الرسالة نت – معاذ مقداد
تحتضن أمُ شهيدٍ صورة ابنها "القسامي"، وأخرى تحمل صورة لأقاربها الكُثر من عائلة النجار –65 شهيد-، وبينهم من لم يحضر سواه ليشهد مراسم تكريم ذويه كما عائلة الحاج والأغا.
عائلات ما يقرب من 600 شهيد، توجهت نحو حفل كبير دعت له حركة حماس في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، تكريمًا لشهداء المحافظة التي نالت نصيب الأسد من عدد الشهداء على مستوى القطاع، والذين ارتقوا خلال معركة "العصف المأكول".
ووسط عروض عسكرية لأبناء الفتوة تزامنًا مع عرض فواصل قسامية، علَت أصوات التكبير من حناجر الآلاف الذين أشعلوا المهرجان بالهتاف إكرامًا لذوي الشهداء وفخرًا ببطولاتهم.
حركة حماس وعلى لسان القيادي فيها يونس الأسطل، قالت إنها تفتخر أن محافظة خانيونس أكثر المناطق التي ضحّت لأجل فلسطين من أبنائها الشهداء.
ولم يغِبْ الأسرى عن المشهد، فشعارات الوعد بتحريرهم في القريب ملأت أرجاء الحفل، فيما استحضر جميع من ألقوا كلماتهم أمام الحشد المهيب، قادة المقاومة الشهداء في جنوب قطاع غزة.
وقد شهد المهرجان حضورا فصائليا وشعبيا كبيرًا، عزّز ثقة الشعب بالمقاومة وأوضح للجميع وحدة الفصائل على خيار المقاومة.
من جانبه، حذّر القيادي في "حماس" خليل الحية في كلمة مركزية للمهرجان، من ساعة الانفجار في غزة، بسبب تأخر البدء بعملية إعادة إعمار القطاع.
وحيّا الدكتور الحية أهالي الشهداء مؤكّدًا تمسكهم بخيار المقاومة، مضيفًا: "نحن على موعد مع النصر، فهو حصاد تربيتكم، وما احتضنتموه من أبنائكم، واليوم دماء الشهداء زادتنا إصرارًا في المضي قدمًا نحو النصر والتحرير".
أما كتائب القسام، رأس حربة المقاومة وجناح حماس المسلح، فقالت إن أهم أسباب النصر في معركة "العصف المأكول" هو صبر الشعب الفلسطيني وتضحياته التي قدمها على مدار 51 يومًا من العدوان "الإسرائيلي" المتواصل على أهالي القطاع.
وخلال المهرجان عرض القسام بعضًا من تفاصيل عمليات جنود النخبة القسامية شرق خانيونس، والتي كان أبرزها تفجير منزل بجنود تحصّنوا بداخله، بالإضافة لعملية الانزال خلف خطوط العدو في القرارة والتي فوجئ بها الاحتلال حين دُمرّت آلياته.
أهالي الشهداء في كلمتهم أكّدوا أن دماء أبنائهم لم تذهب سدى، مجددين وثوقهم بالمقاومة ووفائها لهم.
أما نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، فأشاد بضخامة عدد حاضري المهرجان، قائلاً: "هذه الأعداد الغفيرة وهذا الحشد الكبير استفتاء على نهج المقاومة ومستقبل قضية فلسطين".
شهيدًا تِلو الآخر وعائلةً تسبق الأخرى ذُكرت أسماءهم جميعًا من على منصة المهرجان، وقد كُرِّم ذويهم جميعًا، في لمسة وفاءٍ رسمتها حركة حماس من خلال مهرجانها.
ويذكر ان عائلة الأسطل قدمت 44 شهيداً في العدوان الأخير على قطاع غزة 2014م
- انشر الخبر -