هل تعدد الزوجات يتنافى مع المودة والوفاء بين الزوجين؟


تم النشر 25 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1645


هل تعدد الزوجات يتنافى مع المودة والوفاء بين الزوجين؟

السؤال:

السؤال يدور حول رجال مطاردين يزور أحدهم بيته كالضيف، وقد رضيَتْ زوجته هذه الحياة، لكنها تفاجأ أحياناً بنبأ زواجه من ثانية، وربما كانت يوماً ما زميلة عمل، أو طالبة عنده قد خبرها بالصوت والصورة، فهل بتنافى هذا الزواج الثاني مع المودة والرحمة الواجبة للزوجة الأولى الصابرة المحتسبة؟

وهل يجوز للرجل أن يظل يعكر نفس زوجته بالحديث عن رغبته في التثنية؟

كما أنه هل من الحكمة تكون هموم الدعاة والقادة في التخمة بالزواج بدل التفرغ للمصائب التي تعصف بنا؟

الجواب: د.يونس الأسطل

‌أ-  لم يشرع الإسلام تعدد الزوجات لمطلق التفكه والمتعة، فالزهد في المباحات من أصول التربية في الإسلام، إنما شُرِعَ لمواجهة حاجات ماسة؛ كمرض الزوجة مرضاً لا تتمكن معه من القيام بالحقوق الزوجية، أو كونها عقيماً، أو يكون عدد النساء قد ازداد بصورة ظاهرة لوجود حرب تلتهم الرجال، وتكثر معها الأرامل، ونخشى من تفشي الفاحشة، وغير ذلك.

فإذا قامت الحاجة كان شرطُ التعدد العدل بينهما، أو بينهن في النفقة والمبيت، فإذا غلب على ظنه عدم العدل كان زواجه الثاني حراماً أو مكروهاً.

وفي حالة المطاردين؛ فإنه يصعب عليه – إن لم يكن متعذراً – أن يعدل، فعليه أن يكتفي بواحدة متجلدة راضية بما كتبه الله عليها وعليه، إلا أن يكون زواجه الثاني لغير الرغبة الغريزية؛ بل لحاجة ملحة تتعلق بجهاده وواجباته.

فإذا وقع كذلك لم يكن متنافياً مع المودة والرحمة، ما دام قادراً على العدل، أو قام بالتصالح مع زوجته الأولى على الالتزام ببعض حقوقها في مقابل إعفائه من بواقيها.

 

‌ب- وأما الذي يكثر من اللغو في الزواج الثاني، وهو يعلم أن ذلك يؤلمها نفسياً فهذا لا يجوز؛ لأن المؤمنين المفلحين الوارثين للفردوس عن اللغو معرضون، وإذا مرّوا باللغو مروا كراماً، وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه، فضلاً عن حرمة إيذاء المسلم، فكيف إذا كان من ذوي القربى، أو صاحباً بالجنب، وهو الزوجة.

 

لكن أود أن تعلم الأخوات أن الذي يكثر من هذه الكلمات، إنما يريد بها الخوض واللعب، وقلَّما يفعل؛ لأن الذي عزم على التعدد يحافظ على أسراره حتى يظفر بمراده، وبعدها فلتقل الزوجة أو الأهل أو الناس ما يقولون، فقد وقع الفأس في الرأس ولا بأس.

 

‌ج-  وأؤيد الأخت السائلة في أن الوقت والمال والطاقة الفكرية والجسدية ينبغي أن تظل موجهة لمقاومة العدو الباغي، لا أن تهدر في الحظوظ الشخصية بذرائع واهية، أو لمصالح وهمية.

والله تعالى أعلم




- انشر الخبر -