بلسانهم: (قواعد عمل العدو في العلاقات الدولية) أ.د. يوسف رزقة


تم النشر 02 إبريل 2016


عدد المشاهدات: 1540


في لقاء نتنياهو مع رئيس البرلمان اليوناني يوم الخميس الماضي ٣١/3/٢٠١٦م قال: "الدول العربية تدرك أن (إسرائيل) ليست العدو وإنما حليف ضد إيران وداعش؟!"، وقال: "هناك أهمية كبيرة للوظيفة الاستراتيجية التي تقوم بها (إسرائيل) في المنطقة؟!". وقال: "(إسرائيل) تساعد في إعادة الاستقرار في الشرق الأوسط؟!". وقال: "(إسرائيل) قوية من شأنها أن تمنع مرور اللاجئين إلى أوروبا، والعالم سيكون مغايرًا ومختلفًا لو لم نكن هنا؟!".

وكان الرئيس اليوناني قد وصل إلى (إسرائيل) أول من أمس، في زيارة تستمر 3 أيام". انتهى الاقتباس
إنك إذا تأملت هذه الاقتباسات تجدها على قصرها تتضمن استراتيجية دولة العدو في المنطقة وفي العلاقات الدولية، ومن قواعد هذه الاستراتيجية:

1- أن دولة العدو الصهيوني تحاول أن تخلق لسكان المنطقة العربية وقادتها عدوًا بديلًا عنها، وهذا البديل هو: (داعش وإيران)، وهذا يعني أن على قادة النظام العربي وخاصة في الخليج التعاون والتحالف مع (إسرائيل) لمواجهة العدو الجديد (داعش وإيران). وعلى العرب أن ينسوا عدواتهم مع (إسرائيل)، فقد تغير الزمن، ويجدر العمل على صناعة تحالف مع (إسرائيل) ضد داعش وإيران؟!؛ لأن هذا التحالف مفيد للدول العربية؟!.

2- تقرّ دولة العدو بأنها دولة (وظيفية) في المنطقة، تقدم خدماتها لأوروبا وأميركا وغيرها، في مقابل الغطاء الأمني والعسكري الذي تقدمه أوروبا وأميركا لها. أوروبا وأميركا تثقان بدولة العدو، وتشجعانها على القيام بالدور الوظيفي الاستراتيجي، ولكن هذه الدور لا ينحصر في مواجهة داعش وإيران، بل هو دور ممتد في تمزيق الدول العربية، وإضعافها، وإشعال نار الفتن الداخلية فيها، وتشجيع الأقليات على التمرد، وإنشاء دويلات ترتبط (بإسرائيل).

3- تطلب (إسرائيل) من العالم الغربي والأميركي المحافظة على تفوق (إسرائيل) العسكري على جميع الدول العربية مجتمعة ومتفرقة، لأن تفوق (إسرائيل) العسكري يضمن استقرار المنطقة، ويضمن منع مرور اللاجئين إلى أوروبا؟! ولست أدري كيف ستمنع دولة العدو المهاجرين من العراق وسوريا وأفغانستان، وشمال أفريقيا ووسطها؟!. (إسرائيل) تدعي قدرتها على القيام بهذه الوظيفة، لأنها تشعر بحالة القلق المتزايدة في أوروبا من جراء تدفق اللاجئين، فتقدم نفسها لها على أنها الحلّ؟!.

4- (إسرائيل) تخوف عادة أوروبا وأميركا من خطر تقدم الإسلام في البلاد العربية والإسلامية، وترى فيه تهديدًا لها ولدول أوروبا، لذا يقول نتنياهو: "العالم سيكون مغايرًا لو لم نكن هنا؟!". وهو قول صادق ولكن ليس بمفهوم نتنياهو تهديد المنطقة العربية لأوروبا، ولكنه بمعنى أن عدم وجود دولة العدو في قلب البلاد العربية يعني أن تستقر البلاد العربية، وأن تقيم نهضتها على قواعد من التعاون مع أوروبا وأميركا. إن جلّ مسببات العنف في العالم، وبالذات العنف الصادر عن مجموعات إسلامية يكمن في وجود (إسرائيل) في المنطقة واحتلالها للقدس والأقصى.

إن وجود الاحتلال يعطي ذريعة لكل عربي ومسلم للقيام بأعمال عنيفة في أوروبا دون النظر في عواقبها. إن زوال (إسرائيل) يعني زوال العنف من العالم. هذه بعض القواعد الاستراتيجية للسياسة الخارجية الإسرائيلية في بناء العلاقات الدولية كما جاءت على لسان نتنياهو من خلال كلام مكثف ودقيق.

فلسطين أون لاين




- انشر الخبر -