أيها المسلمون : نزل الضيف الكريم بباكم - لفضيلة الشيخ ياسين الأسطل


تم النشر 08 يونيه 2016


عدد المشاهدات: 2116

أضيف بواسطة : أ.محمد سالم


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
 
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }  النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)  }الأحزاب .
أما بعدُ، فإن أصدق الحديث كتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ مُحْدَثَاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار، وبعد : 
يا أيها المسلمون :
 
{ أيها المسلمون : نزل الضيف الكريم بباكم  !}
 
العابدون المخلصون لله هم خير البرية ، فهم أصدقُ قولا ، وأخلصُ عملا ، وأسمحُ يدا ، وأسلمُ لسانا ، يتعرضون لنفحات الله ، يرجون رحمته ويخافون عذابه ، فيبذلون بينما الناسُ يضنون ، لا يرجون على بذلهم جزاءً من الناس ولا نوالا ، ولا يتطلعون من وراء أعبائهم إلا إلى الله سبحانه وتعالى ، فهو وحده معبودهم ، ورضاه دوماً مقصودهم ، وجنته على كل حالٍ مطلوبهم ، وما يقرب إليها مرغوبهم ، يغتنمون الأماكن العظيمة ، ولا أعظم من بيوت الله ، والأزمان الكريمة ، ولا أكرم من أيام الله ، وها يا عباد الله قد آن الأوان ، ودار الزمان ، أظلنا شهر رمضان ، الله أكبر ، شهركم أيها الأمة الإسلامية ، موسمٌ صالح ، ومتجرٌ رابح ، ما إن يبتدي حتى ينقضي ،  أياماً معدودات ، لعلكم تتقون ، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من عظيم اهتمامه يدعو الله أن يبلغه رمضان ، فقد روى الإمام أحمد في المسند والطبراني في معجمه الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان والبزار في المسند واللفظ للبيهقي قال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ، قَالَ: " اللهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ " ) .
وقد عرف السلف فضل ذلك ، قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان في كتابه المناهل الحسان : ( وقال عبد العزيز بن مروان: "كان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر فسلمه لنا وسلمنا له، وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والنشاط، وأعذنا فيه من الفتن".
وقال مُعلى بن الفضل: كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يُبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم. 
وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم: "اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني مُتقبلا" ) اهـ.
أيها الأحبة في الله :
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر به إذا هَلَّت بوادِرُه، أهلَ المدينة، روى النسائي عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " ، وفي لطائف المعارف للإمام ابن رجب رحمه الله قال : [قال بعض العلماء: هذا الحديث أصلٌّ في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان، كيف لا يبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟! كيف لا يبشَّر المذنب بغلق أبواب النيران؟ كيف لا يُبَشَّرُ العاقلُ بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشياطين؟! من أين يشبه هذا الزمانَ زمانٌ؟!] . 
عباد الله يا أيها المؤمنون :
بشارة واستبشار، فهو شَهرٌ يذكِّرُنا بالجنان لنعمل الصالحات، ويذكرنا بالنيران لنتجنَّب المعاصي والسيئات، شهرٌ يقوينا على الشيطان، حريٌّ به وجديرٌ أن يكون سيدَ الشهور على مر السنين والأعوام، ولياليه وأيامُه خيرَ الليالي والأيام.
فمع هذه البشرى وتلك الذكرى؛ تتشوقُ النفوس المؤمنةُ المطمئنةُ لإدراك أيامِه، وتدعو الله قائلة: (اللهم بلغنا رمضان) ، وهذا من تعظيم شعائر الله وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ، والفرح والاستبشار لأنه موسم تتضاعف فيه الأجور والحسنات، وتمحى فيه الذنوب والسيئات، أولئك يبشَّرون بقول الله تبارك وتعالى في سورة يونس: { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ }. وقد روى الإمام أحمد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان واللفظ له قال : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، أخبرنا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 
" أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا " بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مَرَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ وَلَا يَأْتِي - أَظُنُّهُ قَالَ: - عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ لَهُمْ مِنْهُ " بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَثَوَابَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ - زَادَ فِيهِ غَيْرُهُ - وَيَكْتُبُ وِزْرَهُ وَشَقَاءَهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ النَّفَقَةُ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ، وَيَعُدُّ فِيهِ الْمُنَافِقِينَ اغْتِيَابَ الْمُؤْمِنِينَ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَغُرْمٌ عَلَى الْفَاجِرِ " يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ .
إخوة الإيمان والإسلام :
فضل الله الصائمين وذكرهم في القرآن ، ففي سورة الأحزاب قوله سبحانه: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)} . وأعظم أجرهم بما لا  يماثله من العمل والأجر ، كما في الحديث عند البخاريِّ ومسلمٍ وأحمد - واللفظ للبخاري- قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 " قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) .
وفي هذا الحث ياعباد الله على العمل المصدق للقول ، والترجمة العملية للإخلاص بنكران الذات وتعظيمها بتقديم تعظيم الشريعة ، وتقديم أوامر الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حظوظ النفوس ، ورحمة الجاهل فلا يقابل جهله بالجهل ، بل يكون الصائم معه على حالٍ من الترفع في الأخلاق ، والامتثال في السلوك ، فيقول : إني امرؤٌ صائم .
 لهذا فلنحرص الحرص كله ، ولنخلص الإخلاص كله ، ولنقفو الأثر النبوي الكريم ، ولننهج طريق السلف القويم في كل العبادات وفي هذه العبادة ، حتى نتذوق كما ذاقوا ، ونستلذ كما استلذوا ، ونجنتي كما اجْتَنَوْا ، وإيانا جميعاً وتخرصات الخالفين ، وابتداعات المتنطعين ، التي تذهب برونق العبادة ، وبهاء العمل .
اللهم تقبل من الإحسان ما أحسنا ، وتجاوز عن الإساءة ما أسأنا ، فإنا من الخطا مقترفون ، لكننا بضعفنا وتقصيرنا معترفون ، وأنت الغني ونحن ذوو الافتقار والمسكنة ، فاعفُ عنا ياربنا إنك العفو الكريم.
أقول ما تسمعون ، واستغفر الله لى ولكم والمسلمين ، فاستغفروه يغفر لكم إنه السميع العليم الغفور الرحيم .
 
