أشادت عائلات المغدورين الذين أعدمت الأجهزة الأمنية في غزة قتلة أبنائهم، يوم الثلاثاء، بتنفيذ الحكم، فيما طالبت عائلات مغدورين آخرين لم يتم تنفيذ أحكام الإعدام بحق قتلة أبنائهم بسرعة التنفيذ.
ونفذت وزارة الداخلية، فجر اليوم، أحكام الإعدام بحق ثلاثة مدانين بجرائم قتل "مروعة"، بحضور عائلات القتلى، ولفيف من قادة الأجهزة الأمنية وشخصيات دينية وحقوقية وفصائلية.
ارتياح كبير
وبدت ملامح الارتياح على وجه المواطنة "أنصاف" زوجة المغدور الصراف عبد القادر برهوم، قبل خمس سنوات، والتي كانت ضمن من حضروا تنفيذ الإعدام.
وقُتل الصراف "برهوم" (52 عامًا) إثر تعرضه للضرب على رأسه بمطرقة وسلب أمواله، من قبل "م.ع".
وتقول زوجة المغدور لمراسل "صفا": "نحن سعداء جدًا اليوم، فقد تحققت العدالة، بعد معاناة استمرت خمس سنوات، تخللها القلق والخوف من هرب الجاني أو خروجه، واليوم قررنا فتح بيت عزاء لاستقبال المُعزيين".
وتضيف برهوم "تم إبلاغنا مساء أمس أن الإعدام سينفذ اليوم بحق القتلة، ومنذ تلك اللحظة لم نصدق أنفسنا، وبحلول الرابعة فجرًا وصلنا إلى مكان التنفيذ وكنا سُعداء لتلك اللحظة".
وتتابع "الإعدام يردع من يفكرون بالقتل، ويُجنب المجتمع الفلسطيني من تكرار حوادث القتل المروعة، ويمنع زعزعة أمن المُجتمع".
"بيت للتهاني"
من ناحيته، يؤكد محمود الأسطل شقيق المغدور الصراف فضل (50 عامًا) والذي قُتل قبل نحو سنتين، أنه سعيد اليوم في جلوسه في خيمة أسماها "بيت للتهاني، وليس للتعازي".
ويوضح "الأسطل" في حديثه لمراسل "صفا" أن عائلته أحست بسعادة غامرة لتطبيق شرع الله بحق أحد القتلة، بعد أن قدمت عائلته على مدار السنوات الماضية تجاوبًا كبيرًا مع الأجهزة الأمنية ولجان الإصلاح، والتزمت بالقانون.
ويلفت إلى أن عائلته لم تثر الفوضى والشغب احتجاجًا على التأخير في تنفيذ القصاص بحق نجلهم، وإنما "ترك الأمر لجهات الاختصاص وصبرت أعوام على هذا الحُكم لحين تم تنفيذه".
ويقول الأسطل: "كان يفترض أن يُنفذ الإعدام فورًا، لكننا صبرنا"، مُثمنًا دور الجهات المُختصة التي كان لها دور في إتمام الحُكم".
استكمال الأحكام
أما ساجد نجل الصراف المغدور أمين علي شراب (60 عامًا) من خان يونس، والذي قُتل على يد مجموعة نفذت عملية سطو على محله وسط المدينة قبل ثلاث سنوات، فكانت فرحته ممزوجة بالألم.
وتساءل شراب الذي لم يُنفذ القصاص بحق قتلة والده بعد، عن موعد تنفيذ الإعدام، "فجرح عائلتنا لم يبرأ بعد".
ويقول شراب لمراسل "صفا": "سعدنا بخبر تطبيق حكم الإعدام بحق ثلاثة مُدانين، لكن أتمنى ألا يكتفوا بذلك، فكُل من سولت له نفسه استباحة دماء الناس، يجب إعدامه".
ويضيف شراب: "يجب ألا يكون تنفيذ تلك الأحكام يرضى بعض الأطراف على حساب آخرين يتنظرون منذ سنوات؛ وبالتالي لا بُد من تنفيذ الأحكام بحق كافة المُجرمين".