الامتحانات على الأبواب وجني الثمار قادم ...
لا يختلف اثنان أنه منذ القدم ومجتمعاتنا الإسلامية والعربية تحرص على توفير مناخ دراسي لأبنائهم الطلبة وخاصة المقبلين على تأدية امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي)، أي انه أمر مألوف ومحبب، طالما يصب في مصلحة الطلبة، ولكن للأسف بعض الأهالي ذوي الطلبة يبالغون في مظاهر وإجراءات حرصهم على تهيئة المكان للطالب، الأمر الذي من شأنه أن يؤتي بنتيجة عكسية على الطلبة ويضاعف الشعور بالخوف والتوتر لديهم ، لذا يجب على ذوي الطلبة الانتباه إلى مراعاة الجانب النفسي لأبنائهم، فالاهتمام مطلوب ولكن له حدود ومعاير، فدور الأسرة لا يقف عند توفير مكان (غرفة) بعيدة عن مصادر الإزعاج وتشتيت الانتباه والتركيز، فدورهم الأهم هو مساعدة الطالب في إعداد جدول ينظم به وقته للدراسة يتناسب مع إمكانياته وقدراته، ويرعى به الجانب الترويحي، بالإضافة إلى العناية بالتغذية (كماً ونوعاً).
وفي هذا السياق ينصح دكتور الطب النفسي (محمد فكري عيسى)، المدرس بكلية الطب النفسي بجامعة عين شمس، خلال فترة الامتحانات بهذه الخطوات:
1- ضروري تنظيم النوم في آخر أسبوع على الموعد المخصص للامتحان، فعلى سبيل المثال إذا كان موعد بدء اللجنة التاسعة صباحاً يكون هذا الموعد هو الذي يبدأ في الطالب المذاكرة، وذلك حتى يكون المخ في حالة نشطة في هذا المعاد.
2- الإكثار من تناول السكريات والبروتينات، التي تزيد من إنتاج الأحماض الأمينية كالتيروسين في الدم لتعمل على ارتفاع إفراز النواقل العصبية بالمخ.
3- الابتعاد عن الأفكار السلبية، مثل التفكير في صعوبة المادة أو عدم القدرة على إنجازها، التي تزيد من التوتر والقلق، ما يؤثّر على تركيز المخ واستعادته للمعلومات.
4- القيام بتمارين الاسترخاء للحفاظ على الهدوء والحد من التوتر، وتتمثل هذه التمارين في:
- أخذ نفس عميق من الأنف، ثم يُحبس الهواء لمدة 5 ثوانٍ وتفريغه ببطء عن طريق الفم والأنف معًا.
- تركيز الانتباه لإرخاء العضلات وفروة الرأس والجبهة والحاجبين والجفنين والخدين، حتى تكون خالية من أي توتر.
- تكرر هذه التمارين مع التركيز على عضلات الرقبة والكتفين والذراعين والكفين والرجلين.
الطلاب الأعزاء إليكم ما يلي :-
-
-
· مسلمات يجب أن تبنوا عليه :
-
1- تأكد تماماً أن من اجتاز امتحانات الثانوية العامة ونال الشهادة قبلك ليس أفضل منك.
2- إحساسك بالخوف و القلق، قبل وأثناء فترة إجراء الامتحانات أمر ايجابي (حافز للنجاح )، فلا يوجد إنسان طبيعي "عاقل" لا يخاف من الفشل، مهما كانت ثقته بنفسه عالية، فلولا وجود مشاعر الخوف والقلق ما وجد حافز النجاح، لذا طالما هناك أسباب معروفة و معقولة تبرر هذا الخوف أو القلق، فهذا مقبول ما لم یصل إلى حد التأثیر المستمر على دورة الحیاة.
3- أن أسئلة الامتحان لن تأتي من خارج المقرر، لذلك قرار نجاحك بيدك أنت، (لكل مجتهد نصيب).
-
-
· عادات يجب الابتعاد عنها :
-
1- عدم مجالسة الفاشلين المثبطين والمحبطين:
غالباً ما يلجأ بعض الطلاب في مختلف المراحل التعليمة إلى العنوان الخطأ، لمن سبقوهم في خوض التجربة، لمعرفة أرائهم بامتحان المادة أو المقرر (صعب أم سهل) فيبدأ الفاشل بتبرير فشله، ويعزي سبب فشلة إلى صعوبة الامتحان، أما المحبط فيقوم بتهويل الأمور وتضخيمها لدرجة جعل إمكانية النجاح ليس صعبة بل مستحيلة، أي أنه يضعف ثقة الطالب بنفسه ويرسم له صورة سوداوية توحي بحتمية الرسوب. وفي هذا السياق أود أن أشير إلى ضرورة الإيمان بوجود فروق فردية بين إنسان وأخر ( طالب وطالب آخر ) فقد يكون ما يراه طالب "صعب" من وجهة نظره "سهل" من وجهة نظر طالب آخر والعكس صحيح أيضاً أي قد يكون ما يراه طالب "سهل" من وجهة نظره "صعب" من وجهة نظر طالب آخر، أي أن الحكم على الامتحان ( سهل أو صعب ) أمر نسبي وليس مطلق يختلف من طالب لآخر، يعتمد بالمقام الأول على قدرة الطالب ومدى اهتمامه وتركيزه بالدراسة..
2- عدم مراجعة الإجابات بعد الانتهاء من تأدية الامتحان :
من الأمور السلبية التي يمارسها بعض الطلاب هي مراجعة الإجابات حين الخروج من الامتحان أو العودة للمنزل، وهنا قد يكتشف الطالب أنه (أجاب إجابة خاطئة)، مما يولد لديه الشعور بالفشل والضياع والإحباط وبالتالي هذا ينعكس سلباً على الحالة النفسية للطالب، ويعيق من القدرة على التركيز أثناء الدراسة لما تبقى عليه من امتحانات، كما قد ينعكس سلباً أيضاً على الحالة الصحية نظراً لضعف أو فقدان الشهية وبالتالي نقص التغذية أو سوء التغذية، لذا ينصح بعدم المراجعة أو الحديث مع الزملاء عن ما مضى من امتحانات لحين الانتهاء من أداء آخر امتحان، وذلك بهدف الحفاظ على الاتزان النفسي والانفعالي، لتوفير مناخ نفسي مناسب من شأنه تمكينك من التركيز أثناء الدراسة لاجتياز ما تبقى من امتحانات بنجاح.
-
-
· أمور يجب مراعاتها والعمل بها:
-
1- احرص على التفوق وليس النجاح فحسب، كي لا تحرم اهلك "أبويك" من فرحة نجاحك.
2- قاطع الانترنت ( الفيسبوك ، تويتر ، الواتس ... ) فالامتحانات أيام معدودة بالعام والانترنت طوال العام، فكل "لحظة" تقضيها بالدراسة الجادة الفعلية توفر عليك ساعات وأيام من الندم والتمني، فعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم ..، وعلى قدر كرمك لنفسك بالدراسة يتم إكرامك بالدراجات (العلامات) أو كما قيل "يوم الامتحان يُكرَم المرء أو يُهان".
3- تأكد من أدواتك القرطاسية التي تحتاج إليها ( قلم ، مسطرة ، ... ) كي لا تهدر جزء من وقت الامتحان للبحث عنها أو استعارتها من زميل لك بالقاعة.
4- عند استلامك لورقة الامتحان قم بقراءة جميع محتويات الورقة جيداً من (ألفها إلى يائها) كي تتأكد إذا كانت جميع الأسئلة مطلوب الإجابة عليها (إجباري) أم أنه يوجد خيارات أمامك تتيح لك اختيار عدد محدد من الأسئلة إذا كان بها أسئلة اختيارية.
5- ابدأ أولاُ بالإجابة على الأسئلة التي تعرف أجابتها، فهذا الأمر يمنحك إحساساً بالارتياح وهدوء الأعصاب ويزيد من ثقتك بنفسك، ويمنحك القدرة على استذكار إجابات بقية الأسئلة، بالإضافة إلى أنه يمنحك التركيز في الإجابة، بما يكفل لك الحصول على أعلى الدرجات من قبل لجنة التصحيح.
6- لا تتسرع بالخروج من قاعة الامتحان، استغل وقتك بالمراجعة حتى آخر لحظة.
بالختام أسال الله العلي القدير أن يوفق جميع طلابنا وطالبتنا ويكتب لهم النجاح والتفوق ،،
كتبه أ. أحمد وليد الأسطل