تقرير حقوقي: استشهاد 41 طفلا منذ مطلع أكتوبر


تم النشر 03 مارس 2016


عدد المشاهدات: 1875


 

قالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين الخميس إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت بالرصاص الحي 41 طفلا في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة وقطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة القدس الحالية مطلع أكتوبر الماضي منهم 16 طفلا منذ بداية العام الجاري.

وأشارت الحركة في تقريرها إلى حادثة الطفل هيثم سعدة (14 عاما) من حلحول بمحافظة الخليل، الذي استشهد برصاص قوات الاحتلال قرب الشارع الالتفافي في الخامس من شهر شباط الماضي، في حين اعتقل ابن عمه وجدي سعدة (16 عاما) الذي كان برفقته، واستطاع صديقهما الفرار من المكان، لتعتقله قوات الاحتلال لاحقا.

وقال الطفل وجدي، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إنه توجه وابن عمه هيثم وصديق لهما إلى منطقة قرب الشارع الالتفافي، وعند وصولهم فاجأهم جنود الاحتلال الذين كانوا يختبئون في المكان بإطلاق النار، فأصابوا هيثم في الجزء العلوي من الجسد، واعتقلوا وجدي، بينما استطاع الثالث الفرار من المكان.

وأضاف "لم نلق أي حجر، أطلقوا النار صوبنا وقفز فوقي جندي ولكمني بقوة على وجهي، فسقطت أرضا وطلب مني خلع بلوزتي، وكنت أنظر إلى هيثم وهو ملقى على الأرض ولا يتحرك، يبدو أنه فارق الحياة بالمكان"، مشيرا إلى أن الجنود وضعوا غطاء على عينيه وكبلوا يديه للخلف بمربط بلاستيكي وشدوه بقوة، وأخلوه من المكان بسرعة.

وأضاف التقرير: أفادت مصادر طبية للحركة العالمية بأن الطفل هيثم أصيب برصاصة في ظهره اخترقت الرئة والحبل الشوكي وخرجت من منطقة الفم، ونقل الطفل وجدي وهو معصوب العينين ومكبل اليدين إلى قاعدة عسكرية بالقرب من مستوطنة "كرمي تسور"، وأوقفه الجنود في ساحة حوالي ساعة ونصف في البرد الشديد، وعند منتصف الليل أدخلوه للتحقيق.

ونقل التقرير عن الطفل قوله: "خضعت للتحقيق بوجود مترجم، وسألني المحقق ماذا كنت أفعل في تلك المنطقة، وعندما أجبته بـ(لا شيء) أمسك رأسي وبدأ بضربه في الحائط وصفعني بقوة على وجهي ودفعني إلى خارج الغرفة".

وأضاف: "بعد حوالي ساعة أدخلني مرة ثانية للغرفة وهددني بالضرب وأنه سيضعني في الزنازين لفترة طويلة وسيحكم علي بالسجن لمدة طويلة أيضا إذا لم اعترف، كذلك جعلني أشاهد شريط فيديو على الكمبيوتر يظهرنا الثلاثة ونحن نتواجد في تلك المنطقة، لكن لم يظهر فيه أننا نلقي الحجارة".

وتابع: لقد حاول المحقق إرغام الطفل وجدي على الاعتراف بأن هيثم كان يحمل زجاجة حارقة إلا أن وجدي نفى ذلك بشكل قاطع، فصرخ المحقق في وجهه وضرب بيديه على الطاولة في محاولة لإخافته وإرغامه على الاعتراف، فأكد الطفل بأن هيثم لم يكن يحمل أي شيء في يديه، وفي نهاية التحقيق أرغم وجدي على التوقيع على إفادة باللغة العبرية دون أن يفهم فحواها.

ووفق التقرير، نقل الطفل وجدي صباح اليوم التالي وهو مكبل اليدين بقيود حديدية للأمام ومعصوب العينين إلى معتقل "عتصيون" وهناك تعرض للشتم من أحد الجنود على مدخل المعتقل وهو في داخل المركبة، كما صفعه بقوة على وجهه، ومن ثم جرى تحويله إلى سجن "عوفر"، وهو لا يزال فيه بانتظار انتهاء محاكمته.

وأكدت الحركة العالمية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ سياسة "إطلاق النار بقصد القتل"، التي وصلت إلى حد القتل خارج نطاق القانون.

ونبهت إلى أنه "وفقا للقانون الدولي فإن القوة القاتلة تستخدم ضد التهديد الوشيك بالموت أو الإصابة الخطيرة، أو لمنع ارتكاب جريمة بالغة الخطورة تتضمن تهديدا شديدا للأرواح، وذلك فقط عندما يثبت عدم كفاية الوسائل الأقل عنفا عن تحقيق هذه الأهداف".

ولفتت إلى أن "التعليق على المادة الثالثة من (مدونة الأمم المتحدة لقواعد السلوك) يضيف أنه يلزم بذل كل جهد ممكن لتحاشي استعمال الأسلحة النارية، خصوصا ضد الأطفال".




- انشر الخبر -