 
الخطبة الثانية
 
الحمد لله حمداً كثيرا يليق بجلاله وجماله ، والصلاة والسلام على نبيه محمد وصحبه وآله ، فآله هم السعداء ، وأصحابه هم الأوفياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم القيامة ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، أيها المؤمنون ، يا عباد الله : 
 
أيامكم في صيامكم معدودات ، فلتدرجوا للكمال ، يا أيتها المؤمنات ويا أيها المؤمنون ،{ لعلكم تتقون } ، إنه سبيل سلفكم الصالحين ولكن إيماناً واحتساباً ونية ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .رواه البخاري . 
واعلموا يا عباد الله  أن الله غنيٌ عنا لولا رحمته بنا لهلكنا ، فعبادة العابدين لا تزيد في ملكه ، ولا زهد الزاهدين ، كما أن معصية العاصين لا تنقص منه شيئاً ، ومن رحمة الله بنا يا إخوة الإسلام هذا الركن العظيم الرابع من أركان الإسلام الصيام ، هذه العبادة السامية ، والتي تسمو بصاحبها - راحمةً نفسَه من نفسِه – فتصير النفس الأمارة بالسوء نفساً لوامةً ثم تعلو به في مدارج السالكين لمنازل السائرين في مراقي الفلاح فتغدو نفساً مطمئنة حتى لكأنه مَلَكٌ من الملائكة ، لا يشغله طعامٌ  ، ولا يلهيه شراب ،شأنه التسبيح والتقديس ، و ديدنه التحميد والتمجيد لربه عز وجل ، وهو إما تالٍ لكتاب الله ، أوعامرٍ لبيت الله ،كما تسمو بصاحبها راحمةً إخوانه من بني آدم فيحسن ٍإلى الفقير ، ويعين المحتاج ، وفي صحيح البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه و سلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة ) ، فالخير كل الخير يعود على هؤلاء العابدين بعبادتهم لله سبحانه وتعالى .
أما من استمرأ اللغو والرفث والفحش والتفاحش ، فلم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ، فقد روى الإمام البخاري واللفظ له ،وأبوداود و  الترمذي وأحمد وسواهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) .
عباد الله : 
من أقبلَ على الله قُبِل ، ومن أدبر عن الله دُبِر ، فالقبول مع الإقبال ، فلنقبل في هذا الشهر على الله بالإقبال على عباده ، ولنصلح ذات بيننا ، ولنجمع كلمتنا ، ولنوحد صفنا ،طائعين لله فبه سبحانه صلاح الأحوال ، وقبول الأعمال ، فلنرفع أكف الضراعة بالابتهال ، اللهم فرج عنا الكروب يا علام الغيوب ، وارفع عظيم البلايا بجليل العطايا ، اللهم و اغفر لنا الذنوب والعيوب والآثام و الخطايا ، ووفقنا لتقبل منا الصيام والقيام ، وأكرمنا لتدخلنا الجنة دار السلام ، أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام .هداني الله وإياكم بالقرآن العظيم ، والحكمة سنة النبي العربي الكريم ، ألا وصلوا على البشير النذير ، و البدر السراج المنير ، سيد الأولين والآخرين ، وقائد الغر المحجلين ، اللهم صل وسلم ، وبارك وأنعم ،على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك ومنك وكرمك، يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام و المسلمين ، واحم حوزة الدين ، اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوما ، ولا تجعل فينا ولا منا شقياً ولا محروما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم اهد التائهين ، واغفر للمذنبين ، ورد الضالين ، اللهم تب على العصاة من أمة محمدٍ صلى الله عليه وسلم الخطائين المخطئين ، وارحم اللهم عبادك أجمعين ، اللهم إنا نستعيذ بك من شرور أهل الشرك والفساد ، والكفر والعناد ، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ،  اللهم أعزنا ولا تذلنا ، اللهم ارفعنا ولا تضعنا ، اللهم أغننا ولا تفقرنا ، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، اللهم خذل لنا ولا تخذلنا ، اللهم ربنا يا الله إنا نسألك مما سألك منه نبيك محمدٌ صلى الله عليه وسلم  وعبادك الصالحون ،ونستعيذك مما استعاذك منه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا ، وأجدادنا وجداتنا ، وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا ، وأعمامنا وعماتنا ، وأخوالنا وخالاتنا ، وأقربائنا وقريباتنا ، وجيراننا وجاراتنا، وجميع المسلمين يا -رب العالمين ، اللهم ربنا وفقنا لما تحب وترضى ، وأصلح اللهم أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك ، ولا تجعلها فيمن نابذك وعصاك ، اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك الأئمة المسلمين ، وارعه برعايتك أوليائك المتقين ، واشمله بنصرك وتأييدك السابقين الأولين ، اللهم وفقه وإخوانه ولاة أمر المسلمين وخذ بأيديهم لسياسة الدنيا وحراسة الدين ، وارزقهم البطانة الصالحة التي تأمرهم بالخير وتحثهم عليه ، وجنبهم البطانة السيئة التي تأمرهم بالشر وتحثهم عليه ، اللهم يا الله نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجعل لنا خير الآخرة والأولى ،برحمتك يا أرحم الر احمين ، وصل اللهم وسلم وبارك وأنعم على نبيك محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين .



- انشر الخبر -