فرحة الإفراج عن الأسير المحرر الصحفي محمد القيق؛ عمّت ربوع وأرجاء فلسطين كافة؛ وكانت الفرحة أقوى وأكبر عند ذويه، وكل من ذاق طعم السجن ومرارة القهر وفقدان الحرية والذي طال تقريبا؛ كل فلسطيني حر وشريف.
من فرحة وبهجة الإفراج؛ خرجت معانٍ تنعش وتحرك الأقلام والأفكار، فهذه هي الأحداث تدفع بعضها بعضا كصيرورة تاريخية لا تتوقف؛ فلا القيد باق ولا زرد السلاسل، ولا السجن يبقى مغلقا على الأسرى الأبطال.
مع الفرحة بالإفراج عن الأسير المحرر محمد القيق، كانت مدرسة القيق خلال أسره؛ جوعى وعطشى لحرية فلسطين بأزقتها وشوارعها وحاراتها وبجبالها ووديانها وينابيعها، وهي علمت أبناء فلسطين كيفية التحدي والإنجاز رغم أن المسير طويل، والزاد قليل، والأعمال بخواتيمها، وقصيرو النفس عليهم أن يتنحوا جانبا ليفسحوا الطريق لمن يريد العمل والإنجاز؛ لا أن يغلقوا كافة الطرق أمامهم.
كان القيد للأسير المحرر القيق كخلخال، والسجن خلوة وتفكر وقراءة قرآن، وسجل نصرًا على المحتل الغاصب بطول الصبر والإرادة الفولاذية في مواصلة إضرابه، وانتزاع حقه نزعا من حلوق جلاديه.
بثبات الواثق من نصر الله؛ رسم القيق حدود الوطن المسلوب، قلبه كان ينبض بالحياة، وينثر الورد والرياحين في ربوع الوطن، بمعاني المحبة ودروس حب الوطن، كيف تكون بالأفعال لا بالأقوال.
استطاع القيق برغم صلابة جدران زنزانتة الصخرية المقرورة الجدران؛ أن يشقها لينساب منها الماء السلسبيل؛ فهو كان لا يعبأ ولا ينكسر رغم القيد والسجان؛ وواصل دورة الحياة بعزة وديمومة قلّ نظيرها لعيون فلسطين.
خطّ القيق للوطن، ورسم له طريق الحرية مع الأسرى الأبطال: حسن سلامة ومروان البرغوثي وسعادات وعبد الناصر عطا الله وثائر حماد وعباس السيد وعبد الله البرغوثي؛ والقائمة تطول وتطول.
مدرسة الأسير المحرر القيق التي أدخلت الفرحة على نفوس الشعب الفلسطيني؛ كانت خلال إضرابها الذي استمر 94 يوما، ترسم خيوط الأمل والفخر والعزة والكرامة، وكانت الحصن المنيع في الذود عن كرامة وشرف الأمة، وكانت لحظات صبر أقوى من الجدران والزنازين والأسلاك الشائكة، وأقوى من كل طواغيت الشر.
ها هي البسمة تعود بالإفراج عن القيق؛ وتعود أيضا لكل قوى الشعب الفلسطيني كافة مجسدة العودة للوحدة تضم الجميع نحو حرية الوطن وكنس الاحتلال. أرأيت يا أسيرنا المحرر كيف فرحة الإفراج عنك توحدنا وتلم شملنا.!
الفرحة بالإفراج عن القيق؛ حركت المياه الراكدة ليخرج من بين حبيباتها وقطراتها الخير والبشائر والبركات بقرب توحّد الجميع في بوتقة التخلص من الاحتلال، فما دامت حالة الأسر توحدنا، والدم والهدف والعدو واحدًا؛ فلمَ الفرقة والانقسام؟!
قريبا وبعون الله؛ في صفقة وفاء الأحرار الثانية؛ ستعم الفرحة كل الوطن الجريح، في القدس والداخل والضفة الغربية وقطاع غزة، والدول العربية الشقيقة، نحو الفرحة الكبرى بالحرية؛ عبر طرد المحتل الغاصب من مختلف ربوع الوطن الجريح، الذي ظن المحتل يوما أنه بجبروته سيملكه للأبد.
المصدر المركز الفلسطيني للإعلام