خطــبة الجمــعة
بمســجد الحـــمد – خان يونس
26 صفر / 1441 هـ ، 25/10/2019مـ .
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102 {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } النساء1 ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} الأحزاب .أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وبعد ، أيها المسلمون ، يا عباد الله :
{المؤمن يتطلع إلى رحمة الله بين مخافتين }
المؤمن الحق بين عمل أحسن فيه يرجو من الله مثوبته ، وبين عمل أساء فيه يخاف من الله عقوبته ، فهو واقف بين الخوف والرجاء ، قال الله في سورة الزمر: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) } ، قال الإمام عبد الرحمن بن ناصر السعدي في [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان] : (..فليس المعرض عن طاعة ربه ، المتبع لهواه ، كمن هو قانت أي: مطيع لله بأفضل العبادات وهي الصلاة ، وأفضل الأوقات وهو أوقات الليل ، فوصفه بكثرة العمل وأفضله ، ثم وصفه بالخوف والرجاء ، وذكر أن متعلق الخوف عذاب الآخرة ، على ما سلف من الذنوب ، وأن متعلق الرجاء ، رحمة الله ، فوصفه بالعمل الظاهر والباطن.{ قل هل يستوي الذين يعلمون } ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي، وما له في ذلك من الأسرار والحكم { والذين لا يعلمون } شيئا من ذلك؟ لا يستوي هؤلاء ولا هؤلاء ، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام، والماء والنار.{ إنما يتذكر } إذا ذكروا { أولو الألباب } أي : أهل العقول الزكية الذكية ، فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى، فيؤثرون العلم على الجهل ، وطاعة الله على مخالفته ، لأن لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب ، بخلاف من لا لب له ولا عقل ، فإنه يتخذ إلهه هواه.) اهـ .
ومع هذا فالمؤمن يا عباد الله يتطلع إلى رحمة الله فيما أحسن بالمثوبة ، ويخاف من مجازاته فيما أساء بالعقوبة ، ولذلك يسعى المؤمن بالإحسان فيما بينه وبين الله ، ومن ذلك الإحسان فيما بينه وبين العباد ، ويجتنب الإساءة فيما بينه وبين الله ، ومن ذلك الإساءة فيما بينه وبين العباد ، ويرحم الله الإمام العلامة ابن القيم فقد قال : ( اعلم أن لك ذنوبا بينك وبين اللّه ، تخاف عواقبها ، وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك. ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة ، حتى ينعم عليك ويكرمك ، ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله. فإذا كنت ترجو هذا من ربك ، وتحب أن يقابل به إساءتك ، فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه ، وتقابل به إساءتهم؟ ليعاملك اللّه تلك المعاملة. فإن الجزاء من جنس العمل فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك يفعل اللّه معك في ذنوبك وإساءتك ، جزاء وفاقا. فانتقم بعد ذلك ، أو اعف ، وأحسن أو اترك. فكما تدين تدان ، وكما تفعل مع عباده يفعل معك ، فمن تصور هذا المعنى ، وشغل به فكره. هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه ) اهـ.
و لزوم الإحسان ، واجتناب الإساءة ، يدفعنا ويحثنا على تحقيق أمرين عظيمين :
* الأمر الأول ، المبادرة إلى أعمال المعروف والبر والإحسان وصلة الأرحام في أجلى صورها ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ، فليصل رحمه " . متفق عليه . فمن وصل رحمه وصله الله ورحمه ، فبسط وأوسع له في الرزق ، وبارك له وأخر له في استمرار الأثر الطيب من الولد الصالح والعمل الصالح بعد موته ، وكما في الحديث الذي رواه النسائي وغيره من حديث العلاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ وَعِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " .
* الأمر الثاني ، اجتناب الآثام والسيئات والفواحش حتى لا نقع فيها ، والإقلاع عن الخطايا والذنوب إن وقعنا فيها بالفعل : روى البخاري في صحيحه من طريق الْجُرَيْرِيِّ عَنْ طَرِيفٍ أَبِي تَمِيمَةَ قَالَ : ( شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَبًا وَأَصْحَابَهُ وَهُوَ يُوصِيهِمْ ، فَقَالُوا هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا ؟..قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : وَمَنْ يُشَاقِقْ يَشْقُقْ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَقَالُوا : أَوْصِنَا ، فَقَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنْ الْإِنْسَانِ بَطْنُهُ ، فَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَأْكُلَ إِلَّا طَيِّبًا فَلْيَفْعَلْ ، وَمَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يُحَالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ بِمِلْءِ كَفِّهِ مِنْ دَمٍ أَهْرَاقَهُ فَلْيَفْعَلْ " ) اهـ .
