قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ) [سورة البقرة: 155].
وقال سبحانه: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [سورة الشعراء: 80].
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم" [رواه الترمذي: 2396].
أما بعد فلقد تلقينا بالرضا والتسليم بقضاء الله وقدره ما تعرض له ابننا الطفل/ محمد عثمان محمد الأسطل البالغ من العمر 4 سنوات من حادث سير مؤسف وهو في حالة حرجة جداً ويتلقى العلاج حالياً في إحدى مستشفيات الداخل المحتل، سائلين الله أن يجبر مصابنا بهذا الحادث الأليم، رافعين أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يمن عليه بالشفاء القريب العاجل.
ونظراً لما أثير من لغط حول هذا الموضوع اقتضى ضرورة الإيضاح والبيان من اجل استجلاء الحقيقة وتبيانها كما سيأتي ذكره فيما يلي:
أولاً: السائق الذي تسبب بالحادث يدعى/ معتصم منونة من سكان جباليا أثناء محاولته لتجاوز سيارة أخرى بسرعة فائقة حسب تسجيل الكاميرات حول موقع الحادث وذلك في يوم السبت بتاريخ: 13 رمضان 1440هـ، الموافق 18-5-2019م.
ثانياً: تم نقل الطفل المصاب إلى المستشفى الأوروبي وهو يعاني من نزيف بالمخ، وتجمع دموي بالرئة، وعدة كسور بالصدر وكسر بالقدم اليمنى.
ثالثاً: توجه والد الطفل بصحبة المختار الشيخ طه الأسطل على الفور إلى المستشفى للوقوف على الحالة، وقابلوا هناك السائق ووالده ومرافقه، حيث قام المختار بعمل تقرير مخفف (حيث أن ما حصل غير متعمد وفي حكم القضاء والقدر) وذلك بقصد مساعدة السائق وعدم تعريضه للإيقاف من قبل الجهات الأمنية، وخاصةً بعدما علم بقرابته من عائلة عبدالله من جباليا التي كان لها موقف سابق يتسم بالتسامح مع أحد أبناء العائلة في قضية مشابهة قبل حوالي عامين.
رابعاً: وبعد كتابة التقرير المذكور تم إخلاء سبيل السائق حيث توجه هو ووالده بصحبة الشيخ طه الأسطل إلى الديوان لعمل اتفاق ضمني للقيام بمسؤوليتهم في سرعة توفير كافة إجراءات العلاج الممكنة سواء في الداخل أو الخارج لإنقاذ حياة هذا الطفل بإذن الله، حيث تم توقيع تعهد وإقرار بالواقعة وتحرير كمبيالة لضمان الحقوق والالتزام بكل ما يترتب لاحقاً من أحكام شرعية وقانونية وواجبات عرفية وعشائرية من تغطية نفقات ومصاريف العلاج وإحضار كفلاء على ذلك حسب الأصول.
خامساً: تم الاتفاق على الاجتماع صباح اليوم التالي في حدود الساعة العاشرة أمام قسم العناية المركزة بالمستشفى ولكن للأسف لم يحضر أحد منهم ولم يجري الاتصال للاعتذار عن الحضور حسب الموعد.
سادساً: بعد صلاة الظهر من ذلك اليوم حضر إلى ديوان المختار طه الأسطل جاهة من وجهاء جباليا لطلب العطوة وفوجئنا بحضور أشخاص من ذوي السائق وهذا أمر غير مقبول عرفاً ومع ذلك تم الترحيب بهم تكريماً للجاهة وخاصةً للمختار أبو حسن عبدالله الذي حضر معهم. ولدى طلب الكفيل ونأسف للتوضيح بأن ذلك يعتبر من مبادئ عمل أي اتفاق عرفي أفادوا بعدم توفر من يكفلهم، فقام الشيخ طه بإعطاء عطوة لمدة ثلاثة أيام مشروطة بمبلغ عشرة آلاف دينار أردني وذلك تحت بند مصاريف علاج ليتم تغطيتها بالغاً ما بلغت مع استعدادنا بالمشاركة معهم في ذلك، وفي حال تم تغطية هذه التكاليف أو جزء منها من قبل الحكومة الفلسطينية سيتم إرجاع هذا المبلغ لهم حسب مقتضى الحال.
