نعيش في دولة أبارتايد وليس بالضفة فقط جدعون ليفي


تم النشر 19 يناير 2021


عدد المشاهدات: 1091

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


* كاتب إسرائيلي في صحيفة "هآرتس"
   
في الحادي والعشرين من تشرين/ أكتوبر الأول 1948 أخضعت إسرائيل مواطنيها العرب للحكومة العسكرية، وفي الأول من كانون الأول/ ديسمبر  1966 رفع رئيس الوزراء ليفي إشكول هذا العار. ولكن بعد ستة شهور، في حزيران/ يونيو 1967، عاد الطغيان العسكري ليحدد معالم إسرائيل عندما وُضعت المناطق التي احتلتها حديثاً تحت الحكم العسكري.
 
استمر هذا الحال حتى يومنا هذا ولا تلوح له نهاية في الأفق. وكل ما تبقى هو الحلة. ولكن حتى هذه بدأت الآن في التآكل، وتلك عملية طويلة المدى، فجذور كذبة الديمقراطية عميقة.
 
نشرت منظمة حقوق الإنسان بيتسيلم الأسبوع الماضي ورقة ثورية حددت فيه موقفها بشكل حاسم حين قالت إن نظام التفوق اليهودي قائم ليس فقط داخل المناطق المحتلة، والتي ما فتئت بيتسيلم منذ تأسيسها توثق ما يرتكب فيها من جرائم، ولكن في كل الأراض الممتدة بين البحر المتوسط ونهر الأردن.
 
قبل أيام قليلة من ذلك نشر الكاتب الأمريكي ناثان ثرول، الذي يقيم في القدس، مقالاً يفتح الأعين وينبه العقول في مجلة "ذي لندن ريفيو أوف بوكس" بعنوان "وهم الأنظمة المنفصلة". لا يتردد ثرول في انتقاد ما يفترض أنها منظمات صهيونية ليبرالية ويسارية من ميريتز والسلام الآن إلى ييش دين وهآريتز، والذين يؤمنون جميعاً بأن إسرائيل دولة ديمقراطية ويعارضون الضم، لأنه يمكن أن يقوض معتقدهم الباطل بأن الاحتلال يحدث في مكان آخر خارج إسرائيل وأنه يمثل حالة مؤقتة. ما زال الفصل بين الاحتلال وإسرائيل قائماً في نظرهم، وبهذا فهم يضللون الناس بما يدعون.
 
تخلص الوثيقتان إلى استنتاج واحد ووحيد، ألا وهو أنه بات من المستحيل الحديث عن "الأبارتايد (الفصل العنصري) في المناطق". إذ بات مستحيلاً الفصل بين المناطق وإسرائيل، وبات مستحيلاً اعتبار الاحتلال حالة مؤقتة.

 

بمعني آخر، الخلاصة هي أن إسرائيل دولة أبارتايد. وتماماً كما كان سخيفاً في جنوب أفريقيا الحديث عن الديمقراطية، رغم أن الانتخابات كانت تجرى، فإنه من السخف النظر إلى إسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية.
 
لو كان جزءاً منها استبداداً فكلها استبداد. لا يمكن لأحد إنكار حقيقة أن المناطق المحتلة يوجد فيها نظامان من الحقوق والقانون على أساس الفصل بين القوميات. لا يوجد حقيقة أكثر يقينية من ذلك.
 
انتهت منذ زمن طويل صلاحية الاحتجاج بأن الاحتلال حالة مؤقتة. ولهذا السبب يجب علينا أن نتوقف عن محاولة تخويف الناس والزعم بأن التيار اليميني يقودنا نحو الأبارتايد، فهذا الأبارتايد لم يزل موجوداً هنا منذ عام 1948.

 

 

فقط حينذاك سيكون باستطاعتنا الإقرار بأن الاحتلال هو الذي يحدد معالم النظام الإسرائيلي – وليس محكمة العدل العليا، وليس الانتخابات، وليس الحريات المضمونة لليهود، ولا النزر القليل منها الذي يمنح للمواطنين غير اليهود. كما قالت منظمة بيتسيلم في ورقتها، إن عقيدة التفوق اليهودي موجودة في كل شيء. وكما صرح ثرول فإن من المستحيل الفصل بين إسرائيل "الطيبة" والاحتلال "الخبيث".
 
عليكم التعرف عليه جيداً ذلك الأبارتايد، والتعرف على دولة الأبارتايد، فنحن نعيش فيها، ونحن جزء منها، ونحن شركاء فيها. إنها بلدنا.
 
(عن صحيفة هآرتس، ترجمة "عربي21")




- انشر الخبر -