لا تكن لهم عوناً عليك... اللعب بتوجهات الرأي العام بشهر رمضان د. سامر أبو رمان


تم النشر 09 يونيه 2016


عدد المشاهدات: 1602

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


تضمنت بعض المشاريع التي شاركت بتنفيذها لصالح جهات متنوعة استخراج نتائج توجهات الرأي العام الإعلامية، ومنها درجة المتابعة والمشاهدة والاستماع لمختلف القنوات التلفزيونية والاذاعية والصحف وغيرها.

 

ثمة نتيجة عامة يمكن استخلاصها بأن هناك تدافعاً ما بين القنوات الهادفة من دينية وثقافية وغيرها من القنوات - برغم الأدوات غير المتكافئة بينها - ، فمثلا تتصدر كلاً من إذاعة القران الكريم والغناء العربي الإذاعات الأكثر استماعاً  في الكويت حسب أخر تقرير بين يدي، وهكذا في أكثر من نتيجة في القنوات الفضائية التلفزيونية، و وسائل التواصل الاجتماعي و ومجالات القراءة وغيرها.

من الجوانب المهمة التي ربما لا يشعر بها الكثير من الناس أن القنوات و لاسيما ذات الوفرة المالية والثرية تصنع رأي عام متابع لها، ليس فقط بما توفره من جودة انتاج في كثير من الأحيان، وتنفق عليه بسخاء في برامجها، ولكن بما تلعبه في الرأي العام أيضا! فتصنع جمهورها، وتزيد من مشاهدتها عبر مختلف الطرق المهنية وغير المهنية كوضع الجوائز السخية بمبالغ طائلة جداً،  وثم أخذ أضعافها من جيوب الناس بطرق ذكية برسائل قصيرة ومبالغ زهيدة كتلك التي ما زالت تصلني منذ شهور من قنوات MBC  للمشاركة في مسابقة الحلم، وكذلك تستخدم هذه القنوات التأثير من خلال نشر نتائج بعض شركات استطلاعات الرأي والبحوث بأنها القنوات المتصدرة للتأثير على الناس فيصبح ما يطلق عليه تأثير الأغلبية Majority Effect .

ومن هنا نجد تفسيراً بكيف أصبحت  قنوات MBC   تتصدر نتيجة سؤالنا المفتوح (دون خيارات) عن القناة الأكثر مشاهدة، والذي كررناه أكثر من مرة على المستجيبين في مشاريع متنوعة في أكثر من دولة عربية.

تزداد الحيل في شهر رمضان المبارك - بكل أسف- وتكثر البرامج والمسلسلات، و ليس سراً أن الدعايات بشهر رمضان تتضاعف قيمتها، وتصل لحظات الافطار بالملايين عند بعض القنوات! وسمعت من أحد قادة وزارة الاعلام بأن المردود المالي في شهر رمضان من الدعايات يضاهي طوال العام حتى عند القنوات الحكومية! وفي دراسة ننفذها بشكل سنوي،  نلاحظ الاهتمام الكبير في تقرير شهر رمضان عن باقي تقارير العام وينتظره صانعي سياسات البرامج بفارغ الصبر!

وما قبل شهر رمضان تستنفر بعض شركات الدعاية والعلاقات العامة والحملات الاعلامية بمشاريع ودعايات، وكأننا سندخل معركة محددة الزمان والمكان عنوانها "رمضان" ! وحتى لو كان الكثير منها بدافع الربح واستثمار الفرص بغير مجال الطعام والشراب كالسيارات والأثاث وغيرها أيضاً!

أننا نحن من يساهم بصناعة هذه الهستيريا، وجلب القلق لأنفسنا، وانجاح خطط من يسرقون جيوبنا و أوقاتنا بأفضل الأيام بركة ودعاءً وعملاً صالحاً! نعم، فقد وضعنا أيدينا بأيدهم بكثرة مشاهدتنا ومتابعتنا على حساب العبادة والأمور النافعة وأعمال الخير.

نحتاج وقفة جماعية، ومعاهدة مع النفس لمقاومة شياطين رمضان الإعلامية، والدعاء بأن لا نكون من أدواتهم غير المباشرة لزيادة أرباحهم وخسران أموالنا وأوقاتنا الذهبية.

المصدر مجلة البيان 




- انشر الخبر -