طلبة غزة يقدمون أبحاثاً راقية في أول مؤتمر علمي طلابي على مستوى فلسطين


تم النشر 26 مايو 2016


عدد المشاهدات: 1947

أضيف بواسطة : إبراهيم محمد


قدّم طلبة المدارس الحكومية في محافظات غزة 19 بحثاً علمياً  محكماً تقدم حلولاً وإجابات شافية للعديد من القضايا التعليمية وقضايا تخص الواقع الفلسطيني المعاش.

جاء ذلك خلال أول مؤتمر علمي بحثي مدرسي بعنوان “نحو جيل بحثي واعد” نظمته وزارة التربية والتعليم العالي بغزة في ختام تنفيذ مشروع نشر ثقافة البحث العلمي في المدارس والذي طبقته الوزارة  في مدارسها في العام الدراسي الحالي بهدف غرس ثقافة البحث لدى الطلبة وتشجيعهم وتمكينهم من إجراء أنشطة بحثية متنوعة،

وأوصى الطلبة في ختام مؤتمرهم الذي عُقد في الجامعة الإسلامية بغزة بضرورة الاستمرار في تنفيذ مشروع نشر ثقافة البحث العلمي في المدارس في فلسطين وعلى شريحة أوسع من الطلبة، والاتجاه نحو التعليم الالكتروني واستخدام وسائل جديدة مثل البرامج الافتراضية والبرامج المحوسبة ومواقع التواصل الاجتماعي، وتعزيز الانتماء الوطني لدى الطلبة من خلال الإذاعة المدرسية، كما أوصى المؤتمرون بضرورة أن تكون نسبة النترات في خبز المقاصف المدرسية وفق المعايير الدولية، وإرشاد الطلبة للإقلال من تناول المشروبات الغازية، والاهتمام بزيادة الرعاية الصحية للمرضى بالمستشفيات، والاهتمام بسلامة الأسنان عند الأطفال، ومعالجة أسباب عزوف الطلبة عن الالتحاق بالتعليم المهني والفرع العلمي، وضرورة استخدام أساليب جديدة في تدريس اللغة العربية ومعالجة الأخطاء الإملائية عند الطلبة وخاصة المتعلقة بالهمزات ومواضعها المختلفة، وتعريف الطلبة بمظاهر الانتهاكات الصهيونية للمشهد الثقافي في القدس، كما دعا الحضور إلى الاستفادة من النفايات المدرسية بما يعود بالفائدة على البيئة والمدرسة والطلبة أنفسهم،  ومعالجة مظاهر تسول الأطفال ووضع البرامج الخاصة لتأهيلهم.

وهذه الأبحاث التسعة عشر تم اختيارها لتعرض في المؤتمر من ضمن عشرات البحوث التي قدمها الطلبة خلال مؤتمرات بحثية مصغرة عُقدت قي المدارس والمديريات بوقت سابق حيث جرى متابعتها وتقييمها من قبل المعلمين واللجان الخاصة بتنفيذ المشروع.

و أدار الطلبة المؤتمر بواقع 3 جلسات حيث تمحورت الجلسة حول مجال التعليم الإلكتروني والعلوم الاجتماعية  وفيها تم تقديم البحوث التالية: أثر توظيف برنامج محوسب في تدريس مبحث الرياضيات على التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف العاشر في مدارس شرق خان يونس، واتجاهات طلبة المرحلة الثانوية في محافظة غزة نحو التعليم الإلكتروني، وأثر توظيف مختبر الكيمياء الافتراضي على زيادة التحصيل الدراسي لدى طلبة الصف العاشر في محافظة غزة، وأثر مواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف العاشر في محافظة رفح، ومظاهر الانتهاكات الإسرائيلية للمشهد الثقافي في القدس، و ظاهرة التسول في مدينة غزة وسبل القضاء عليها.

