القابضون على الجمر .. على موعد مع وفاء الأحرار الثانية


تم النشر 05 إبريل 2016


عدد المشاهدات: 1496


الكتابة والحديث عن أسرى فلسطين شيء ليس بالسهل على النفس، وليس بالسهل على العقل والفكر والوجدان، فعندما نتحدث عن  هؤلاء الرجال الأبطال أصحاب الصمود الأسطوري، يجتمع في الفكر والوجدان طعم آخر للحديث إنه طعم  الصبر والصمود وطعم العطاء والتضحيات الجسام لهؤلاء الرجال أصحاب الوفاء، هؤلاء الرجال الذين قضوا أجمل أيام العمر خلف قضبان السجون، هؤلاء الرجال القابضون على الجمر، ويحيون الحياة بطعم الصبر والوفاء.

هناك في سجون الاحتلال يقبع أكثر من ستة آلاف أسير فلسطيني، يعيشون الأيام والساعات والليالي حياة المجاهدين أصحاب الوفاء حياة المرابطين خلف أسوار وقضبان السجون؛ ولا نفي بحقهم عند الحديث عن معاني الصمود والصبر وعن معاني الوفاء لهؤلاء الرجال الذين يكابدون الآلام والمعاناة بكل تحدي وكبرياء لظلمة السجن وجبروت السجان؛ ورغم المعاناة وظلمات السجن لم تكسر عزيمته ولن تلين إرادتهم. 

ويوما بعد يوم تتكشف لنا النوايا الإجرامية لحكومة (نتنياهو) الفاشية تجاه صمود أسرانا البواسل، وكل يوم تزداد المعاناة والآلام على الأسرى، وتتربص الأمراض المستعصية بأجسادهم النحيلة، ويعيشون حياة أشبه بالموت من شدة العذابات والمعاناة اليومية، فضلا عن قيام سلطات الاحتلال بين الفنية والأخرى باقتحامات لأقسام السجون باستخدام القوة المفرطة بحق الأسرى.  

في سجون الاحتلال يتعرض أسرانا البواسل لأقسى أنواع وأساليب العذاب، يواجهون في هذه السجون بكل تحدٍّ وعزيمة وإصرار أساليب الموت البطيء، هذا الأسير يتجرع المعاناة والآلام في كل ساعة ودقيقة من أيام السجن، بل وتتعمد سلطات الاحتلال إذلال الأسير والعمل على كسر عزيمته وإرادته، وتدمير الروح المعنوية له، من أجل كسر روح الثبات والصمود والتحدي لهذا الأسير. 

ولقد أفادت حديثا هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها في اليوم العالمي للتضامن على الأسرى المرضى أن هناك حوالي (1700) أسير فلسطيني مريض، فيما يرتكب الاحتلال بحق هؤلاء الأسرى المرضى جرائم طبية ممنهجة، خاصة أن الأطباء الصهاينة في سجون الاحتلال لا يُقدمون العلاج المناسب للأسرى المرضى، كما لا تتوفر في عيادات السجون أساليب الرعاية الصحية السليمة والمتابعة المتواصلة للأسرى المرضى، ومن بين الحالات المرضية العشرات من الأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك عدد كبير مصابون بأمراض خطيرة ومزمنة.

ولقد أثلج صدورنا وصدور جميع أبناء شعبنا الفلسطيني، خروج الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في رسالة قسامية جديدة، أعلن فيها عن كذب وافتراء رئيس الوزراء الصهيوني "نتنياهو" فيما يخص الجنود الأسرى لدى كتائب القسام، وفي خلفية الإعلان صور لأربعة جنود صهاينة. 

إن مثل هذه الرسائل القسامية لها أهمية كبيرة لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، فهم بانتظار الموعد الجديد لصفقة وفاء الأحرار الثانية، وهم بانتظار تبيض كافة السجون الصهيونية من الأسرى.   

لقد جاءت رسائل كتائب القسام في اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، من أجل التخفيف من معاناة وآلام هؤلاء الأسرى المرضى الذين يعانون الويلات والعذابات داخل أروقة السجون الإسرائيلية.. لقد جاءت رسائل كتائب القسام مدوية على رأس نتنياهو ورسالة أن الأسرى على موعد قريب مع الحرية رغم أنف " نتنياهو" وحكومته الفاشية.

وأتذكر هناك مشهد الانتصار والعزة للإفراج عن الأسرى في صفقة وفاء الأحرار الأولى في الثامن عشر من أكتوبر من عام 2011م وأتذكر كيف استقبلت غزة هؤلاء الأبطال في كافة شوارعها والميادين، كما أنقل لكم كيف استقبل الشهيد القائد القسامي أحمد الجعبري الأسرى، فقد نقلت الأسيرة المحررة أحلام التميمي جزءا من هذا المشهد، وهي تبكي في مقابلة تلفزيونية قائلة: يوم أن دخل الشهيد القائد أحمد الجعبري باص الأسرى المحررين، وسلم على الأسرى المحررين، واختلطت دموع الفرح مع دموع الحرية في هذا اليوم التاريخي في مقاومة الشعب الفلسطيني، وذكرت مظاهر البهجة والسرور على وجه الشهيد القائد الجعبري بهذا اليوم .

إن ما يحياه أكثر من 6000 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال فوق الأرض والسجون السرية تحت الأرض لابد أن يكون الشغل الشاغل للمسلمين والعرب، وأن تكون قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين هي القضية المركزية، والأساسية في كافة الاجتماعات العربية، ومطلبنا الأساسي هو تجييش الجيوش العربية والسلاح العربي لفك أسر هؤلاء الأبطال.

أمام الواقع الصعب والمرير لأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، متى يصحو المجتمع الدولي من كبوته، ومتى تنهض المؤسسات الأممية لتنقذ أسرانا البواسل من خطر الموت الداهم، وتنقذ الأسرى المرضى من الموت في السجون الصهيونية. 

أما آن الأوان لأن تنتهي معاناة أسرانا البواسل ويعودوا لأحضان أهلهم وأطفالهم، أما آن الأوان أن يحيا الأسير حياة كريمة وأن يرى شمس الحرية، وأن يسعد بباقي أيامه وحياته القصيرة، أمام آن الأوان أن يتوقف مسلسل الموت البطيء لأسرانا البواسل في سجن الاحتلال؟؟.

إلى الملتقى ،،




- انشر الخبر -