تربية الأبناء وتأديبهم.. مسؤولية من؟ بقلم أ. إيمان يونس الأسطل


تم النشر 30 مارس 2016


عدد المشاهدات: 2344


 

هناك إجماعٌ بين الفقهاء على أنّ الولاية التأديبية تثبت للأب، وأنه يجب عليه أن يهتمَّ بتأديب أولاده وتعليمهم والنظر فيما يصلحهم، وإن قصّر في ذلك فهو آثم..

العجيب في الموضوع أن هناك خلافًا فقهيًّا واسعًا بين المذاهب المعتمدة في مدى ثبوت الولاية التأديبية للأم حال وجود الأب، فنجد كثيرًا من الفقهاء القدامى -بل أكثرهم- يقولون بأنه لا يجوز للأم أن تتولى أمرَ تأديب أبنائها بالإنكار والتوبيخ والضرب في وجود والدِهم، وبعضهم يقدّمُ عليها في ثبوت ولاية التأديب أقربَ العصبات إلى الولد إن كان أبوه غائبًا، ويقولون بأنها لو ضربت ولدها ضربَ تأديبٍ فإنها تضمن ما يلحق به من إذاية.!!

وأغلب المعاصرين يقولون بثبوت ولاية التأديب للوالدين معًا، وهو الراجح..

لستُ بصدد عرض الخلاف الفقهيّ، ولكن ما أريُد التنبيهَ إليه هنا هو أن بعض الآباء يخطئون جدًّا حينما يظنّون أنّ مهمتهم حيال أبنائهم هي السعي لتوفير المال، وأسباب المعيشة، فنراهم معظم النهار خارج البيت، في الوظيفة والعلاقات الاجتماعية والعمل التطوعي، ولا يعلمون شيئًا عن حياة أبنائهم وسلوكياتهم، وهم غالبًا ما يتركون الأم وحدها غارقةً في معمعة التربيةِ حدَّ الإنهاك.!!

أيها الأب الكريم:

أبناؤك هم مسؤوليتك بالدرجة الأولى، و والله لتُسألنَّ عما استرعاك الله، فانظر ماذا أعددت للإجابة بين يدي ربك، ولتعلم أنه مهما بلغت قدراتُ الأمّ التربوية والنفسية فإنها لن تستطيع أن تربيَ أبناءها على نحو سليم ما لم تكن لها معينًا، فهناك سمات لا يمكن أن ينقلها للأبناء إلا رجل، خصوصًا الذكور منهم..

وإياك أن تظنّ أنّ تدخلاتك التربوية لإصلاح أبنائك تنحصر في (كفّ أو عصا أو كرباج)، بل يتوجب عليك قبلها أن تستخدم حسن الوعظ، فإن لم يُجدِ ذلك نفعًا فبعض التقريع والتوبيخ، وآخر الدواء الضرب..

#‏ليسألنَّك الله عما استرعاك..

فتفطن لذاك..

حفظك الله ورعاك.!




- انشر الخبر -