طالبة تنجح في ابتكار مستحضر طبي للبشرة
تم النشر 25 مايو 2016
عدد المشاهدات: 1455
أضيف بواسطة : إبراهيم محمد
ينفق العرب سنوياً حوالي 3 مليارات دولار على مستحضرات التجميل وهو مبلغ كبير جداً إذا ما قورن بحجم الإنفاق على السلع والمواد الأخرى، حيث لم تعد مستحضرات التجميل ومشتقاتها مقتصرة على النساء فقط بل أصبحت تلقى رواجاً لدى الذكور أيضاً، وهذا الحجم الكبير من الإنفاق يعطينا مؤشراً على حجم وضخامة هذا السوق ومدى رواج هذه السلع وما تحققه من أرباح وعائد مادي كبير يعود على الشركات والأفراد العاملين في هذا المجال، هذا احد الأسباب الرئيسية التي دفعت الطالبة سلوى شاهين من الصف الحادي عشر “علمي” بمدرسة شهداء المغازي الثانوية “أ” للبنات للاجتهاد والعمل الدءوب من أجل أن يرى مشروعها الذي طالما حلمت بتنفيذه النور وهو إنتاج مستحضرات تجميل من خامات البيئة وتقليل نسبة المواد الكيماوية والمركبات المستخدمة فيه، و هو عبارة عن مستحضر تجميلي يحتوي على زيوت طبيعية وأيضاً مادة الجلسرين المرطبة للبشرة وتم الحصول على الجلسرين من خلال كريم الترطيب NIVEA، مما جعل هذا الابتكار والذي أطلقت عليه VELVET CREAM يفوز بالمركز الثالث في مسابقة الابتكار العلمي التي نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي.
بشرتي هي حقل تجاربي الأول..
لأني من ذوي البشرة الحساسة والتي لا تستجيب عادةً لكثير من المستحضرات، فأنا مهتمة بأنواع المستحضرات ومكوناتها وبما أن المستحضرات تحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تؤثر على البشرة وخاصة الحساسة منها فلقد راودتني فكرة استغلال المواد الطبيعية في إنتاج المستحضرات.
الخطوات الأولى في سلسلة التجارب التي أجريتها على المشروع كانت في البيت وبعدها في الصيدلية ومن ثم قمت بعرضها على المدرسة, وتوضح سلوى أن أول حقل تجربة لمستحضراتها هي بشرتها، فقد قمت بتجربة المستحضر على بشرتي أولاً لأن بشرتي من النوع الحساس وفوجئت بالنتيجة والفرق والنعومة قبل وبعد المستحضر، ووقتها قررت عمل عينات على صديقاتي في المدرسة وقمت باختيار ثلاث زميلات ذوات بشرات متنوعة وبعد أيام قليلة من استخدام المستحضر ظهرت النتائج وكانت مبهرة وفعالة وساعدت في معالجة وتفتيح البشرة.
تشجيع ومساندة المعلمة والمدرسة للفكرة ..
توضح المعلمة فدوى أبو سلمية بأن سلوى من الطالبات المجتهدات والمتميزات في كافة المجالات وانها تسعى دائما إلى التميز والإبداع، وتضيف انها اقتنعت بفكرة المشروع الذي قدمته وعرضته عليها سلوى وبدورها قامت المعلمة أبو سلمية بتقديم المشروع والفكرة لإدارة المدرسة التي رحبت بالفكرة وقدمت الدعم والمساندة لتنفيذ وإنجاح المشروع وتحويل الحلم إلى حقيقة.
وتقول سلوى كان لمعلمتي الدور الكبير في إنجاح مشروعي الذي قمت به فكنت أقوم باستشارتها عن دور بعض المركبات التي استخدمها في مشروعي عن مدى تأثيرها ونتائجها على البشرة.
دور الأسرة في تحويل الفكرة إلى واقع..
تقول الطالبة سلوى شاهين بأن فكرة ابتكار مستحضر التجميل تراودها منذ نعومة أظافرها لكنها كانت مجرد فكرة وحلم وما كانت لترى النور وتدخل عالم التطبيق لولا دعم ومساندة الأهل للفكرة خاصة أنها تنتمي لأسرة تمتلك صيدلية كما يعمل والدها في بيع وتسويق الأدوية والمستحضرات الطبية الأمر الذي شجعها على الاستمرار في محاولاتها وعدم اليأس، حيث كانت تذهب بين الوقت والأخر إلى الصيدلية لأخذ النصيحة والاستشارة بخصوص بعض المركبات التي تستخدمها في تجاربها والاستفسار عن إمكانية دمج عدة مواد ومستحضرات معاً من اجل إنتاج المستحضر الخاص بها.
أهمية المستحضر وما يميزه عن غيره..
يعرف عن مستحضرات التجميل أنها مكلفة وباهظة الثمن لذا فهي تشكل مصدر قلق وإرهاق لكثير من العائلات خاصة مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، لذا فان هذا المستحضر يتميز بقلة تكلفته ورخص ثمنه مقارنة بباقي المستحضرات المتوفرة في الأسواق.
وتؤكد شاهين أن أهمية مشروعها بالإضافة إلى قلة التكلفة هي كونه مستخلص من مواد طبيعية حيث يتكون من زيت اللوز الحلو وزيت الياسمين ومستحضر NIVEA وأن نسبة المواد الكيميائية والمركبات فيه قليلة وهذا ما يميزه عن باقي المستحضرات التجميلية الصناعية المتوفرة في الأسواق والتي تحتوي على نسبة كبيرة من المواد الكيمائية التي تشكل خطورة وتضر بالبشرة، إضافة إلى أن المستحضر يعالج العديد من مشاكل البشرة كمعالجة جفاف البشرة وتفتيحها والتعامل مع البشرة الحساسة.
وفي نهاية الحوار عبرت سلوى عن سعادتها البالغة بفوز مشروعها بالمركز الثالث في مسابقة الابتكار العلمي الذي نظمتها وزارة التربية والتعليم العالي وأهدت هذا الفوز إلى أسرتها ومعلمتها ومدرستها وكل من وقف بجانبها وساعدها حتى وصلت إلى هذا النجاح، وتمنت أن يجد مشروعها الدعم والتمويل حتى يصبح علامة تجارية ويساعد المجتمع في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني.