لحمد لله على ما هدانا لدين الإسلام بتنزيل القرآن ، ووفقنا لاقتفاء آثار السابقين الأولين بتفصيل الفرقان ، وكان عظيم الامتنان هذا في شهر رمضان هدايةً من الضلال ، وتوفيقاً لصالح الأعمال ، تجديداً لما وهى ، وتبياناً لما عفا ، فالحق أبلج ، والباطل لجلج، فحجةُ الله على خلقه ولهم لائحة ، وطريقته المستقيمةُ متاحة ، ووسيلتها لمن ابتغاها مباحة ، فلا حكر ولا احتكار ، إذ لا ينفع الوهمُ ولا الإيهامُ ولا التوهيم ، كما لا يجدي الجهل ولا التجاهل ولا التجهيل ، فمن معدنها تغترف المعاني ، وفي منبتها تتأسس المباني ، والسبرُ في العلم يكون مع الإخلاص لله بالصبر ، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا ، فالحكمةُ هي نور المعرفة وقد دل العقلُ ، وهي مفتاح الفلاح وقد صح النَّقْل ، والصلاة والسلام على محمدٍ الرسولِ المصطفى ، والنَّبِيِّ المجتبى ، صفوةِ الخلق أجمعين ، سيدِ الأولين والآخرين ، صاحبِ الحوض المورود ، وقائمِ المقام المحمود ، لا زالت آياتُه ظاهرةً بالحجج المتتالية ، وما فتئت شريعته غالبةً بالبراهين العالية ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، جل عن الشبيه والمثال ، وعزَّ فلا تضرب له الأمثال ، واحدٌ لا إله إلا هو ، ولا يشبهه أحدٌ في ربوبيته ولا في ألوهيته ، ولا يقاربه فضلاً عن أن يماثله في أسمائه وصفاته ، ليس كمثله شيء سبحانه وهو السميع البصير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن تبعه بإحسان وسلم تسليما ، أما بعد :
أيها المسلمون ، يا عباد الله :
{ رمضان طريق الجنة برا وصلة ورحمة!}
إخواني أيها الصائمون رجالاً ونساءً لقد وعدنا ربنا لو أوفينا له وهو سبحانه أكرم وأعظم فقال في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)} .
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثنا عبد الرحمن بن شيبة، سمعت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول:
( قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لنا لا نُذْكَرُ في القرآن كما يذكر الرجال؟ قالت : فلم يَرُعْنِي منه ذات يوم إلا ونداؤه على المنبر، قالت، وأنا أسَرّح شعري، فلففت شعري، ثم خرجت إلى حُجْرة من حُجَر بيتي، فجعلت سمعي عند الجريد، فإذا هو يقول عند المنبر: "يا أيها الناس، إن الله يقول: إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات" إلى آخر الآية.
فالله يقول في سورة الأنبياء: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108)}.
أيها المؤمنون الصائمون والصائمات :
لقد شرع الله العبادات و أحكم الأحكام ؛ و أنزل الكتب وبعث الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؛ لسعادة بني آدم في الدنيا والآخرة ، فليكن الصيام لنا قوةٌ ( عبادة ً ورحمة ًوصلةً ) ، إذ أن مقصود الصيام إنما هو التقوى ، والتقوى تكون بالعبادة التي عنوانها الرحمة ، وبابها الصلة ، ولنتدبر هذه المعاني الكبيرة في قوله تعالى في الصيام في سورة البقرة : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) } .
وهذا ما قال الإمام السعدي في (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن):
( يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.
وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها.
ثم ذكر تعالى حكمته في مشروعية الصيام فقال: { لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فإن الصيام من أكبر أسباب التقوى، لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه.
فمما اشتمل عليه من التقوى:
* أن الصائم يترك ما حرم الله عليه من الأكل والشرب والجماع ونحوها، التي تميل إليها نفسه، متقربا بذلك إلى الله، راجيا بتركها، ثوابه، فهذا من التقوى.
* ومنها: أن الصائم يدرب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه، مع قدرته عليه، لعلمه باطلاع الله عليه.
* ومنها: أن الصيام يضيق مجاري الشيطان، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، فبالصيام، يضعف نفوذه، وتقل منه المعاصي، ومنها: أن الصائم في الغالب، تكثر طاعته، والطاعات من خصال التقوى،
* ومنها: أن الغني إذا ذاق ألم الجوع، أوجب له ذلك، مواساة الفقراء المعدمين، وهذا من خصال التقوى ) اهـ.
عباد الله يا أيها المسلمون :
ومما يدل على فضل الصيام وجزاء الصائمين ما بشر وأمر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصائم الحديث عند البخاريِّ ومسلمٍ وأحمد - واللفظ للبخاري- قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ عَنْ أَبِي صَالِحٍ الزَّيَّاتِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" قَالَ اللَّهُ : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ ) .
وفي هذا الحث ياعباد الله على العمل المصدق للقول ، والترجمة العملية للإخلاص بنكران الذات وتعظيمها بتقديم تعظيم الشريعة ، وتقديم أوامر الله تعالى ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على حظوظ النفوس ، ورحمة الجاهل فلا يقابل جهله بالجهل ، بل يكون الصائم معه على حالٍ من الترفع في الأخلاق ، والامتثال في السلوك ، فيقول : إني امرؤٌ صائم .
أيها الصائمون فلتفلحوا ، ولتسمعوا فْتُنْجِحُوا :
سبحان الله العظيم ما أعظمها من عبادة ، وسبحان الله العظيم ما أكرمها من زيادة ، سبحان الله والعظيم ما أحلاها من منة ، يتذَوَّقُ فيها الصائمون لذة الشوق ، كما يتذوقون لذة التعبد ، فللصائم فرحتان كما في الحديث فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .
لهذا فلنحرص الحرص كله ، ولنخلص الإخلاص كله ، ولنقفو الأثر النبوي الكريم ، ولننهج طريق السلف القويم في كل العبادات وفي هذه العبادة ، حتى نتذوق كما ذاقوا ، ونستلذ كما استلذوا ، ونجنتي كما اجْتَنَوْا ، وإيانا جميعاً وتخرصات الخالفين ، وابتداعات المتنطعين ، التي تذهب برونق العبادة ، وبهاء العمل .
اللهم تقبل من الإحسان ما أحسنا ، وتجاوز عن الإساءة ما أسأنا ، فإنا من الخطا مقترفون ، لكننا بضعفنا وتقصيرنا معترفون ، وأنت الغني ونحن ذوو الافتقار والمسكنة ، فاعفُ عنا ياربنا إنك العفو الكريم.
أقول ما تسمعون ، واستغفر الله لى ولكم والمسلمين ، فاستغفروه يغفر لكم إنه السميع العليم الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيرا يليق بجلاله وجماله ، والصلاة والسلام على نبيه محمد وصحبه وآله ، فآله هم السعداء ، وأصحابه هم الأوفياء ، ومن اتبعهم بإحسانٍ إلى يوم القيامة ، وعنا معهم اللهم آمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد :
عباد الله ، أيها الصائمون القائمون :
أيامكم في صيامكم معدودات ، فلتدرجوا للكمال ، يا أيتها المؤمنات ويا أيها المؤمنون ،{ لعلكم تتقون } ، إنه سبيل سلفكم الصالحين ولكن إيماناً واحتساباً ونية ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .رواه البخاري .
واعلموا يا عباد الله أن الله غنيٌ عنا لولا رحمته بنا لهلكنا ، فعبادة العابدين لا تزيد في ملكه ، ولا زهد الزاهدين ، كما أن معصية العاصين لا تنقص منه شيئاً ، ومن رحمة الله بنا يا إخوة الإسلام هذا الركن العظيم الرابع من أركان الإسلام الصيام ، هذه العبادة السامية ، والتي تسمو بصاحبها - راحمةً نفسَه من نفسِه – فتصير النفس الأمارة بالسوء نفساً لوامةً ثم تعلو به في مدارج السالكين لمنازل السائرين في مراقي الفلاح فتغدو نفساً مطمئنة حتى لكأنه مَلَكٌ من الملائكة ، لا يشغله طعامٌ ، ولا يلهيه شراب ،شأنه التسبيح والتقديس ، و ديدنه التحميد والتمجيد لربه عز وجل ، وهو إما تالٍ لكتاب الله ، أوعامرٍ لبيت الله ،كما تسمو بصاحبها راحمةً إخوانه من بني آدم فيحسن ٍإلى الفقير ، ويعين المحتاج ، وفي صحيح البخاري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه و سلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة ) ، فالخير كل الخير يعود على هؤلاء العابدين بعبادتهم لله سبحانه وتعالى .
أما من استمرأ اللغو والرفث والفحش والتفاحش ، فلم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه ، فقد روى الإمام البخاري واللفظ له ،وأبوداود و الترمذي وأحمد وسواهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ) .
رب صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، و ليس له من قيامه إلا التعب والسهر، وفي الحديث عند أحمد في المسند عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو يَعْنِي ابْنَ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ ) .
فلله أنت أيها الصائم ، يا من حفظت بطنك ،كما حفظت فرجك ، حافظاً لسانك وأذنك وعينك ، وقلبك وشعورك ، أقبلت على الله فبذلت شيئاً من مالك صدقة أو صلة ، فأقبل الله عليك رحمةً وبرا ، ورفعةً وسترا ، رضيت عن الله فصارت المحنة - بصبرك عليها وتقواك فيها- منحة فرضي الله عنك ، ، فعجباً لأمر المؤمن - كما في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - ولا يكون ذلك إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر الله فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، فأنت بين الخيرين تتقلب ، نفسك بذكر الله مطمئنة ، ولسانك بالخير ناطق ، ويدك بالفضل ممتدة ، وعينك للحق دائبة ، وأذنك في طيب القول وكريم الكلام راغبة ، أنت في كنف الله لأنك ترى الله في كنفك ، فتعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ،
يا عباد الله : ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة عليه والسلام فقال : {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم فصلِّ وسلم على محمد وآله الأكرمين ، وارض اللهم عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا سخاءًً رخاءً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم ندعوك في رمضان ونحن صائمون وبين يديك واقفون ، اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لإقامة دينك وإتباع سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم ، ورحمة بلادك وعبادك ، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، اللهم اجمع شتاتنا ، ووحد صفنا ، واجبر كسرنا ، اللهم قد مسنا الضر والأذى ، وأنت بنا أرحم ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك،عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .