الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد:
يسر إدارة موقع عائلة الأسطل أن تضع بين أيديكم الوصايا العشر في استقبال الشهر مع اقتراب شهر رمضان المبارك علَّ الله تعالى ينفعنا وينفعكم بها .
الوصية الأولى:ادع الله في سجودك, وفي أوقات الإجابة أن يبلغك رمضان وأنت بصحة وعافية , حتى تنشط للعبادة, واسأله أن يعينك على طاعته, وحسن عبادته , واغتنام هذا الشهر على الوجه الأمثل الذي يرضي ربنا جل جلاله.
الوصية الثانية: اعقد العزم والنية من الآن على صيام هذا الشهر وقيامه, وبذل الجهد في اغتنامه, وهذا العزم ضروري لأن العبد لا يدري متى توافيه المنية , فهو معرض للموت في كل لحظة, فمن نوى الخير وحال بينه وبين فعله موت أو مرض, فإن نيته تقوم مقام عمله, فيجازيه الله عز وجل على ما نوى , ويكتب له أجر الشهر كاملاً, وفي الحديث " من هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة "
الوصية الثالثة: افرح بقدوم هذا الشهر, وابتهج بقربه , واسْعد بلقياه , واعلم أن السعادة بالطاعة عبادة وقربة, وأمارة على سلامة الإيمان .
إن المؤمن الذي يحب الله عز وجل يوم يدخل عليه رمضان ينشرح صدره بالسعادة وتغمر قلبه فرحة كبيرة لا توصف هي أكبر من فرحته بقدوم غائب يتشوق إلى لقياه .
الوصية الرابعة: ها هو رمضان قد هل هلاله, ودارت دورته, وجاء بعد عام مضى مات فيه كثير من الناس لم يدركوا هذا الشهر , فكونك تدرك رمضان وأنت لا زلت على قيد الحياة تتمتع بصحة وعافية؛ فهذا يعني أن الله أراد بك خيراً فاشكر ربك شكراً كثيراً, واحمده حمداً جزيلاً على فضله وكرمه حيث بلغك رمضان, وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلا
الوصية الخامسة: تب إلى ربك, وأقلع عن معصيتك, ورد الحقوق لأهلها, , وقل يارب
ها أنا لك عدت, فسامحني عما مضى, واغفر لي ما قد سلف, فلن تر مني بعد اليوم إلا ما يرضيك, فطهرني وارزقني حبك. فإني سمعت قولك: " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "
احذر أن تدخل في رمضان وأنت ملوث بالذنوب والأوزار, فثقل الذنب يمنع الخفة للخيرات, ويقعد عن المسارعة للطاعات, فتخفف من حملك واغتسل من ذنب,
وابدأ من الآن بداية صحيحة, وافتح صفحة جديدة بيضاء نقية , وقل: لن أدخل في هذا الشهر بذنب أو خطيئة .
الوصية السادسة: صافح إخوانك وهنئهم بحلول رمضان كما تهنئهم بالعيد , وأرسل باقة من التهاني والتبريكات عن طريق الفيس بك , ورسائل الجوال, فالكلمة الطيبة صدقة , تزرع المحبة, وتجلب الألفة , وتفتح أبواب الخير . وفي الحديث" المؤمن يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف "
الوصية السابعة: لا تكن فوضاوياً, ولا تدخل في هذا الشهر دخولاً عشوائياً , واحذر أن تتعاطى مع لحظات هذا الشهر النفيسة بشكل ارتجالي دون تخطيط مسبق, بل خطط لوقتك, وضع برنامجاً منظماً لنفسك ولأهل بيتك تحصي فيه جملة من الأعمال الصالحة ثم تقوم بتوزيعها, كل عمل حسب ما يناسبه من الوقت والزمن, وبهذا تضمن أن يكون شهرك كله بأيامه وساعاته ودقائقه رصيداً في ميزان حسناتك,
اعلم أن رمضان أيامه معدودة فلا تضيعها بالعشوائية , وأوقاته ثمينة وغالية فلا ترخصها بالغفلة .
الوصية الثامنة: احرص على اقتناء ثلاثة أشياء تعينك على الطاعة " السواك, وزجاجة العطر, والمسبحة "
أما السواك فهو مندوب للصائم ومطهرة لفمة وفيه مرضاة لربه ,
وأما العطر فهو الجمال والزينة, والله جميل يحب الجمال, فكن جميلاً بطيب رائحتك, وخذ زينتك عند كل صلاة, فالتطيب عند العبادة تعظيم لقدرها , وعند دخول المسجد وملاقاة الإخوان تعظيم للرحمن واحترام لأهل الإيمان ,
أما المسبحة فهي معينة على الطاعة مذكرة بذكر الله عز وجل , فسبح بها وبأصابع يدك اليمنى حال قيامك وقعودك وسيرك وركوبك , واذكر ربك على كل حين اغتناماً لأوقات هذا الشهر , وطمعاً أن تكون من أولي الألباب الذين مدحهم الله بقوله " الذين يذكرون الله قياما وقعوداً وعلى جنوبهم "
الوصية الثاسعة: تعلم أحكام الصيام وتعرف على آدابه من أجل أن تتوقى ما يبطله , أو يُنقص من أجره , فكم من صائم أبطل صومه بجهله, وكم من صائم أنقص أجره لعدم معرفته بآداب صيامه , بالعلم نعبد ربنا على بصيره, ونصل إلى تمام العبادة, ونقطف ثمرة الصيام التقوى
الوصية العاشرة: وسع على أهل بيتك, وأنفق عليهم بقدر استطاعتك , وهيء لهم من الطعام ما يكفيهم ويرضيهم, واحرص أن يكون الطعام من غالب ما يأكله الناس إفطاراً وسحوراً حتى تغنيهم عن التطلع لغيرهم , وإن زدت في الإكرام فالله أكرم يزيد لك في الأجر والثواب.