أما الجلسة الثانية فكانت حول العلوم التطبيقية والصحية وفيها قدم الطلبة البحوث التالية: أثر الموجات الكهرومغناطيسية على نبات الزينة المزهرة، ودور الرعاية الطبية لمرضى الفشل الكلوي في مجمع ناصر الطبي ،  وأثر تناول المشروبات الغازية على نمو العظام عند طلبة المرحلة الأساسية العليا في مدارس محافظة غزة، ومدى الاستفادة من النفايات الصلبة في مدارس محافظة رفح ” مدرسة شفا عمرو الأساسية أنموذجًا”، والآثار المترتبة على وجود النترات في خبز المقصف المدرسي في المدارس الثانوية في محافظة غزة، وأسباب تلوث المياه في محافظة خان يونس وأسباب تسوس الأسنان لدى الأطفال في محافظة الوسطى والطرق المقترحة للوقاية منها.

أما المحور الثالث للمؤتمر العلمي المدرسي فكان في مجال العلوم التربوية وفيه تم تقديم عدة بحوث منها: أسباب عزوف طالبات الصف العاشر في مدارس شرق غزة عن الالتحاق بالتعليم المهني من وجهة نظر المعلمات، وأثر استخدام الدراما في الاستعارة المكنية و التصريحية على تنمية التحصيل الدراسي لدى طالبات الصف العاشر في مدارس شمال غزة، وعزوف طلبة الصف العاشر في مدارس غرب غزة عن الالتحاق بالفرع العلمي” الأسباب والحلول، ودور الإذاعة المدرسية في تعزيز الانتماء الوطني لدى طلبة المرحلة الثانوية في مدارس شرق خان يونس من وجهة نظرهم، وأسباب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بين طالبات  المرحلة الثانوية في محافظة الوسطى من وجهة نظر الطالبات، والأخطاء الإملائية الشائعة بين طالبات الصف العاشر في مدارس شمال غزة والحلول المقترحة لعلاجها.

وحضر المؤتمر العلمي د. زياد ثابت وكيل وزارة التربية والتعليم العالي ود. أيمن اليازوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي، ود. عادل عوض الله رئيس الجامعة الإسلامية، ود. أنور البرعاوي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، ود. سهيل دياب رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع البحث العلمي، ود. خالد النويري مسؤول مجلس البحث العلي بالوزارة، وحضور شخصيات رسمية ونواب تشريعي وشخصيات اعتبارية، وكذلك حضور عدد من المديرين العامين ومديري التربية ، وجميع الطواقم الخاصة بلجنة مشروع نشر ثقافة البحث العلمي في المدارس إضافة إلى شخصيات رسمية واعتبارية وحضور عشرات الطلبة الباحثين وأولياء الأمور ووسائل الإعلام.

وقدّم الدكتور ثابت الشكر لجميع الطلبة الباحثين كما قدّم الشكر لجميع القائمين على المشروع من لجان بالوزارة ومديري مدارس ومشرفين ومعلمين، والشكر للجامعة الإسلامية، موضحاً أننا اليوم نقف أمام إنجاز مهم وهو أول مؤتمر بحث علمي مدرسي يديره طلبة المدارس حيث يقدمون أبحاثا علمية تعالج عدة قضايا مهمة،  متمنياً أن نرى هؤلاء الطلبة الباحثين والباحثات من علماء المستقبل.

وبين ثابت أن هذه الأبحاث جاءت من إبداع الطلبة بعد أن استفادوا من مشروع الوزارة المهم وهو نشر ثقافة البحث العلمي في التعليم العام والمدارس، مؤكداً أن الوزارة تواصل من خلال هذا المشروع اهتمامها بتشجيع التميز الطلابي إضافة إلى تشجيعهم على البحث العلمي وخلق جيل لديه قدرات بحثية يقود الوطن للنهضة والتنمية.

