منذ أيام قليلة لاحظنا انخفاضًا واضحًا في عدد المصابين بفيروس كورونا، حتى إن العدد الذي سجل للإصابات في آخر 24 ساعة يوازي ربع العدد الذي سجل قبل أسبوع، ونصف العدد الذي سجل قبل 3 أيام؛ وربما كان هذا التناقص راجعًا إلى رحمة الله تعالى بنا أولًا، ثم إلى استيعاب الناس وزيادة التزامها بإجراءات السلامة والوقاية التي نشرتها وزارة الصحة إلى حد كبير.
وإزاء هذا التناقص اليومي في عدد الإصابات، ومن باب الأمانة في النصح والإرشاد، فإنني أود التأكيد على النقاط التالية:
1. الاستمرار في الأخذ بأسباب الوقاية، وإجراءات السلامة التي تطالب بها وزارة الصحة، وتحث الناس عليها، من ارتداء الكمامة في الأماكن المكتظة والمغلقة والمواطن التي يصعب فيها التباعد الجسدي؛ كوسائل المواصلات.
بالإضافة إلى التقليل من مدة المكوث في هذه المواطن، مع الحفاظ على التباعد الجسدي، وترك المصافحة، والتزام النظافة العامة مع المحافظة عليها، وكذلك تعقيم المشتريات قبل إدخالها للبيت.
2. المسارعة إلى إبلاغ الجهات المختصة عند ملاحظة أيٍّ من أعراض الإصابة المعروفة، والعمل بتوصياتها وإرشاداتها، مع وجوب الاعتزال، وترك المخالطة، وأن تحجر نفسك في بيتك بإرادتك خير لك من أن تحجرك جهات الاختصاص رغمًا عنك.
3. وجوب إشغال جزء مهم من وقتك بذكر الله الذي تطمئن به القلوب؛ حتى لا يلازمك الشيطان، فينغص عليك حياتك. قال سبحانه وتعالى: (ومن يَعْشُ عن ذكر الرحمن نقيِّضْ له شيطانًا فهو له قرين)، وقال جل في علاه: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا ونحشره يوم القيامة أعمى)، وقال تبارك وتعالى: (ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابًا صَعَدًا).
4. تخصيص قدر من الوقت للاستغفار؛ فإنه أهم سبب من الأسباب لكشف البلاء عن العباد، ورفع الوباء- كنوع من العذاب- عن الناس. قال تعالى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، هذا فضلًا عما للاستغفار من إدرار الغيث، والتوسعة في الرزق، والزيادة في الذرية، والبركة في نعيم الدنيا والمتاع الحسن، والإمداد بالقوة، وفوق ذلك كله مغفرة الذنوب.
5. قراءة شيء من القرآن يوميًّا مع التدبر؛ لأن القرآن الكريم شفاء، كما قال جل جلاله: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)، كما أنه يدل على أصوب المناهج، وأعدل الطرائق. قال جل وعلا: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
6. الصبر على ضيق الصدر النابع من المكث في البيوت، ومن قلة ذات اليد، بالإضافة إلى حر الجو، وثقل وسائل الوقاية؛ فإن الله تبارك وتعالى وعد الصابر بحفظه من المكروه والسوء والشر، إذ قال جل في علاه: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)، فما أروعه من شعور حين توقن أن الله تعالى يكلؤك بعينه.
7. إكثار الدعاء والضراعة إلى الله تقدست أسماؤه؛ فإن الدعاء هو العبادة كما جاء في الحديث الصحيح، كيف وربنا قريب منا يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.
ويحسن أن يختار العبد مواطن الإجابة، فيخلص ويلح على ربه في الدعاء فيها، كالسجود، والثلث الأخير من الليل، وفي يوم الجمعة، وعند الفطر للصائم.
أدعو الله تعالى أن ينفعني والمسلمين بهذه الوصايا، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.