السودان / وفاة المفكر الاسلامي حسن الترابي


تم النشر 05 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1652


بسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 


"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
تتقدم عائلة الأسطل واتحاد شبابها بخالص التعازي والمواساة الى دولة السودان الشقيقة بوفاة



المفكر السوداني الكبير الدكتور حسن الترابي


ويعد الدكتور حسن الترابي -الذي توفي عن عمر ناهز 84 عاما- من أبرز وجوه السياسة والفكر في السودان والعالم الإسلامي، درس الحقوق في جامعة الخرطوم، ثم حصل على الإجازة في جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، وعلى دكتوراه الدولة بجامعة السوربون بباريس عام 1964.

انضم الترابي -الذي يتقن الفرنسية والإنجليزية والألمانية- إلى جماعة الإخوان المسلمين  وأصبح من زعمائها في السودان سنة 1969، لكنه انفصل عنها فيما بعد واتخذ سبيله مستقلا.

انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد "ثورة الإنقاذ"، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998.

نشب خلاف بينه وبين الرئيس البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس عام 2001 "المؤتمر الشعبي"، كما سجن مرات في عهد جعفر النميري.

تثار أقوال مختلفة حول الترابي، فيرى فيه أنصاره سياسيا محنكا بارعا في تحريك الإعلام وخطيبا مؤثرا وداعية ومفكرا. في حين يراه خصومه شخصا له طموح لا يحد وخبرة في "الدسائس والمؤامرات" وتعلق بالسلطة.

الترابي مفكر وزعيم سياسي إسلامي سوداني، عُرف بكتاباته في مجالات الفكر والدعوة، لكن شهرته كانت في ميدان السياسة التي تقلب في مناصبها وتحالفاتها -منذ 1964- فأدخلته السجن عدة مرات.

وولد المفكر الراحل يوم 1 فبراير/شباط 1932 في مدينة كسلا شرقي السودان لأسرة متدينة ميسورة تنتمي إلى قبيلة البديرية، وقد توفيت أمه صغيرا، وكان والده قاضيا وشيخ طريقة صوفية فحفـّظه القرآن الكريم بعدة قراءات، ودرّسه علوم اللغة العربية والشريعة.

وتلقى الترابي تعليمه الأساسي والثانوي بمناطق مختلفة من السودان، ودرس القانون بجامعة الخرطوم فتخرج 1955، ثم نال الماجستير من جامعة أكسفورد البريطانية 1957، ودكتوراه الدولة من جامعة السوربون الفرنسية 1964.

وأتاحت له سُكناه بالغرب إتقان الإنجليزية والفرنسية والألمانية، واطلع على العلوم والثقافة الغربية.

وكان الترابي أحد أقطاب جماعة الإخوان المسلمين في السودان سنة 1969 التي انضم إليها أثناء دراسته في جامعة الخرطوم، لكنه انفصل عن الجماعة فيما بعد واتخذ سبيله مستقلا.

الوظائف والمسؤوليات
بعد إكماله دراسته في الخارج، عاد إلى بلده فاشتغل بالتدريس في كلية القانون بجامعة الخرطوم، وتولى عمادتها 1965 فأصبح أول سوداني يشغل هذا المنصب.

عُين 1979 رئيسا للجنة مراجعة القوانين لأسلمتها، ثم وزيرا للعدل 1981 فمستشارا لرئيس الدولة للشؤون الخارجية 1983. وصار 1988 نائبا لرئيس الوزراء الصادق المهدي ووزيرا للخارجية في حكومته الائتلافية.
أسس 1991 المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي ليشكل منبرا للقضايا الإسلامية تتلاقى فيه عشرات التنظيمات بالعالم، واختير أمينـَه العام.

انتخب 1996 رئيسا للبرلمان السوداني في عهد "ثورة الإنقاذ"، كما اختير أمينا عاما للمؤتمر الوطني الحاكم 1998. وأسس -إثر مغادرته الحكم سنة 1999- "المؤتمر الشعبي" وأصبح أمينه العام.

التجربة السياسية
بدأ الترابي حياته السياسية عضوا بجبهة الميثاق الإسلامية التي كانت تحالفا سياسيا إسلاميا يقوده الإخوان، وتولى أمانتها العامة 1964.

وكانت ثورة أكتوبر/تشرين الأول 1964 على حكم العسكر بالسودان منعطفا مهما في مسيرة الترابي، إذ نقلته من قاعات الدرس الأكاديمي إلى أتون السياسة وصراعاتها.

اعتقِل أعضاءُ جبهة الميثاق 1969 إثر الانقلاب العسكري الذي قاده جعفر نميري فدخل الترابي في عهده السجن ثلاث مرات، وغادره 1977 بعد مصالحة بين الإسلاميين والنميري أفضت إلى إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية 1983.

سقط نظام النميري 1985 بثورة شعبية فتحت الطريق أمام قيام حكم منتخب، فأسس الترابي 1986 الجبهة الإسلامية القومية التي ترشحت للبرلمان فحلت ثالثة ودخلت الحكومة الائتلافية برئاسة الصادق المهدي.
وفي سنة 1989 قاد عسكريون لهم صلات بالحركة الإسلامية انقلابا على حكومة المهدي، وأقاموا نظام حكم جديدا كان الترابي القائد الفعلي له وإن اختير المشير حسن البشير ليرأس الدولة.
بقي الترابي يقود النظام من خلف الكواليس إلى أن نشب خلاف بينه وبين البشير تطور حتى وقع انشقاق في كيان النظام 1999، فخـُلع الترابي من مناصبه الرسمية والحزبية، وأسس 2001 "المؤتمر الشعبي" حزبا معارضا فسُجن مرات.

وقد صرح للجزيرة (حوار في 2005) بأن "الحركة الإسلامية لم تقرأ التاريخ الإسلامي جيدا عندما أقدمت على الاستيلاء على السلطة في السودان".

وقال في مقام آخر، موضحا فهمه للشريعة الإسلامية: "الشريعة ما يشق مسلكا لكل مشاعر الدين ومظاهره، وهي أصلا شاملة للهدى بكل الحياة: أحوال الوجدان وباطن القلوب ومذاهب الأقوال وطرق الأفعال الظاهرة، دينا حقا شرعه الله هديا لكل الأنبياء..، وفي العهود الأخيرة أصبحت كلمة ‘الشريعة‘ تعني الأحكام القضائية لا الخلقية، وأصبحت مدارس الشريعة تقتصر على أحكام الظاهر القطعية المناسبة للنفاذ قضاءً وسلطانا سياسيا".

أثيرت حول الترابي أحكام متناقضة وأوصاف متباينة، ففي حين يراه أنصاره سياسيا محنكا، وعالما مفكرا مجددا، يجد فيه خصومه سياسيا مخادعا له تعلق لا يحد بالسلطة، ويتهمونه بإصدار فتاوى تخالف قطعيات الدين.

المؤلفات
كتب الدكتور حسن الترابي مؤلفات ومقالات شتى، منها:

  •     قضايا الوحدة والحرية (عام 1980)
  •     تجديد أصول الفقه (عام 1981)
  •     تجديد الفكر الإسلامي (عام 1982)
  •     الأشكال الناظمة لدولة إسلامية معاصرة (عام 1982)
  •     تجديد الدين (عام 1984)
  •     منهجية التشريع (عام 1987)
  •     المصطلحات السياسية في الإسلام (عام 2000)
  •     الدين والفن
  •     المراة بين تعاليم الدين وتقاليد المجتمع
  •     السياسة والحكم
  •     التفسير التوحدي
  •     عبرة المسير لاثني عشر السنين
  •     الصلاة عماد الدين
  •     الايمان واثره في الحياة
  •     الحركة الإسلامية... التطور والنهج والكسب
  •     التفسير التوحيدي



- انشر الخبر -