منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي وتحديدًا بعد مؤتمر مدريد للسلام في أكتوبر/ تشرين الأول 1991، أخذت العلاقات الهندية الإسرائيلية تتطور بشكل سريع في المجالات المختلفة، ولطالما اشتكت إسرائيل من معاملة الهند لها كعشيقة… تتمتع سرًا بسحر أسلحتها وتكنولوجياتها المتطورة، وتخجل من جعل تلك العلاقة علنيّة، وهذا ما كتبه المحلل الإسرائيلي في صحيفة (هآرتس) “ديفيد روزنبرغ”، مما أثار تساؤلات كثيرة حول تأثير ذلك على القضية الفلسطينية وعلى العلاقات الهندية الفلسطينية.
ويبدو أن الجهد الإسرائيلي المنصب على المزيد من المكاسب، جراء العلاقة مع الهند، بحاجة ماسة إلى تحرك عربي يعوض الخسارات الاستراتيجية التي تسبب فيها هذا التقارب، فالدول العربية بحاجة ماسة إلى توسيع دائرة علاقاتها الدولية، وتوسيع دائرة التحالف الاستراتيجي في وجه المخاطر الخارجية الجمة التي تحاصر المنطقة العربية، فضلاً عن الاعتبارات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية الأخرى. وعلى ذلك، فإنَّ الهند تُعدُّ دولة ذات ثقل دولي، يمكن أن يحقق التقارب معها مكاسب جمة.
يتناول هذا البحث نشأة وتطور العلاقات بين الهند والإحتلال الإسرائيلي وأبرز المحطات في هذه العلاقات، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التعاون العسكري والأمني والمجالات الأخرى، وأبرز القيود في هذه العلاقة، ومستقبلها، ثم نسلط الضوء على العلاقات الفلسطينية الهندية وأثر العلاقات الإسرائيلية الهندية على القضية الفلسطينية.
لتحميل الملف PDF