المركز الفلسطيني للإعلام
صادف يوم أمس السبت، الذكرى السنوية الـ 28 لاستشهاد القيادي في حركة "فتح" وعضو لجنتها المركزية، خليل الوزير "أبو جهاد"، إثر عملية اغتيال "إسرائيلية" تولّى قيادتها رئيس وزراء الاحتلال الأسبق إيهود باراك.
ولد "أبو جهاد" عام 1935 في مدينة الرملة، وغادرها إلى غزة إثر الحرب "الإسرائيلية" عام 1948 مع أفراد عائلته، ودرس في "جامعة الإسكندرية"، ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من عام، قبل توجّهه إلى الكويت التي لازمها حتى عام 1963، وفيها تعرّف على الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة "فتح".
في عام 1963 غادر خليل الوزير الكويت قاصداً الجزائر التي سمحت سلطاتها آنذاك بافتتاح أول مكتب لحركة "فتح" فيها؛ وتولّى "أبو جهاد" مسؤوليته، كما حصل أيضاً على إذن من الحكومة بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
غادر الشهيد "أبو جهاد" الجزائر عام 1965 إلى دمشق؛ حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكُلف بالمسؤولية عن العلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش "الإسرائيلي" في منطقة الجليل الأعلى، وتولّى المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة "فتح"، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة.
عكف خلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة ما بين 1976 - 1982 على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة الفلسطينية، كما كان له دور بارز في قيادة معركة بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان.
خرج "أبو جهاد" مع قيادات وعناصر الثورة الفلسطينية من بيروت بعد حصارها عام 1982، متّجهاً إلى تونس؛ حيث كان مقر منظمة التحرير ومكان إقامة أسرته، وبات يتنقل بين عدد من العواصم العربية لمتابعة أحوال القوات الفلسطينية المنتشرة هناك.
لازم الشهيد الوزير الرئيس الراحل عرفات لأكثر من ثلاثين عاما؛ شغل خلالها عدة مواقع قيادية، منها عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة الفلسطينية، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة، ويوصف بأنه "مهندس الانتفاضة الأولى".
أشرف "أبو جهاد" على الكثير من العمليات العسكرية ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وشارك في تنفيذ عدد منها، وأبرزها عملية نسف خط أنابيب المياه (نفق عيلبون) عام 1965، وعملية فندق (سافوي) في "تل أبيب" وقتل 10 "إسرائيليين" عام 1975، وعملية انفجار الشاحنة المفخخة في القدس عام 1975، إضافة إلى "عملية الساحل" بقيادة الشهيدة دلال المغربي التي قتل فيها أكثر من 37 إسرائيلياً عام 1978، وعملية قصف ميناء "إيلات" (أم الرشراش) عام 1979، وقصف المستوطنات الشمالية بصواريخ من نوع "كاتيوشا" عام 1981.
كما تحمّل "إسرائيل" الشهيد المسؤولية عن أسر 8 من جنودها في لبنان ومبادلتهم بـ 5 آلاف معتقل لبناني وفلسطيني وعربي، وكذلك وضع خطة اقتحام وتفجير مقر الحاكم العسكري "الإسرائيلي" في صور، الأمر الذي أدى إلى مصرع 76 ضابطا وجنديا بينهم 12 ضابطا يحملون رتبا رفيعة عام 1982، وعملية مفاعل "ديمونا" عام 1988 والتي كانت السبب الرئيسي لاغتياله.
فجر السادس عشر من نيسان/ أبريل 1988، وصلت فرق "كوماندوز" صهيونية بالزوارق المطاطية إلى شاطئ تونس، وتم إنزال عناصرها من أربع سفن وغواصتين وطائرتين عموديتين للمساندة، على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاجة، قبل أن تقتحم منزله وتقتله مع حراسه الشخصيين.
دُفن "أبو جهاد" في العشرين من نيسان/ أبريل 1988 في دمشق، فيما شهدت مختلف الأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال إثر مسيرات غضب شهدتها تنديدا بجريمة اغتيال الرجل الثاني في حركة "فتح".
في الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر لعام 2012، كشفت الاستخبارات الإسرائيلية عن هوية وصورة قائد وحدة "الكوماندوز" الإسرائيلي الذي تولّى تصفية "أبو جهاد" في تونس، كما نشرت كامل تفاصيل العملية التي نفذتها وحدة تابعة لجهاز "الموساد" وأشرفت عليها هيئة الأركان العامة بمشاركة 26 عنصرا.