النظام السياسي الفلسطيني بين الرؤية النقدية والنظرة العدمية..محسن ابو رمضان


تم النشر 15 سبتمبر 2020


عدد المشاهدات: 1090

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


بعد تسارع قطار التطبيع الذي بدأ مع الإمارات ثم البحرين ومن المتوقع أن يشمل دول اخري .

انبرت العديد من الأقلام من قبل بعض المثقفين  الفلسطينيين باعتبار أن أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك يكمن باتفاق أوسلو وتبعاته من تنسيق امني وغيرة من الامور .

وعلية فقد انزاح اللوم تجاه السلطة وقيادة المنظمة بدلا من البلدان السائرة  باتجاه التطبيع والذي يعتبر المحور الثاني من صفقة ترامب التصفوية .

 

أن الخطأ لا يبرر الخطيئة علما بأن قيادة المنظمة اعتقدت وهو برأي كان اعتقادا خاطئا أن اتفاق أوسلو سيشكل مرحلة انتقالية لمدة خمسة سنوات علي طريق إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود الرابع من حزيران عام 67 19.

إسرائيل استغلت المفاوضات كغطاء لفرض الوقائع الاستيطانية علي الارض وبناء جدار الفصل العنصري وإقامة منظومة من المعازل والبانتوستانان واستثمار الانقسام باتجاه فصل القطاع عن الضفة للحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة .

لقد مضي علي توقيع اتفاق أوسلو 27 عاما والسؤال هنا لماذا بدأ التسارع بهذا الوقت في السير بمسار التطبيع. ؟

اعتقد ان الإجابة واضحة وهي ذات صلة بصفقة القرن ومحاولة تسيد إسرائيل بتحالف إقليمي تفوده هي في مواجهة إيران وحلفائها .

لقد اخطأت السلطة الفلسطينية بتوقيع اتفاق أوسلو رغم نواياهم التي كانت ترمي علي العكس من الواقع أن يقود ذلك الي تحقيق الدولة والاستقلال .

ليس من المنطقي التذرع بموقف السلطة للذهاب الي مربع التطبيع والذي تكمن أهدافة بالحفاظ علي مصالح الأنظمة واختيار المسار الفردي علي حساب   مبادرة السلام العربية والقضية الفلسطينية.

ولقد احسن د.خالد الحروب بتفنيد ذلك بأحد مقالاته.    

تكمن الحلقة المركزية بالصراع في مواجهة صفقة القرن وخطة الضم ومسار التطبيع اي بمواجهة سياسة الاحتلال والاستيطان والتميز العنصري.

لا ينفع الان لوم السلطة وقيادة المنظمة لان ذلك سيعطي المبرر لدول التطبيع للسير بمسارهم .

تقوم السلطة وقيادة المنظمة الان بمواقف واضحة وجادة  بمواجهة المؤامرة المحدقة بقضية شعبنا وحتي لو كان ذلك متأخرا الا انه  يجب تأييده  ودعمة خاصة بعد اجتماع الأمناء العامين للفصائل بغض النظر عن الملاحظات عن حجم ونفوذ هذا الفصيل او ذاك الا ان الاجتماع بحد ذاته يشكل استجابة لمطلب وطني وشعبي كما انه يأتي بتوقيت حساس عنوانه مواجهة المؤامرة المحدقة بقضية شعبنا  عدا عن انه يعكس وحدة الشعب الفلسطيني بمواجهة المؤامرات بحقة.

أن المنطق الوطني يفترض أن يتم دعم هذا التوجه والاندماج الإيجابي بمكونات اللجان المراد تشكيلها وتشكيل سياج حامي الموقف الوطني الفلسطيني وتعزيز المشاركة الشعبية لتقوية وتصليب هذا الموقف وذلك عبر الدفع باتجاه ترجمة القرارات عبر  خطة مجدولة ونتائج  واضحة تقود الي تحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.  

أن الحديث المتكرر من قبل بعض المثقفين عن مسؤولية السلطة لا ينسجم مع خطورة وحساسية اللحظة خاصة اذا أدركنا ان البديل لذلك هو روابط القري او المدن او خلق حالة من الفوضى الأمر الذي يصب في مصلحة الاحتلال.

يردد هؤلاء من المثقفين أن السلطة لم تبق لنا خيارات .

وعلية فهل هذا يعني الاستمرار بالانتقاد دون تقديم تصورات لإعادة البناء .

وهل يمكن بناء البديل بدون عناصر ومكونات الراهن واضافة الجديد عليها سواء عبر الانتخابات او التوافق .

ويشار هنا أن معظم نتائج الانتخابات مازالت تفرز في مجالسها سواء كانت مجالس طلبة الجامعات او النقابات المهنية أو البلديات قوي فصائلية  وخاصة القوتين الكبيرين فتح وحماس.

وهل هذا يعني عدم  إدراك الحلقة المركزية بالصراع واستبدال العداء للسلطة بدلا من العداء  لإسرائيل والإدارة الأمريكية. 

هناك فرق كبير بين الانتقاد البناء الرامي لتصويب المسار والتطوير وبين النقد العدمي الذي لا يتسم بالمسؤولية والذي من الممكن استثماره بغض النظر عن النوايا من قبل قوي واتجاهات لا تريد الخير لشعبنا وتدفع باتجاه هدم المعبد وليس الحفاظ علية علي طريق إعادة ترميمه.

لقد شكلت منظمة التحرير أحد الإنجازات المهمة لكفاح شعبنا أن لم نقل الأهم.

والغريب هنا أن هناك من يكيل الاتهامات لها اي للمنظمة  بهذا الوقت الحساس بدلا من المطالبة بصيانتها بهدف تطويرها وإعادة بنائها رغم أن البعض يركز عليها   ليعلن عن نفسة بديلا عن القيادة الراهنة وليحصل علي الشرعية لذاته الفصائلية او بالحد الأدنى  المشاركة مع القوي النافذة بها و علي قاعدة المحاصصة . 

ادعو جميع المثقفين الذين لا أشك بنواياهم ومقاصدهم الوطنية لمراعاة الدقة والتميز ببن النقد الموضوعي البناء وبين النقد العدمي غير المفيد.

انتهي.




- انشر الخبر -