262 سعراً حرارياً.
الخشاف الرمضاني
ويتكون من: نصف كاسة لوز بجلى مقشر بعد نقعه في الماء وليس بالسلق. نصف كاسة فستق مقشر مجهز بنفس طريقة اللوز. أربع ملاعق صنوبر. نصف كاسة زبيب. عشر حبات تين مجفف مقطع أنصاف. عشر حبات مشمش مجفف. عشر حبات بخارة سوداء حلوة. عشر حبات بخارة حامضة ( البخارة العجمي ). أربع كاسات ماء.
تغسل جميع المقادير وتوضع في إناء من الزجاج ويصب عليها الماء وتوضع في الثلاجة يوم كامل وعند التقديم تقلب بالملعقة، ويقدم بارد.
عصائر منتقاة
قال الدكتور (آندرسون) الأخصائي في المجلس الأمريكي للعناية بالأسرة: إن أفضل أنواع العصائر الطبيعية عصير التفاح الذي يحتوي على سعرات حرارية أقل من الموجودة في عصير العنب بحوالي 25%، كما أنه لا يسبب تفاعلات تحسسية مثل التقيؤ أو ألم المعدة أو الإسهال كعصير البرتقال، ولهذا السبب ينصح بإعطائه للأطفال عندما يبدءون بتناول الطعام والمأكولات.
وأوضح أن عصير التفاح مثل عصير الكُمثرى "الأجاص" والخوخ يحتوي على سكر "الزوريتول" الذي لا يسبب الغازات ويعمل كملين خفيف.
وعصير التفاح يفيد أيضا الحويصلة الصفراوية، ويعرف بتأثيراته المطهرة والشافية للالتهابات الداخلية، كما أن التفاح يمكن أن يخفض كولسترول الدم وينشط وظائف الكبد ويخلص الجسم من السموم ويقلل آثار أشعة أكس.
ومن العصائر المهم كذلك، عصير الرمان الذي أفادت بحوث طبية أجريت مؤخرا أنه مفيد وصحي لقلب الإنسان وكشفت البحوث أن تناول كوب من عصير الرمان يوميا يمكن أن يعيق أو حتى يمنع عوامل تؤدي إلى نوبات قلبية، ويقول الباحثون إن الإنسان الذي يحتسي نصف كوب على الأقل من عصير الرمان في اليوم يقلل من احتمالات إصابته بتجلط في الشرايين أو الإصابة بأمراض القلب، حيث وجدت النتائج أن عصير الرمان يعمل على التقليل من تكدس البروتينات الشحمية الضارة بالجسم وأكسدتها عند المتبرعين الأصحاء. كما أنه يؤدي إلى تقليل حجم مشكلة تصلب الشرايين.