وأكد ثابت أن مشروع البحث العلمي ضمن عدة خطوات تقوم بها الوزارة لتشيع دخول الطلبة للفرع العلمي والتميز فيه لخدمة بلدنا ، فكان هناك تنظيم لبرامج راقية في هذا المجال وآخرها مسابقة الابتكار العلمي  في المدارس والتي ظهر خلالها ابتكارات واختراعات علمية طلابية غاية في الأهمية، مبينا أن هذا كله أدى إلى زيادة نسبة دخول الطلبة في الفرع العلمي هذا العام بنسبة6%

ولفت وكيل الوزارة  أن اهتمام الوزارة بالإبداعات لا يركز على الجانب العلمي والتقني فهناك نشاطات وبرامج راقية تهتم بالجانب الأدبي والعلوم الإنسانية والفن والرسم والرياضة وغير ذلك.

من جهته أكد اليازوري أن الوزارة تفخر بالطلبة الباحثين  وطلبة مدارسنا بشكل عام الذين لديهم إبداعات حقيقية ، موضحا أننا  أطلقنا مشروع البحث العلمي  لأن مجال البحوث هو ركيزة أساسية من ركائز تقدم الأمم وعُلو شأنها، فهو المنطلق الأول الذي تقوم عليه الصناعات والابتكارات  وتُبنى من خلاله السياسات، وعن طريقه يتوصل المجتمع إلى حلول للكثير من المشاكل التي تواجهه.

ونوه اليازوري إلى أننا نسعى من مشاريعنا البحثية في المدارس إلى إيجاد العلماء الصغار وتنشئتهم العلمية السليمة وإيجاد جيل بحثي مستقبلي يهتم بالمعرفة وينتج المعرفة الجديدة التي ترتقي بوطنه، كما سيتم  تطوير المشروع في العام القادم بشكل اكبر.

وأكد اليازوري أن الوزارة  وفي ظل اهتمامها بالبحث العلمي في المدارس فإنها بصدد تطوير مجال البحوث العلمية في الجامعات وهناك خطط لوضع نظام لإجازة وتراخيص الدوريات العلمية وإعداد دليل وطني عن الرسائل الجامعية والاهتمام بمضامين البحوث ونوعيتها.

بدوره أشاد عوض الله بالمؤتمر الطلابي ومشروع نشر ثقافة البحث العلمي في المدارس موضحا انه إذا أرادت الأمة أن تفهم مشكلاتها بشكل سليم فعليها بالبحث العلمي  وما قامت به وزارة التعليم من تعميم ثقافة البحوث العلمية في التعليم العام هو أمر بالغ الأهمية فيجيب أن نركز على البحث العلمي منذ الصفوف الأولى.

من جهته قدم د. النويري في كلمته نبذه تفصيلية عن مشروع نشر ثقافة البحث العلمي في التعليم العام منذ انطلاقته بداية العام الدراسي الحالي وتشكيل اللجان التوجيهية والتقييمية وصولا لتنظيم هذا المؤتمر الختامي.

وأوضح النويري انه تم تطبيق المشروع على مرحلة طلبة الصف العاشر الأساسي في المدارس الحكومية كون هذه المرحلة فاصلة بين التعليم الأساسي والثانوي، وسيتم في الأعوام المقبلة تعميم المشروع على مراحل أخرى.

وبين النويري أن جميع طلبة الصف العاشر تلقوا مادة اثرائية في مجال مهارة البحث العلمي، كما تم اختيار 35 مدرسة حكومية على مستوى القطاع تضم الصف العاشر بواقع 800 طالب وطالبة، وتم عمل لقاءات تدريبية للطلبة وأتيحت الفرصة لهم لكي يقوموا بعمل أبحاثاً علمية في مجالي العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية.

وأكد النويري انه تفاعل الطلاب والطالبات مع المشروع وقدموا أبحاثاً راقية تقدم حلولاً وإجابات شافية للكثير من المشكلات التي يعاني منها الواقع الفلسطيني والإنساني كما تم عقد العديد من الأيام الدراسية البحثية في المدارس بواسطة جلسات يديرها الطلبة الباحثون وبإشراف من اللجان المختصة.

5

7

6

1

12

4

 




- انشر الخبر -