سابعاً: تلقى الشيخ طه الأسطل اتصالاً من المختار أبو حسن عبدالله للتوسط في التقليل من المبلغ المشروط في العطوة وعرض تقديم مبلغ وقدره 3 آلاف دينار أردني قابل للزيادة لاحقاً إذا لزم الأمر حسب متطلبات العلاج وتم قبول طلبه على الفور إكراماً له ولموقفه المشرف سابقاً كما ذكرنا، وتم الاتفاق على وضع هذا المبلغ في ظرف مغلق وتقديمه من قبل الجاهة التي سوف تأتي في الموعد المحدد للعطوة أمام أبناء العائلة وجميع الحاضرين.
ثامناً: وفي الموعد المحدد حضرت جاهة كريمة من وجهاء جباليا ومعهم المختار أبوحسن عبدالله وبحضور عدد من رجالات الإصلاح البارزين على رأسهم الشيخ كامل أبو مرازيق والحاج عادل مهنا وعدد من أبناء عائلة الأسطل.
وخلافاً لما تم الإتفاق عليه فوجئنا وفوجئ الحاضرون بتقدم أحدهم وهو يحمل مبلغا ضئيلاً من المال ووضعه بطريقة مستفزة في يد الشيخ طه الأسطل الأمر الذي أثار حفيظته وحفيظة عدد من أبناء العائلة لما في ذلك من استهتار بالجاهة نفسها التي لم يتم اطلاعها كما يبدو على الحيثيات المتفق عليها سلفاً، وما في ذلك من استخفاف بحالة الطفل الذي تتأرجح روحة بين يدي رحمة الله بين الحياة والموت.
فقام على الفور برد المبلغ وطلب "كفيل وفا" وللأسف الشديد لم تكن الجاهة مستعدة لذلك أيضاً فتم رفض العطوة وتحميل السائق وعائلته مسؤولية تعرض حياة الطفل للخطر جراء تقصيرهم في تنفيذ ما هو منوط بهم شرعاً وقانوناً وعرفاً.
تاسعاً: في الختام تدخل الشيخ كامل أبو مرازيق وطلب إعطاء عطوة لمدة ٢٤ساعة لإستيفاء جميع إلتزاماتهم وتمت الموافقة على هذا الطلب.
عاشراً: ما تم تداولة مؤخراً من تعليقات غير مسؤولة وغير لائقة عبر وسائل التواصل ومن خلف الشاشات دون أدنى مراعاة أو احترام لمشاعرنا فهي لا تسيء إلا لأصحابها ونترفع عن الرد عليها. وعلى أي حال فالمختار الشيخ طه محمد الأسطل وهو من أعلام الوطن ورجاله الأكابر؛ غني عن أن نقوم نحن أو غيرنا بالحديث عنه ويعلم الله كم بذل من جهده ووقته وماله منذ حصول هذه الحادثة الأليمة فلم يغمض له جفن حتى سلم الطفل إلى سيارة الإسعاف في معبر بيت حانون بعد أن قام بنفسه بمتابعة جميع الإجراءات الرسمية وقام بجميع الأعمال التي كان يتوجب على من تسبب بالحادث القيام بها! فنسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء.
وختاماً: نخص بالشكر والتقدير كل من وقف معنا وتابع معنا الحالة الصحية أولاً بأول من العائلات والوجهاء والمشائخ والأقارب والجيران ونثمن عالياً دور الحكومة والجهات الرسمية والأطباء في تذليل جميع العقبات أمام نقل إبننا لمتابعة علاجه في المراكز الطبية المتخصصة سائلين الله أن يهيئ له أسباب الشفاء وأن يحرسه حيث كان بعينه التي لا تنام.