غزة- عقدت جمعية دار الكتاب والسنة الدورة العلمية المكثفة "شرح المنظومة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية"، وذلك في فرعها بمدينة غزة، بحضور نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الشيخ نعيم اللحام، ولفيف من المشايخ والدعاة، وبمشاركة نحو 150 طالب من طلبة العلم الشرعي بمحافظات غزة الخمس.
وأكد منسق الدورات العلمية بالجمعية الشيخ محمود حمدان، أهمية الدورات والمجالس الدعوية والعلمية، خصوصاً التي تعنى بتوضيح وبيان أصول منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة، لاسيما في ظل هذه الظروف والأوقات العصيبة التي تشهد بروز العديد من الفرق الضالة، والتي تعصف بحال الأمة العربية والإسلامية.
وشدد على حرص جمعية دار الكتاب والسنة على عقد الدورات العلمية المتلاحقة، التي يؤمها المئات من طلبة العلم الشرعي من مختلف محافظات غزة، بما يخدم وينفع الدعوة الإسلامية والمجتمع على حد سواء.
وأوضح الشيخ حمدان، أن الدورة المكثفة تُعقد يوم الأربعاء من كل أسبوع، وتستمر لمدة ستة أسابيع، والمواصلات فيها مؤمنة ذهابا وإيابا للطلاب من كافة محافظات غزة، إضافة إلى أنه قد تم توزيع متن المنظومة مجاناً على جميع الطلبة المشاركين بالدورة، بهدف إثراء اللقاءات، وتدوين كافة الملاحظات المهمة على كراسات الطلبة.
بدوره استهل فضيلة الشيخ الداعية فؤاد أبو سعيد، شرحه للمنظومة اللامية التي تضم 16 بيتاً، بسرد مختصر لسيرة الإمام صاحب الأبيات، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، لافتاً إلى نشأته وحياته ومواقفه، وأبرز مؤلفاته وكتاباته.
وتطرق إلى شرح الأبيات الأولى للقصيدة التي بدأت بالسؤال عن المذهب والعقيدة، وبيان أنواع الهداية، التي أوضحها الله تبارك وتعالى على أربعة أنواع هي: هداية الفطرة، وهداية الدلالة والإرشاد، وهداية التوفيق، والهداية في الآخرة إلى الجنة أو النهار، إضافة إلى حب الصحابة رضي الله عنهم، واتباع هداهم للوصول إلى رضى الله تبارك وتعالى.
وقال الشيخ أبو سعيد: "والله ما جاءت به أبيات القصيدة، كلام يكتب بالذهب، وعلى الإنسان المسلم أن يصغي بسمعه إلى هذا الكلام الطيب حتى يكون على بر الأمان، وهذا هو المنهج الحق الذي لا مرية فيه ولا جدال، ولا انثناء عنه لأنه المنهج الواضح المستقى من المعين الصافي".
ولفت، إلى أنه يعتمد في شرحه لأبيات القصيدة، لتوضيح مصطلح كل كلمة، من اللغة أو من العقيدة أو من الفقه أو من الأصول، علاوة على حرصه لإرجاعها إلى أصلها، مشدداً على أن هذا هو منهجه في التدريس الذي يعتمد على إرجاع الأمور لأصولها.
واختتم الشيخ أبو سعيد بقوله: "لعل الرقائق في هذه الأبيات تكون قليلة، لكن العلم يكون فيه كثيراً، وأهم أمر في شرحنا لأبيات المنظومة اللامية لشيخ الإسلام ابن تيمية هو تقعيد القواعد".
جدير بالذكر أن اللقاءات العلمية تُثرى في نهاياتها بفتح المجال للنقاش وطرح الأسئلة المتنوعة من قبل الطلاب، والتي يجيب عليها فضيلة الشيخ أبو سعيد.