وقف النار في غزة والارتباك الإسرائيلي ناصر ناصر


تم النشر 30 مايو 2018


عدد المشاهدات: 1667

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


لم تعترف إسرائيل رسميا وحتى هذه اللحظة بوجود اتفاق، أو حتى تفاهمات معينة مع المقاومة في غزة لوقف النار التي تصاعدت حينما قررت المقاومة الرد عسكريا على اعتداءات اسرائيل، أي منذ صباح يوم 29-5 ، وذلك على الرغم من التقارير الفلسطينية التي أكدت وجود مثل هذه التفاهمات بدأً من الساعة الثانية عشر ليلا أو بدأ من الساعة الثالثة فجرا كما جاء على لسان الدكتور خليل الحية. 

لقد صرح مصدر سياسي كبير لشبكة كان الاسرائيلية بعدم وجود أي اتفاق لوقف النار،  تلاه وزير الكابينت كاتس وعبر راديو الجيش مؤكدا الموقف، ومن جهة أخرى  فقد كان لافتا تأكيد وزير الكابينت المقرب من نتنياهو وهو شطاينتس ولشبكة كان الاخبارية أيضا وجود تفاهمات غير مباشرة مع حماس وعبر المصريين لوقف نار 29-5 دون أن يوضح التفاصيل.

 واستمر التناقض والارتباك الاسرائيلي حينما صرح وبعد دقائق ومن على نفس الشبكة الاخبارية وزير الكابينت والقائم مقام وزير الدفاع وهو هنغبي بعدم وجود أي اتفاق أو تفاهمات مع حماس لوقف إطلاق النار. 

إن ما حدث على أرض الواقع ومنذ الساعة الثالثة والنصف تقريبا من فجر 30-5 أن هناك وقفا للنار، وعلى الأرجح أنه كان نتيجة لتفاهمات  -وليس اتفاق - تمت بوساطة مصرية، أي المصريون توافقوا مع الاسرائيليين، والمصريين توافقوا مع المقاومة في غزة، ولم يتضح تماما حتى الان مضمون وتفاصيل هذه التفاهمات. 

إن الارتباك في الوقف الاسرائيلي يأتي نتيجة لعدة عوامل وأسباب من أهمها: 
أولا: ارتباك وتناقض الموقف الاسرائيلي أصلا من حماس وغزة: فحماس هي العنوان ، وهي التي تتحمل مسؤولية التصعيد وعليها تقع مسؤولية ضبط الأمور في غزة ، ولكنها وفي المقابل ليست العنوان لأي تفاهمات أو اتفاقات، فهي منظمة إرهابية في عيون إسرائيل.
 
ثانيا: وهو عامل يتعلق بالسياسة الداخلية الإسرائيلية، إن إقرار المطبخ السياسي الأمني والمكون من رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس هيئة أركان الجيش وكبار رجال المؤسسة الأمنية بحقيقة وجود تفاهمات على وقف إطلاق النار سيضعهم في حرج داخلي من جانبين: الجانب الأول عدم عقدهم لجلسة خاصة بالكابينت على ما يعنيه ذلك من إجراءات بيروقراطية قد تكون معطلة لعملية وقف إطلاق النار. 

الجانب الآخر فإن عقد الكابينت قد يعرض التفاهمات للخطر بسبب المزايدات السياسية من قبل اليمين المتطرف داخل الحكومة. 

وفي نهاية المطاف فقد انتهت هذه الجولة من المواجهة العسكرية ، والتي ظهرت فيها قدرة وجرأة وتماسك المقاومة، وقد تكون قد وضعت حدا للمعادلة المتغطرسة التي حاول الاحتلال فرضها، وهي قتل واغتيال وتدمير في كل أنحاء قطاع غزة مقابل أي نشاط من نشاطات مسيرة العودة وكسر الحصار.

 وبذا قد تكون الجولة قد حمت استمرار مسيرة العودة، كما أنها أسهمت بوضوح في إبراز مشكلة غزة وبالتالي تسريع خطط تخفيف المعاناة الانسانية عنها على الأقل، ومحاولة التوصل لترتيبات سياسية معينة تسهم في كسر الحصار وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتحديدا في القطاع، مما سيزيد في تناقض وارتباك الموقف الاسرائيلي.

 




- انشر الخبر -