وأخرج الحاكم من طريق سويد أبي حاتم عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، و بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ، و من أتاه أخوه متنصلا ; فليقبل ذلك منه محقا كان أو مبطلا ، فإن لم يفعل ; لم يرد علي الحوض " .قال الألباني : ضعيف الإسناد .
إخوة الإسلام والإيمان :
ومما جاء من الترهيب من المضارة والمشاقة بالناس والعباد ؛ أن الله يجازي عبده منها بمثل فعله : فعن أبي صرمة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من ضار ضار الله به . ومن شاق شق الله عليه " رواه الترمذي وابن ماجه .
قال الشيخ السعدي رحمه الله : ( .. هذا الحديث دل على أصلين من أصول الشريعة :
أحدهما : أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر ، وهذا من حكمة الله التي يحمد عليها ، فكما أن من عمل ما يحبه الله أحبه الله ، ومن عمل ما يبغضه أبغضه الله ، ومن يسر على مسلم يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه ، كذلك من ضار مسلما ضره الله ، ومن مكر به مكر الله به ، ومن شق عليه شق الله عليه ، إلى غير ذلك من الأمثلة الداخلة في هذا الأصل . الأصل الثاني : منع الضرر والمضارة ، وأنه " لا ضرر ولا ضرار " ، وهذا يشمل أنواع الضرر كله ، والضرر يرجع إلى أحد أمرين : إما تفويت مصلحة ، أو حصول مضرة بوجه من الوجوه ، فالضرر غير المستحق لا يحل إيصاله وعمله مع الناس ، بل يجب على الإنسان أن يمنع ضرره وأذاه عنهم من جميع الوجوه ) اهـ.
يا إخوتاه :
فَلْنَعِ ولْنَتَّبِعْ ، ولنسمع ولنطع ، وقد صدق الحسن البصري رحمه الله إذ روى ابن أبي الدنيا عن الربيع بن صبيح ، قال : ( كان الحسن يقول : ارض عن الله يرض الله عنك وأعط الله الحق من نفسك أما سمعت ما قال تبارك وتعالى : {رضي الله عنهم ورضوا عنه } التوبة 100. كما رضي المؤمنون عن ربهم جزاهم الرضا عنهم فالجزاء من جنس العمل ، اللهم يا حي يا قيوم ، يا رحمن يا رحيم ، يا سميع يا عليم ، إنا راضون عنك فارض عنا ، إياك ربنا نستهدي فاهدنا ، وبك نستنصر فانصرنا ، وأنت القوي العزيز ، اللهم فألهمنا أحسن القول ، واسلك بنا أصلح العمل ، وانصرنا بنصرنا دينك ، وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، وأحسن عاقبتنا ، وأصلح دنيانا ، واجعل سعينا في رضاك ، اللهم إنا نسألك ربنا فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وحب المساكين ، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه وتوبوا إليه إنه جوادٌ كريم .
