قال جنرال إسرائيلي إن "القراءة الإسرائيلية لسياسة الرئيس الأمريكي المقبل، جو بايدن، تجاه الملفين الفلسطيني والإيراني، تشير إلى أن أهداف الإدارة القادمة الاستراتيجية لا تختلف عن أهداف الإدارات السابقة، وتتمثل بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وكبح أنشطتها الخطرة في المنطقة من جهة، ومن جهة أخرى تعزيز أمن إسرائيل، ومعارضة نزع الشرعية عنها، وتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين".
وأضاف يوسي كوبرفاسر في مقاله بموقع "ميدا"، ترجمته "عربي21"، أن "قدرة الإدارة الأمريكية الجديدة على تعزيز نظرتها في السياق الفلسطيني قائمة على قواعد لا رجوع عنها، وعلى رأسها التطبيع بين إسرائيل والدول البراغماتية، بما يتناقض مع الرواية الفلسطينية للصراع، لذلك فإن القدرة على حشد العرب للضغط على إسرائيل لم تعد معقولة، فضلا عن تجديد المساعدة المالية للسلطة الفلسطينية".
وتوقع كوبرفاسر، وكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية، ورئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات العسكرية -أمان، أن "بايدن لن يعيد السفارة لتل أبيب، ولن يلغي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وإذا ظل مجلس الشيوخ تحت سيطرة الجمهوريين، فسيجد بايدن صعوبة أكبر بمساعدة الفلسطينيين، رغم الضغط من الديمقراطيين، ولكن قد يقوم بايدن بتجميد أو إلغاء صفقة القرن التي أطلقها الرئيس دونالد ترامب، واعتبار الاستيطان غير شرعي".
وأكد كوبرفاسر، الباحث في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، أن "بايدن قد يعيد تبني خطة باراك أوباما وجون كيري للسلام، بما في ذلك المفهوم الأمني الخطير لإسرائيل، ومن المحتمل أنه رغم موقفه المتعاطف مع إسرائيل، فإنه سيتخذ نهجا أكثر انتقادا تجاهها، خاصة مقارنة مع ترامب".
انتقل الكاتب للحديث عن السياق الإيراني، قائلا إن "الإدارة الديمقراطية الجديدة ستفرض قواعد جديدة للعبة، لأن الظروف الحالية تصعب على بايدن وحكومته إعادة عجلة القيادة بسرعة، فقد تم فرض بعض العقوبات على إيران عمدا من خلال آليات لا يمكن إلغاؤها بسهولة، بموجب تشريعات مكافحة الإرهاب، والإيرانيون غير مستعدين للموافقة على تغييرات في الاتفاق النووي، ويستعدون الآن للانتخابات الرئاسية المقبلة".
وأكد أنه "في غضون ذلك، تم الكشف عن مزيد من المعلومات حول البرنامج النووي الإيراني، سواء على أساس الأرشيف النووي، أو ما كشفت عنه شخصيات معارضة، ما قد يلزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ إجراءات ضد إيران، وبالتالي زيادة تعقيد الوضع".
وانتقل الكاتب للحديث عن السياق الإقليمي الأوسع، قائلا إنه "من المتوقع أن يتبنى بايدن سياسة أكثر حذرا تجاه السعودية وبقية المعسكر البراغماتي، ويتعامل مع جماعة الإخوان المسلمين، والإصلاحيين في إيران، ولعل المسؤولين الأمريكيين الداعمين لهذا التوجه حافظوا على ارتباطاتهم الوثيقة بإدارة أوباما، ودعموا بايدن، ويطالبون الآن بتعويضات عن دعمهم، كما أن تقدميي الحزب الديمقراطي سيدعمون هذا التوجه".