تنطلق في 21 يونيو المقبل فعاليات بطولة كأس الأمم الإفريقية في مصر، في نسختها الثانية والثلاثين، التي تعتبر دورة استثنائية كونها تضم 24 منتخبًا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، فضلًا عن نظامها الجديد والمختلف عن الدورات السابقة، إذ تم تقسيم المنتخبات المشاركة إلى ست مجموعات؛ يصعد أصحاب المركزَين الأول والثاني من كل مجموعة إلى دور الـ16، بالإضافة إلى أفضل 4 منتخبات أصحاب مركز ثالث. وجنَّبت القرعة المنتخبات العربية الأربعة (مصر والجزائر والمغرب وتونس) الوقوع في مجموعات مشتركة؛ إذ ضمَّت المجموعة الأولى التي تقع فيها مصر منتخبات: الكونغو وأوغندا وزيمبابوي، ووقعت الجزائر في المجموعة الثالثة مع السنغال وكينيا وتنزانيا، ووقعت المغرب في المجموعة الرابعة التي يراها كثيرون مجموعة الموت؛ حيث تضم إلى جانب المغرب منتخبات جنوب إفريقيا وكوت ديفوار وناميبيا، ووقعت تونس في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات مالي وموريتانيا وأنجولا، بينما خَلَت المجموعتان الثانية والسادسة من أي فرق عربية؛ ضمت الثانية منتخبات: نيجريا وغينيا ومدغشقر وبروندي، وضمت السادسة منتخبات: الكاميرون وغانا وبنين وغينيا بيساو. تمتلك المنتخبات العربية حظوظًا جيدة للتتويج بالبطولة، أو على الأقل الوصول إلى مراحل أبعد خلال النسخة الثانية والثلاثين للبطولة القارية، كما تمتلك مصر وتونس والجزائر والمغرب دوافع قوية لتحقيق نتائج إيجابية؛ منها أنه منذ عام 2010 عندما فازت مصر بالبطولة السابعة في تاريخها، لم يفُز منتخب عربي بالبطولة؛ إذ فاز منتخب زامبيا في عام 2012، وفازت نيجيريا في 2013، ثم كوت ديفوار في 2015، والكاميرون في 2017. حظوظ مصر بالنسبة إلى مصر، فإن لديها علاقة رائعة مع البطولة عندما تُقام على أرضها، إذ نظَّمت مصر البطولة أربع مرات من قبل؛ أعوام: 1959، 1974، 1986، 2006، فازت بثلاث بطولات منها؛ أعوام: 1959، 1986، 2006؛ ما يعني أن عاملَي الأرض والجمهور يقفان إلى جانب المنتخب المصري عندما يلعب على أرضه، فضلًا عن رغبة الفراعنة في استعادة اللقب الغائب منذ عام 2010، وبعد أن كانت مصر قريبة من تحقيقه في عام 2017، لكنها خسرت في النهائي أمام الكاميرون 2/1. وتملك مصر الرقم القياسي كأكثر منتخبات إفريقيا فوزًا بالبطولة برصيد 7 مرات، وتسعى لتوسيع الفارق بتحقيق البطولة الثامنة. بعد 2004 .. تونس تحلم ببطولة ثانية لم تفُز تونس بالبطولة سوى مرة وحيدة في عام 2004 عندما استضافت البطولة على أراضيها، غير أن الأداء الذي قدمه المنتخب التونسي خلال بطولة كأس العالم الأخيرة كان لافتًا؛ حيث يضم منتخب نسور قرطاج عناصر رائعة بإمكانها أن تصنع الفارق، كما أن إقامة البطولة على أرض عربية سيمنح التوانسة المزيد من الشعور بالألفة وكأنهم لم يغادروا بلدهم. هذا بخلاف وقوع تونس في مجموعة سهلة نسبيًّا إلى جانب موريتانيا وأنجولا ومالي في المجموعة الخامسة، وبالنظر إلى المجموعات الست؛ فإن مجموعة تونس وكذلك مجموعة مصر تعتبران الأسهل للمنتخبَين العربيَّين. حظوظ مغربية يلفت المنتخب المغربي الأنظار إليه مع كل بطولة يشارك فيها، ولعل أداءه مؤخرًا خلال فعاليات كأس العالم 2018 عبَّر عن منتخب عربي وإفريقي قوي بإمكانه تحقيق البطولات، لكن المنتخب المغربي لم يحقق البطولة منذ عام 1976 عندما فاز بها للمرة الأولى في تاريخه، وكان المغرب على موعد مع تحقيق لقبه الثاني عندما صعد إلى نهائي البطولة مع تونس عام 2004، غير أن اللقب ذهب إلى سوسة. المنتخب الجزائري بالنسبة إلى المنتخب الجزائري، فإنه قدم أداءات رائعة خلال السنوات الماضية، وربما كان المنتخب العربي والإفريقي الأكثر لفتًا للانتباه؛ من خلال مشاركتَين متميزتَين في كأس العالم 2010 ثم 2014، لكنه لم يحقق البطولة سوى مرة وحيدة فقط عام 1990، عندما استضاف البطولة على أراضيه، ومنذ ذلك التاريخ لم يفُز بالبطولة ولم يصل إلى المباراة النهائية، وكان أكبر إنجازاته هو المركز الرابع في بطولة عام 2010. آخر نهائي عربي كان آخر نهائي عربي في كأس الأمم الإفريقية في عام 2004، عندما وصل منتخبا تونس والمغرب إلى المباراة النهائية التي حسمها نسور قرطاج لصالحهم بنتيجة 2/1، ومنذ ذلك التاريخ لم يتقابل منتخبان عربيان في نهائي كأس الأمم الإفريقية. تفوز بالبطولة عندما تُقام على أراضيها اللافت في تاريخ العلاقة بين المنتخبات العربية والبطولة هو أنها تفوز بالبطولة عندما تُقام على أراضيها؛ حيث نظمت مصر البطولة 4 مرات قبل هذه الدورة، فازت بثلاث بطولات منها، وفازت الجزائر ببطولة وحيدة عام 1990 عندما نظمتها على أرضها. والبطولة الوحيدة التي فازت بها تونس كانت عام 2004 عندما نظمت البطولة على أرضها أيضًا، ووحده المنتخب المغربي هو الذي فاز ببطولته الوحيدة في إثيوبيا عام 1976. ويعني ذلك أن إقامة البطولة هذا العام في مصر تمنح المنتخبات العربية حظوظًا رائعة؛ لتحقيق البطولة أو على الأقل التقدم بخطوات واسعة في النسخة الثانية والثلاثين للبطولة التي فازت بها المنتخبات العربية 11 مرة من أصل 31 بطولة (مصر 7 مرات، ومرة لكل من تونس والجزائر والمغرب والسودان)