الخطبة الثانية
الحمد لله سبحانه الملك الحق العدل المبين ، والصلاة والسلام على نبيه محمد المبعوث بالحق بشيراً ونذيراً للعالمين ، وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمته عباده المؤمنين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله .أما بعد ، إخوة الإسلام والإيمان ، يا عباد الله :
من عمل صالحاً فلنفسه إي والله ، ويا ويح من أساء فعلى نفسه جنى بإساءته ، ولكن الله رغب في العفو ، قال الله تعالى :{ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } الشورى40 ، ومن صور الجزاء في الآخرة ما روى الإمام النسائي في الصغرى بسنده عن عطاء بن السائب قال حدثني أبي السائب أن عبد الله بن عمرو حدثه قال : ( انكسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقام الذين معه فقام قياما فأطال القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه وسجد فأطال السجود ثم رفع رأسه وجلس فأطال الجلوس ثم سجد فأطال السجود ثم رفع رأسه وقام فصنع في الركعة الثانية مثل ما صنع في الركعة الأولى من القيام والركوع والسجود والجلوس فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي ويقول : " لم تعدني هذا وأنا فيهم ، لم تعدني هذا ونحن نستغفرك " ، ثم رفع رأسه وانجلت الشمس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل فإذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله عز وجل والذي نفس محمد بيده لقد أدنيت الجنة مني حتى لو بسطت يدي لتعاطيت من قطوفها ولقد أدنيت النار مني حتى لقد جعلت أتقيها خشية أن تغشاكم حتى رأيت فيها امرأة من حمير تعذب في هرة ربطتها فلم تدعها تأكل من خشاش الأرض فلا هي أطعمتها ولا هي سقتها حتى ماتت فلقد رأيتها تنهشها إذا أقبلت وإذا ولت تنهش أليتها وحتى رأيت فيها صاحب السبتيتين أخا بني الدعداع يدفع بعصا ذات شعبتين في النار وحتى رأيت فيها صاحب المحجن الذي كان يسرق الحاج بمحجنه متكئا على محجنه في النار يقول أنا سارق المحجن " ) اهـ .
فيا عباد الله ، يا أهل فلسطين :
ما أحرانا أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ،فهؤلاء لهم البشرى ، ونعوذ بالله من أن نكون ممن ألهته آماله ، وأغرته أعماله ، وأعجبه مقاله ، فساءت أعمالُه ،...البدار البدار ، والتوبة التوبة ، قبل فوات الأعمال ، وانقطاع الآمال ، وانقضاء الآجال ، أيها القوم : أحلوا ما أحل الله لا ما أحللتم ، وحرموا ما حرم الله لا ما حرمتم ، صلوا الأرحام المقطوعة ، وأجروا الأرزاق الممنوعة ، وزنوا بالقسطاس المستقيم ، لا تتشبعوا بما لم تُعْطَوا فالمتشبع بما لم يُعْطَ كلابس ثوبي زور أوفوا بما نقضتم من العقود ، وأحسنوا بما أسأتم من العهود ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : " وإن حسن العهد من الإيمان " ، وقروا الكبير ، وارحموا الصغير ، وأغنوا الفقير ، واجبروا الكسير ، وفكوا الأسير ، والله ربنا نسأله أن يهدينا ويهديكم سواء السبيل .
يا عباد الله : ألا وصلوا وسلموا على خير الخليقة ، وأزكاها عند الله على الحقيقة ، فقد أمركم الله به اتباعاً لهديه فقال : {إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}الأحزاب 56 .. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد ، وآله الطاهرين المطهرين ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين ، الأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي – ، ،وسائر الصحابة أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأعل بفضلك كلمة الحق والدين ، ربنا اجعل بلدنا أمناً وأمانا ، آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين . اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء ، وعضال الداء وخيبة الرجاء ، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجاءة نقمتك ، وجميع سخطك ،اللهم اجعل رزقنا رغدا ، ولا تشمت بنا أحدا ، اللهم اشف مرضانا ، وفك أسرانا ، وارحم موتانا ، وانصرنا على من عادانا برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم بكلمتك العليا وفق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى ، وخذ بناصيته للبر والتقوى ، وارزقه البطانة الصالحة التي تأمره بالخير وتحثه عليه ، وجنبه البطانة السيئة التي تأمره بالشر وتحثه عليه ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين من الأمراء والعلماء لإقامة الدين وعدم التفرق فيه ، والعمل بكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار ،اللهم إنا نسألك أن تنصر الداعين إلى سبيلك على البصيرة ، اللهم احفظ المسجد الأقصى وأهله ومن حوله من براثن الصهاينة المعتدين المحتلين واجعله شامخا عزيزا إلى يوم الدين ، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، واغفر لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولأعمامنا والعمات ، ولأخوالنا والخالات ، وأبنائنا والبنات ، وإخواننا والأخوات ، وأقربائنا والقريبات ، وجيراننا والجارات ، ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات،سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك.
عباد الله .. إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .