رسالة إلى عائلتي عائلة الأسطل الكريمة .
تحية طيبة عطرة لكم أبناء عائلتي الكرام وبعد .، كنت ومازلت أفتخر بأنني منكم وإليكم، أفتخر بثباتكم على أصولكم ومبادئكم التي أمتدتموها من أجدادنا رحمهم الله جميعاً ، كنتم ومازلتم خير العائلات وأشرفها سمعة وطيبة ، كنتم ومازلتم أهلاً للكرم والشهامة وأهلاً للواجب ، فالعائلة قدمت مثالاً رائعاً في الإنضباط والمسؤولية وهذا كان ومازال محط احترام وتقدير الجميع في الوطن والشتات.
. إنني أردت اليوم أن أكتب لكم رسالتي بكلمات قصيرة في سياق مصابنا الجلل التي وفي أولها أتقدم بالتعازي لأنفسنا أولاً ولأهل الشهيد المغدور الشيخ القدير فضل أحمد الأسطل " أبا أحمد " ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
ثانياً ، وانطلاقا من أننا أبناء عائلة عُرف عنها دائماً بأنها عائلة متعلمة مثقفة تضم العديد من العلماء والأستاذة والمصلحين ، وانطلاقا من إيماننا القاطع بأن القصاص هو الطريق الإسلامي الأوحد للأخذ بالثأر ، والتزاما منا بأخلاقنا الإسلامية التي شهد لها القريب والبعيد من مختلف العائلات.
وبناءً على ذلك إنني إذ أنصح جميع أبناء عائلتي الكرام في الوطن باحتكام العقل قدر المستطاع ، والعمل على تجنب الفتنة وما أدراك ما الفتنة ، وتجنب العصبية والتمييز على الأساس القبلي والعائلي وهو ما عرف به آل الأسطل منذ القدم حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ناهياً عن هذا " دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ " فنحن أبناء أمة ودين واحد ، وأنصح بتجنب العبث بتاريخ عائلتنا العريق المتجذر في الأرض الفلسطينية الطاهرة التي تربطنا بها علاقة نسب ومصاهرة واحترام وتقدير متبادل منذ عقود طويلة ، وطالما أن القتلة تم الكشف عنهم علينا أن ننتظر بنفس طويل وصدر واسع تطبيق الحكم الشرعي عليهم ، والابتعاد عن أي أعمال عنف تمس مقدرات عائلة شراب من محلات تجارية ومنازل ومراكز تعود لهم ، هذه العائلة التي يجب علينا أن لا ننسى علاقتنا الإجتماعية الحميمة التي تربطنا بها وبأصولها المتجذرة هي أيضاً وأنها عائلة دائماً وأبداً كانت ومازلت بجانب عائلتنا في الأفراح والأتراح ، ومهما حدث فإن فهم إخواننا في الدين والهوية ، وجيران لنا في المسكن والمستقر ، بل يجب علينا أن نتعاون مع كبار هذه العائلة للوصول إلى القصاص من المتهمين والعمل على علاج هذا الجرح قبل أن يتسع ، وعلينا أن نخفف من جرح بعضنا البعض حتى يلتئم ويشفى.
ثالثاً وأخيراً ، إن المسؤولية الكبرى في هذا الحدث الذي أحزن قلوبنا بوفاة شيخنا أبا أحمد رحمه الله ، تقع على وجهاء وكبار عائلتنا عائلة الأسطل القديرة في توجيه أبنائنا وترشيدهم ومساعدتهم للتعامل في مثل هذه الظروف الحرجة ، حتى الوصول إلى حل يشفي صدور أبنائنا وأهلنا ، وحل رادع لكل من تسول له نفسه في العبث بأمن وإستقرار أهلنا وأبناء شعبنا الفلسطيني على الأرض الفلسطينية ، وتقع عليهم المسؤولية أيضاً في التعامل القانوني مع الحكومة الفلسطينية التي وبالتأكيد ستفسح للقانون أن يأخذ مجراه. حفظكم الله أبناء عائلتي من كل سوء ورعاكم إن شاء الله. ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) - صدق الله العظيم
ابنكم الطالب عبد الكريم محمد علي الأسطل تركيا - إسطنبول 29-4-2014