بقوة يُمسك اللاعب الأمريكي "جيس مارك" عجلات كرسيه المتحرك ويدفعها سريعًا ليصوب الكرة تجاه لوحة الهدف، ليحاول بذلك تمرير أكبر قدر من المعلومات والحركات لنظرائه المدربين في قطاع غزة، في أقل فترة زمنية.
وحتى يتمكن "مارك"، وهو مدرب وخبير من ذوي الإعاقة، من تحقيق نتائج مرضية بإداء مدربي ولاعبي أندية غزة لكرة السلة على الكراسي المتحركة، كان عليه القدوم للقطاع للعام الثاني على التوالي، لمواصلة التدريب وبكثافة على مدار 3 أسابيع.
ولذلك فهو لا يدخر جهدًا لتدريب يومي مكثف في ملاعب فرق أندية غزة التابعة لذوي الاحتياجات الخاصة حركيًا، لمضاعفة قدراتهم ومهاراتهم الرياضية المختلفة وخاصة كرة السلة، استعدادًا لأي مشاركة محلية ودولية يمثلون عبرها فلسطين.
وكل يوم كعادته ينشغل "مارك" بتدريب متدربيه أكثر فأكثر، فهوايته لعديد الألعاب الحركية صنعت منه مدربًا لعدة دول بينها فلسطين، يقول الرجل الذي يعاني من إصابة في النخاع الشوكي وهو في الـ19 من عمره، ولم تمنعه عن ممارستها.
وبالكاد تجد متسعًا من الوقت لدى المدرب الأمريكي حتى تتمكن من الحديث معه، فانشغاله بالتدريب مع الفرق الرياضية يأخذ جزءا كبيرًا من وقته، أما سعيه المتواصل للوصول إلى نتائج مبهرة فذلك حكاية أخرى.
يقول "مارك" الذي التقاه مراسل "صفا" لبرهة من الوقت إن استمرار اللاعبين بممارسة رياضة كرة السلة سيحقق لهم أحلامهم، مضيفًا "إذا كنت مُعاقًا حركيًا أو غيره فالرياضة ستساعدك لتحقيق أحلامك. فقط حاول ولا تيأس".
ويضيف في حديثه: "سأواصل التدريب هنا في غزة بمختلف أنديتها لحين الوصول لنتائج جيدة تجعلني سعيدًا بها".
وسيشرف "مارك" على تدريب المدربين واللاعبين بأندية ذوي الإعاقة على مدار 3 أسابيع، وسيتوج هذا الجهد المكثف بمباراة نهائية في قاعة "سعد صايل" في مدينة غزة لكافة الأندية التي تلقت التدريب.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي نسقت دخوله لغزة عبر حاجز بيت حانون شمال القطاع، تقول على لسان الناطقة باسمها سهير زقوت ل"صفا" إنها أجرت اتصالاتٍ عدة لدعم الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة، توجت بالوصول لـ"مارك"، مبينة أنها ستواصل جهودها لتطوير مهاراتهم.
إضافة نوعية
رئيس اللجنة البارالمبية في غزة كامل أبو الحسن يرى في حضور "مارك" لتدريب لاعبي غزة إضافية نوعية مميزة ستُضفى انتصارات رياضية مع الأيام على الأندية؛ مشيرًا إلى أن هذا سيُعطيهم دفعة قوية وكبيرة للاستمرار وتحقيق نجاحات أفضل.
ويوضح أبو الحسن لوكالة "صفا" أن "مارك" أضاف خبرة كبيرة لمتدربيه خلال دورة استمرت أسبوعًا كاملًا، ومنحهم دفعة كي يُسقطوا ما استفادوه منه عمليًا على اللاعبين، مبينًا أنه يُتابع نتاج تدريبه الذي ظهر جليًا عليهم وبنسب ممتازة عليهم.
ويرى أن الأندية الفلسطينية بحاجة ماسة لعديد المدربين لتطوير أداء مدربي الأندية ولاعبيها، لافتًا إلى أن تلك الأندية بحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية والمستلزمات، كون "الحروب أوجدت أعدادًا أكبر من ذوي الإعاقة من أصحاب الطاقات".
همة عالية
وارتسمت على وجوه اللاعبين سعادة بالغة أثناء استماعهم لتوجيه المدرب "مارك" الذي تركهم لمُدرب النادي ليشرع بتطبيق ما تعلمه من حركات متطورة للجسد والمهارات الفردية في الملعب، وهو يراقبهم ويعطي توجيهاته عن قُرب.
رمزي الفجم (40عامًا) لاعب أصيب بالشلل في الرابعة من عمره يقول: "منذ 15عامًا ألعب كرة السلة وها أنا أنتقل اليوم نقلة نوعية مما تعلمته من مارك، فهو أضاف مهارات جديدة لنا وأدركنا كيفية التعامل مع الكرسي المتحرك، وغير ذلك".
ويذكر أن اللاعب يحتاج لهكذا أشخاص وإلى للسفر دون قيود لاكتساب الخبرات؛ الأمر الذي وافقه فيه زميله محمد شعت(37عامًا)، الذي يؤكد هو الأخر على أهمية قدوم مدربين للقطاع، لما لهذا من دور كبير في تطويرنا.